تغذية

تغييرات صغيرة يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات كبيرة على التغذية في العالم

تشير البحوث إلى أن إجراء تغييرات طفيفة على كيفية إنتاج الغذاء وتزويده واستهلاكه في جميع أنحاء العالم يمكن أن يحرر حوالي خُمس الأراضي الزراعية.
طبق العلماء إستراتيجية marginal gains أو المكاسب الهامشية، وهي طريقة يمكن من خلالها إجراء تغييرات صغيرة متعددة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات كبيرة بشكل عام – على نظام الأغذية العالمي.

ووجدوا أن الخطوات الصغيرة – مثل الحد من هدر الطعام وتغيير وجبات الطعام وتحسين كفاءة إنتاج الغذاء – يمكن أن تقلل معًا من مساحة الأرض اللازمة لإطعام الكوكب بنسبة 21 في المائة على الأقل، ووجد الباحثون أيضا أن تغيير النظام الغذائي في الدول المتقدمة سيحد بشكل كبير من تأثير إنتاج الغذاء، وهناك حاجة للتغييرات لمواصلة تقديم الغذاء دون الإضرار بالبيئة، كما يقول الخبراء.

إن تحرير المناطق المستخدمة حاليا لزراعة المحاصيل والحفاظ على الثروة الحيوانية يمكن أن يساعد أيضا في جهود الحفظ وتحسين التنوع البيولوجي.

يشير التقرير الذي أعده علماء من جامعة إدنبرة ومعهد كارلسروه للتكنولوجيا – إلى تغييرات بسيطة مثل تناول كميات أقل قليلاً من اللحوم، والتحول إلى الدجاج أو لحم الخنزير بدلا من اللحم البقري والضأن، وتقليل خسائر النقل والمعالجة.

وتشمل المقترحات الأخرى زيادة الغلات الزراعية، وكذلك التحولات أقل تقليدية مثل زيادة استهلاك الحشرات واللحوم المقلدة من النباتات واللحوم التي يتم إنماؤها في المختبر.

قام الفريق بحساب الآثار المجمعة للتغييرات المقترحة باستخدام أحدث البيانات من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
يقول الباحثون إن الأبحاث السابقة ركزت على بعض التغييرات الكبيرة التي يصعب تحقيقها، ويجادلون بأن طريقة المكاسب الهامشية قد تكون قابلة للتحقيق.

وقال الدكتور بيتر الكسندر، من School of GeoSciences:
لقد فشل النظام الحالي في توفير الغذاء الذي نحتاجه للتمتع بصحة جيدة، وهو يفعل ذلك بطريقة تسبب أزمة في التنوع البيولوجي وتساهم في تغير المناخ.

في حين أن التغيير التحويلي مطلوب، إلا أننا نحتاج إلى مقاربة قابلة للتحقيق من الناحية العملية، ومن غير المحتمل أن يتبنى الجميع نظاما غذائيا نباتيا، ونعتقد أن مجموعة من الخطوات الصغيرة في الاتجاه الصحيح ستكون أكثر اعتمادا وستكون ناجحة في النهاية، وستقلل النتائج السلبية إلى حد كبير.

وقال البروفسور Mark Rounsevell من معهد كارلسروه للتكنولوجيا وجامعة أدنبرة:
تقترح التقارير الأخيرة اتباع نظام غذائي عالمي وحيد باعتباره صحيا ومستداما بيئيا، متجاهلة الاختلافات المهمة بين البلدان والمناطق، وتظهر نتائجنا أنه في أماكن مثل أوروبا والولايات المتحدة، يمكن للمستهلكين لعب الدور الأكبر في الحد من الأضرار البيئية من خلال التغير الغذائي، في حين أن زيادة كفاءة الإنتاج في البلدان الأقل نمواً أكثر أهمية.
تم تمويل الدراسة، التي نشرت في مجلة Global Environmental Change، من قبل برنامج الأمن الغذائي العالمي في المملكة المتحدة ورابطة Helmholtz.