روبوت يتعلم صنع البيتزا من مشاهدة اليوتيوب

يبدو أن التعليم عن طريق الإنترنت لم يعد مفيداً للبشر فقط، بل إن الروبوتات أدهشت الناس بانضمامها إليه مؤخراً، فقد تمكن فريق أوروبي من تكوين مشروع يسمى RoboHow لتعليم الروبوتات كيف تتعلم إنجاز المهام بشكل كامل اعتماداً على الإرشادات التي تجدها على الإنترنت، الروبوت الألماني الذي سمي PR2 ، استطاع أن يتعلم بنفسه كي يطهو البيتزا بالاعتماد على قراءة تعليمات موقع WikiHow ومشاهدة الفيديوهات على موقع يوتيوب.

فريق الباحثين الذي استمر على هذا المشروع لمدة أربع سنوات يطمح لاستكشاف طرق لتعليم الروبوتات كيف تفهم اللغات، لتحقيق هدفهم بتمكين الآلات من إنجاز المهام اليومية التي يقوم بها الإنسان بكفاءة مماثلة، أي أن الباحثين يريدون أن يخبروا الروبوت بما يفعله بدلاً من الاضطرار إلى برمجته خطوة بخطوة على كل حركة.

وقد أظهر فيديو بثه الفريق، أن دروس الطهي التي أخذها روبوت PR2 بدأت بقراءة بعض الدروس من موقع WikiHow، حيث قام الروبوت بتحميل الإرشادات الأساسية إلى قاعدة بياناته، لكن، ورغم توافر المعلومات الأساسية، فإن المعلومات الأهم يجب رؤيتها، ولهذا فقد كان الروبوت يحتاج لرؤية احد يصنع فطائر البيتزا خطوة بخطوة، لذلك قام الباحثون بجعل الروبوت يشاهد الفيديوهات على يوتيوب، بل إنهم مارسوا معه التعليم الحركي أيضاً، بتحريكه بأنفسهم ليروه طريقة الحركات المختلفة بعض الشئ، مثل انزلاق أداة الكشط تحت الفطيرة، ورفعها وتقليبها.

يوماً ما، سوف تكون قراءة التعليمات وحدها كافية للتعلم، كما أن تعليم الروبوتات قراءة اللغات سوف يكون بنفس الطريقة التي يتعلم بها البشر، أي أنهم سوف يكونوا قادرين على فهم وتفسير السياق والاستدلال اللفظي، وليس فقط التعامل مع الكلمات أو العبارات دون فهم ما وراءها، وهذا من أهم أولويات الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي، وأصعب التحديات التي تواجههم الآن.

على سبيل المثال، فقد عزمت شركة جوجل للذكاء الاصطناعي على تطوير قدرات آلاتهم كي تفهم اللغة الطبيعية، لهذا شرعوا في البحث عن قاعدة بيانات ضخمة لشرح اللغة الطبيعية للآلات، ليكتشفوا أن مقالات الصحف الإخبارية مثل السي إن إن والديلي ميل أفضل الخيارات، يعزز ميزتها عددها الذي يبلغ مئات الآلاف، أي أنه عدد كبير كفاية لشرح اللغة الطبيعية للآلة، كي تتعلمها.

هذه الأخبار الجيدة ليست ببعيدة عما أعلنه باحثو شركة ميكروسوفت وباحثو جامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، فقد استطاعوا بناء آلة تستطيع التعلم بنظام “التعليم العميق” والذي يتغلب على الإنسان العادي في أسئلة الاستدلال اللفظي في اختبارات الذكاء.

ومع أن الكمبيوتر كان دائماً غير قادر على حل المشاكل التي تتعامل مع القياس والتصنيفات المتضادة، والمعاني المتعددة للكلمة الواحدة، إلا أن هذا يبدو على وشك الانتهاء الآن.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير