غير مصنف

فلسفة النانوتكنولوجى فى بناء الشخصية

بقلم: أ. د. نصرالله محمد دراز

أستاذ علم المواد والنانوتكنولوجى

[[ المركز القومى للبحوث- الدقى – مصر ]]

صال وجال النانوتكنولوجى فى كل دروب الحياه، غاص فى أعماق البحار والمحيطات وارتفع حتى بلغ عنان السماء ثم واستقر على سطح الأرض، فاحصا وممحصا لكل مكونات المادة سواء كانت غازية أو سائلة أو صلبة. وهنا استقر فى الوجدان أن مفهوم النانوتكنولوجى لم ولن يخرج عن نطاق المادة التى تشغل حيزا من الفراغ فى حالاتها الثلاث السابقة. وبأخذ مفهوم أو فكر النانوتكنولوجى نحو الكلمة وحروفها وانطلاقها لصياغة العديد من المخطوطات العلمية منها والأدبية لوجدنا أنفسنا أمام لون جديد ومختلف لتطبيق من تطبيقات النانوتكنولوجى ممثلا فى الكلمة التى هى أصل كل شئ. فالكلمة نور وبعض الكلمات قبور، فالفكرة فى كلمة وشخصية الانسان فى كلماته. ومن هنا يجب أن نطلق العنان للنانوتكنولوجى فى كل شئ، فهو فى الكلمة وفى الفكرة. فكما أن هناك تطبيقات متعددة للنانوتكنولوجى فى الطب والهندسة والزراعة والصناعة، فهناك تطبيقات النانوتكنولوجى فى الكلمة والفكرة وبناء الشخصية!!.
النانوتكنولوجى
النانو هو جزء من مليار من الشئ، والتكنولوجيا هى علم فن وصناعة الشئ وبالتالى فان النانوتكنولوجى هو علم فن وصناعة هذا الجزء من الشئ وتطبيقه فى مجال معين. لما كان من الممكن استخدام النانو كبادئة لأي وحدة قياس كان من الممكن أيضا استخدامه فى اللبنات الأولى لبناء الشخصية.
الشخصية
الشخصية هى شئ كل الأشياء لها مفهومها وتعريفها ومكوناتها والعوامل المؤثرة عليها. فالشخصية بمفهومها الشمولى عبارة عن مجموعة من الصفات أو السمات التى تميز الفرد عن غيره. أما تعريف الشخصية كان محل اعتبار من كل من علماء النفس والاجتماع ، عرّف بودن (عالم نفس) الشخصيّة على أنها الاتجاهات والميول المتأصّلة والثابتة عند الإنسان، والتي تضبط عمليّة التوافق بين الفرد وبيئته. فى حين عرّف بيسانر(عالم اجتماع) الشخصية على أنها العادات والأنماط والسمات الخاصّة بفرد معين، والتي تَنتُج عن العوامل الوراثيّة البيولوجيّة والاجتماعيّة المُكتسَبة والثقافية. وكأننا أمام هيكل عام يسمى الشخصية مكون من مجموعة من الخصاص التى تشكل الشخصية والتى تظهر فى النهاية فى شكل سلوك قولى أصله الكلمة أو أخر فعلى. وبالقياس على النانو الذى هو اللبنة الأولى فى الكثير من الهياكل المتقدمة نجد أنفسنا أمام اللبنة الأولى فى بناء الشخصية. فشخصية الانسان تتضح فى حواره المكون فى الأصل من فكرة أو أفكار معبرا عنها بكلمة أو عدة كلمات.
تقانة الشخصية
تقانة الشخصية هى منتج تواجد الشخصية فى بوتقة التكنولوجيا. تقانة الشخصية لاتختلف كثيرا عن تقانة النانو فكلهما يبدأ بصغائر الأشياء، فان تميزت خصائص هذه الصغائر كان المنتج ( الشخصية أو النانو) ذو قيمة مضافة. فكما ان هناك العديد من العوامل المؤثرة فى تقانة النانو فان هناك عوامل تؤثر فى تقانة الشخصية والتى منها أساليب وطرق التنشئة الأسرية والعوامل البيئية الخارجية والعوامل الجسمية الداخلية.
النانوتكنولوجى فى بناء الشخصية
ثورة العلم الحديث انطلقت من خلال النانوتكنولوجى والتى كان لها أثرها فى كافة نواحى الحياة الصناعية والبيئية والاقتصادية. ولكن ماهى متطلبات النانوتكنولوجى؟ المتطلبات عديدة وان كان البعض يتصور أن أهمها الامكانيات المادية فان الامكانيات البشرية لاتقل أهمية عنها بل وقد تتعدها فى درجة الأهمية. فان من الأهمية بمقام بناء الشخصية النانوتكنولوجية من خلال غرس المفاهيم المبسطة فى الأراضى البكر الممثلة فى عقول صغار النشئ وتعليم وتدريب الشباب للحصول على الأيدى الماهرة فى النانوتكنولوجى. كل هذه المدخلات سوف تؤدى الى بناء الشخصية المتزنة التفكير المقدرة لصغائر الأمور ومدى تأثيرها على البيئة المحيطة. ولكن يكون كل هذا الا بأصغر مدخل فى عملية بناء الشخصية ألا وهو الكلمة. وفى منظومة الكلمة نجد قول أحد الحكماء: كلام المرء بيان فضله وترجمان عقله ٬ فاقصره على الجميل واقتصر منه على القليل. كما ان الكلمة هي البريد إلى القلب والعقل ٬ وسبيل الوصول إلى الإقناع والتفاهم واكتمال بناء الشخصية.

شارك
نشر المقال:
أ. د. نصرالله محمد دراز - Prof. Dr. N. Deraz