الصحة العامة

تأثير الخلايا المناعية علي مرضي حساسية الفول السوداني

“المعدة بيت الداء”، حكمة عربية قديمة تتأكد يوميا بعد يوم؛ حيث يظن العلماء أن حساسية الفول السوداني الحادة ربما يكون مصدرها المعدة والأمعاء.

نشر مجموعة من العلماء في 5 مارس بحثاً في مجلة علم المناعة يوكد اكتشافهم لمجموعة كبيرة من الخلايا التي لها دور في تفاعلات الحساسية تجاه الفول السوداني في المعدة والأمعاء الدقيقة لمرضي الحساسية من البالغين.

تقول سيسيليا بيرين، عالمة المناعة التي تدرس الحساسية تجاه الأغذية بطب ماونت سيناي في مدينة نيويورك، إن تحديد الجهاز الهضمي كموقع رئيسي لجزيئات الحساسية هو “خطوة كبيرة إلى الأمام”. وتقول إن الدراسات التي أجريت على الفئران ألمحت إلى أن جزيئات مناعية معينة تُصنع في الأمعاء، لكن لم يكن لدينا أدلة كافية على ذلك. “هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها حقيقة ما يحدث في القناة الهضمية” لدى الأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني.

وتستطرد سيسيليا قائلة قد توصلنا النتائج الجديدة إلى علاجات للأشخاص الذين يعانون من الحساسية الغذائية، ويقدر أن تؤثر على ما بين 3 و6 % من المرضي في الولايات المتحدة.

ركزت الدراسة على جسم مضاد نادر يدعى (غلوبولين مناعي هـ IgE (أي جي هاء. والذي يتواجد عادة بأعداد صغيرة جدًا في الجسم، حيث يمكنه استشعار الأجسام الغربية كالطفيليات ومقاومتها. ولكن في حالة مرضي الحساسية، فهذه الأجسام المضادة تهاجم المواد غير الضارة مثل بروتينات الفول السوداني.

درس علماء المناعة رامونا هوه وسكوت بويد، من كلية طب جامعة ستانفورد، وزملائهم أنسجة الجهاز الهضمي لـ 19 من مرضي التحسس البالغين. كان هؤلاء الأشخاص على وشك بدء تجربة سريرية مصممة لاختبار آثار جرعات بروتين الفول السوداني على الحساسية لديهم.

بدأ الباحثون من خلال دراسة الحمض النووي الريبي في عينات من خلايا المريء والمعدة والاثني عشر. تستخدم الخلايا هذه المادة الوراثية لإنتاج البروتينات، بما في ذلك أنواع محددة من الأجسام المضادة، مثل أي جي هاء.

فرز جزيئات الرنا في كل عينة مكن الباحثون من معرفة أي الأجسام المضادة التي كانت موجودة وأين. هذه الطريقة سمحت للباحثين أيضًا بتقدير عدد الخلايا التي خرجت منها الأجسام المضادة أي جي هاء.

وجد الباحثون أن أنسجة المعدة والأمعاء لدي مرضى الحساسية تعج بالخلايا التي تصنع أي جي هاء، أما أنسجة المريء فكانت خالية من هذه الخلايا، يقدر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية للفول السوداني لديهم من عدد من هذه الخلايا أكبر مئات المرات من أقرانهم من الأصحاء.

بمقارنة الخلايا المنتجة لـ أي جي هاء، والتي تسمى خلايا السلالة -ب، اكتشف الباحثون أن العديد منها يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمكان الذي تنتج فيه كما يوكد الباحث بويد. ويشير هذا إلى أن الخلايا يتم تصنيعها في المعدة والأمعاء، ولا تنتقل من أجزاء الجسم الأخرى، مثل الغدد الليمفاوية أو الطحال.

في العديد من الحالات، بدا أن هذه الخلايا تحورت إلى نوع من الخلايا ينتج نوع من الأجسام المضادة الأقل خطورة. ليس من الواضح لماذا تتحور هذه الخلايا في أمعاء مرضي حساسية الفول السوداني.

يخطط بيود وهيو وزملاؤهم لدراسة مستويات أي جي هاء لدى بعض مرضي حساسية  الفول السوداني بعد مشاركتهم في التجربة السريرية التي تهدف إلى خفض معدلات التحسس لديهم. حتى الآن، لا يعرف الباحثون متى تظهر هذه الخلايا المنتجة للأجسام المضادة لأول مرة في المعدة والأمعاء، أو ما إذا كانت ستبدأ في الاختفاء مع تلاشي الحساسية.

من الأمور التي تستحق الدراسة أيضا وجود تشابه كبير بين ألية حساسية الفول السوداني وحساسية القطط.

ترجمة: سلمى سلمان

المصدر:

 

شارك
نشر المقال:
Salma Salman