أخبار العلوم

جهاز يعزز موجات الدماغ و يحسن الذاكرة

لطالما كان الحصول على جهاز لتحسين الذاكرة حلمًا يراود العلماء وأيضا العديد من الطلاب، وقد كشف الباحثون في جامعة “ديفيس” بكاليفورنيا، عن جهاز مشابه إلى حد ما يعزز موجات الدماغ التي تلعب دورا حاسما في تحسين قدرتنا على تذكر المعلومات.

وفي مقالة نُشرت في “Cognitive Neuroscience”، قال الفريق إن جهازه يعزز “تحفيز” موجات الدماغ “ثيتا”، بالإضافة إلى أداء الذاكرة.

ففي المخ، يخلق النشاط الكهربائي أنواعًا مختلفة من موجات الدماغ التي يمكن قياسها خارجًا، ومنها موجات ثيتا التي يتم تشبيهها بمسلكنا وطريقنا للوصول للذكريات والمعلومات المخزنة ضمن الدماغ، كما أن موجات ثيتا مسؤولة عن سحب حواسنا من التركيز على الوسط المحيط، إلى التركيز على الإشارات التي يتم توليدها ضمن الدماغ.

تستخدم أجهزة التحفيز التي تم اختبارها في هذا البحث، مزيجًا من الصوت والضوء لتحفيز نشاط الدماغ وعادة ما يتم استخدامها لمعالجة مشكلات مثل القلق وقضايا النوم، وقد قرر فريق البحث وضع أحد هذه الأجهزة على المحك مع 50 متطوعًا.

نتائج مدهشة

طلبت الدراسة من المتطوعين استخدام الجهاز لمدة 36 دقيقة، أو الاستماع إلى 36 دقيقة من الضوضاء البيضاء ثم القيام باختبار ذاكرة بسيط، وأظهرت النتائج أن أولئك الذين استخدموا الجهاز أظهروا تحسنًا في أداء الذاكرة وتحسين نشاط موجة ثيتا.

تبع ذلك اختبار ثاني شمل 40 متطوعًا آخر، بما في ذلك مجموعة مراقبة تلقّت تحفيز موجة بيتا، وهي نوع مختلف من الموجات يظهر بشكلٍ كبير عندما يكون الدماغ بحالة وعي وإدراك ويقوم أيضاً بتنفيذ وظائف ومهام متنوعة، وهي ترتبط جميعها بالإدراك الواعي الناتج عن الحواس، وتحدث بشكل متكرر أكثر من موجات ثيتا، حتى 30 دورة في الثانية خلال الوعي اليقظ، ومرة أخرى، ارتبطت الدراسة بموجة ثيتا مع زيادة أداء الذاكرة.

ومن المثير للاهتمام أن دراسة منفصلة باستخدام التحفيز الكهربائي لتعزيز موجات ثيتا كان لها تأثير معاكس، حيث أدى إلى تعطيل هذه الموجات الدماغية وضعف وظيفة الذاكرة.

واعترف الأستاذ “Charan Ranganath” أحد المشاركين في البحث، بأن الباحثين فوجئوا بمدى نجاح الجهاز، وقال:”ما يثير الدهشة هو أن الجهاز كان له تأثير مستمر على نشاط ثيتا وأداء الذاكرة لأكثر من نصف ساعة بعد إيقاف تشغيله”.

وبينما يستمر الجدل حول ما إذا كانت موجات ثيتا هي ببساطة نتاج عمل الدماغ العادي، يعتقد “رانغاناث” أنها يمكن أن يكون لها دور هام، وأضاف: “إن الخلايا العصبية أكثر قابلية للتأثر في ذروة الموجة، لذلك عندما تتزامن موجات منطقتين دماغيتين مع بعضهما البعض، يمكنهما التحدث إلى بعضهما البعض”.

شارك
نشر المقال:
محمد