الصحة الجيدة

تقنية جديدة: ملصق الكتروني بسيط ورخيص لتشخيص حالة المرضى الصحية.

تعدُ العمليات الجراحية مثل جراحة القلب مؤلمةً وقاسية بالنسبة للمرضى ، وبالتالي فإن هذا الأمر يشكل قلقلًا كبيرًا لدى المرضى أو ذويهم بسبب الحاجة الدائمة إلى مراقبة وضعهم الصحي بشكلٍ مستمرٍ بدون  إشراف الطبيب بعد العودة إلى المنزل.

تخيّل أنه بات بإمكان مرضى القلب القيام بعملية مراقبة حالتهم الصحيّة من خلال ملصق الكتروني بسيط يتم وضعه على الجلد!

حيث قام باحثون من جامعة بوردو (Purdue University) بتطوير حلٍ جديدٍ عبر استخدام ملصق الكتروني يمكنه مراقبة مرضى القلب بشكل واقعي.  وتم نشر هذا البحث في مجلة (ACS : Advanced Materials and Interfaces). وحصلت هذه التقنية العظيمة على براءة اختراع من خلال مكتب بوردو للتسويق التكنولوجي.

قال رامسيس مارتينيز (Ramses Martinez) ، البروفيسور المساعد في جامعة بوردو في قسم الهندسة الصناعية والهندسة الطبية الحيوية والقائم على هذا البحث. “لأول مرة قمنا بصناعة أجهزة إلكترونية يمكن ارتدائها والتي يمكن لأي شخص أن يضعها على جلده بسهولة  و قد صُنعت هذه الأجهزة من الورق لتخفيض تكاليف الطب الشخصي”.

الملصقات الذكية الورقية مصنوعةٌ بشكل أساسي من السليلوز.. كما وتعتبر (الملصقات الذكية) بأنها ملائمةٌ حيويًا و مسامية على حدٍ سواء ويمكن استخدامها لرصد الأنشطة البدنية ولتنبيه المرضى حول المخاطر الصحية المحتملة في الوقت الفعلي.

كما ويمكن للمختصين في المجال الطبي أن يستخدموا  الملصقات الذكية  “بوردو” (The Purdue Stickers) كأجهزة استشعارٍ قابلةٍ للزرع لمراقبة نوم المرضى لأنها تتوافق مع الأعضاء الداخلية دون التسبب في أي ردود فعلٍ سلبية. ويمكن للرياضيين أيضًا استخدام هذه التقنية لمراقبة حالتهم الصحية أثناء ممارسة الرياضة والسباحة.

تم تصميم هذه الملصقات الذكية بأشكالٍ متموجةٍ لجعلها رقيقةً و مطاطيةً كالجلد تمامًا لكي لا يشعر مرتديها بوجودها. وبما أن الورق يتحلل بسرعةٍ عندما يصبح مبللاً ، خاصةً و أن جلد الإنسان يكون عرضةً لإفراز العرق الذي ينتجه الجسم ، فقد تم تغليف هذه الملصقات الذكية بجزيئاتٍ مقاومةٍ للماء والزيت و الغبار والبكتيريا.

أما عن عملية صناعتها فإن تكلفة تصنيعها هو مبلغٌ زهيدٌ جدًا .. إذ يمكن صناعة تلك الملصقات بإستخدام تقنيات الطباعة و التصنيع  المشابهة تمامًا لتلك المستخدمة في طباعة الكتب بسرعةٍ عالية.

وأضاف مارتينيز قائلاً:  “إن التكلفة المنخفضة لهذه الملصقات الذكية والتي تضاهي تقنيات التصنيع واسعة النطاق ستسمح بالانتشار السريع جدًا لهذه  المجسات الجديدة القابلة للارتداء  و الوحيدة الاستعمال ، وهذا بالتأكيد سيجعلها مستخدمةً في مجالاتٍ واسعةٍ و مختلفةٍ من تطبيقات الرعاية الطبية  خصوصًا تلك التي تتطلب أنظمةً تشخيصةً تستخدم لمرة واحدة فقط.”

ويجدر بالذكر أن هذه التقنية الحديثة تتوافق والاحتفال بالخطوة العظيمة لجامعة بوردو العملاقة والتقدم العلمي الذي حققته الجامعة في المجال الطبي، وكجزءٍ من الاحتفال السنوي بالذكرى ال150 لتأسيس هذه الجامعة. و هذا الاحتفال هو واحدٌ من أربعة احتفالاتٍ أقيمت على مدار العام و المخصصة لتسليط الضوء على جامعة بوردو كمركزٍ فكريٍ لحل قضايا العالم الحقيقي.

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين