التصنيفات: تعريفات علمية

تجارب أشخاص يعانون من متلازمة الرأس المتفجر

على الرغم من كون هذه الحالة غير معروفة نسبياً، إلّا أنها شائعة بشكل غريب، حيث أشار 18% من الطلاب في إحدى الدراسات إلى أنهم شهدوا مثل هذه الظاهرة.

تبعاً لـ(نيلز نيلسن)، وهو أحد المصابين بهذه الظاهرة، فإن الشعور يشبه سماع صوت ضوضاء مفاجئ ومرتفع، يليه صوت انفجار عميق ومزعج، وصوت أزيز أسلاك كهربائية وومضات ضوئية براقة، وعلى الرغم من أن هذا الوصف قد يكون مألوفاً للكثير من الأشخاص، إلّا أنها قد تكون المرة الأولى التي يسمع فيها البعض الآخر عن مثل هذه الحالة.

فمثلاً يشير (غاري فاولر)، وهو شخص لا يملك أدنى فكرة عن هذه المتلازمة، أن هذا كان يحدث معه عدة مرات في السابق، ولكن لم تكن لديه فكرة عن السبب، أو أن هذه الحالة هي في الواقع متلازمة متعارف عليها طبياً.

بالنسبة للبعض، فإن الأمر لم يحدث سوى مرة واحدة في حياتهم، ولكن بالنسبة للبعض الآخر فقد استمرت هذه المتلازمة بملاحقتهم لعدة سنوات، فمثلاً يشير (عزة محمد) بأنه خلال الحرب العراقية الإيرانية، تم نقله ورفاقه من مدرسته بسبب الاشتباه بوجود قنبلة فيها، وفي تلك الليلة استيقظ على صوت انفجار، وذهب راكضاً إلى والديه وهو يبكي، ولكنهم قالوا له بأنه لم يحدث أي انفجار في تلك الليلة، وهو حتى الآن وحتى بعد مرور 30 عاماً على الحادثة لا يزال غير قادر على شرح السبب الذي جعل أذنيه تطنان من صوت الانفجار لفترة طويلة بعد استيقاظه.

هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين أشاروا بأن صوت الانفجار كان متلازماً مع صوت يشبه إطلاق النار أو انفجار قنبلة بالنسبة لهم، فمثلاً تشير (إيفي ديزو بوتنام)، بأن الصوت كان يبدو وكأن أحداً ما يطلق الرصاص في غرفة النوم، أو صوت تحطيم باب زجاجي أو دوي قوي فوق المنزل.

ولكن هناك بعض الأشخاص الآخرين الذين يقولون بأن تجربتهم مع هذه المتلازمة تركتهم مع آلام جسدية حقيقية، فمثلاً، تشير (ايرين ماكنيل) إلى أنه بالإضافة إلى سماعها للضوضاء تشبه إطلاق النار، فإن تجربتها تركتها مع ألم شديد وشعور بالخدر (التنميل) استغرق عدة أشهر ليهدأ، والمثير في الأمر أنه لم يذكر أحد غيرها مثل هذا التأثير الجسدي القوي لهذه الظاهرة، حيث أنها أشارت إلى أنها لا تزال تشعر بالخدر في حلقها حتى بعد مرور 30 عاماً على الأمر.

يعتقد بأن قلة النوم تزيد من خطر المعاناة من متلازمة الرأس المتفجر، كما وترتبط الحالة أيضاً بالإصابة بشلل النوم ويعتقد بأن كلا الحالتين ترتبطان مع سبب آخر كامن وغير معلوم، حيث أن الكثير من الأشخاص أشاروا إلى أن الظاهرتين مترافقتين لديهم، فمثلاً، تبعاً لـ(زوي ستيوارت)، وهي من الأشخاص الذين يعانون من كلا الحالتين، فإن الشلل النومي كان دائماً يبدو بالنسبة لها كالشعور بالغرق، حيث أنها تحاول الوصول إلى السطح ولكن دونما أن تتمكن من ذلك، أما انفجار الرأس فإنه يبدو وكأن شخصاً ما قام برفع صوت الضوضاء البيضاء (الشاشة البيضاء التي تظهر في التلفزيونات القديمة عند انقطاع البث) إلى أعلى درجة داخل الأذنين.

عندما يقترن شلل النوم بتجربة الرأس المتفجر، يمكن للنتائج أن تكون مرعبة، حيث تكون قوة تأثير هذه الحالة على الجسم رهيبة حقاً.

إن التأثير المشترك لرؤية الأضواء الساطعة، وسمتع الأصوات المرتفعة، وعدم القدرة على التحرك الذي يحدث نتيجة لحالة شلل النوم ومتلازمة الرأس المتفجر، جعلت البعض يعتقد بأن الحالة يمكن أن تفسر قصص الاختطاف الغريبة، حيث يشير (نيلسن)، إلى أنه أثناء التعرض للظاهرة، يمكن أن ينجذب الأشخاص الذين يعانون منها بسهولة نحو تفسيرات الخارقة للطبيعة.

ولكن كيف يمكن أن يتعامل الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة مع حالتهم؟

تشير (إميلي روز ماثيوز) وهي من الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، بأنها بعد أن أصبحت قادرة على التعرف على الشعور فوراً جرّاء تعرضها له بشكل منتظم، أصبحت تستطيع هز نفسها لتستيقظ بشكل كامل عن طريق ممارسة مجهود ذهني كبير لتجنب الآثار الأسوأ من تلك الحالة، لكنها تقول بإنها في النهاية تستطيع دائماً العودة إلى النوم.

في النهاية يمكن القول إنه يبدو بأن الأعراض تختلف من شخص إلى آخر بشكل كبير بين الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة، وحتى الآن لا يوجد تفسير محدد أو علاج متعارف عليه لحلها، ويبدو أنه بالنسبة للعديد من الأشخاص ليس هناك ما يمكن فعله سوى التأقلم مع الحالة والتعايش معها.