الصحة العامة

النظام الغذائي الغني بالسكريات يغير بكتيريا الأمعاء ويزيد من سوء وظائف المخ

تشير الأبحاث التي أجريت على الفئران إلى أن بكتيريا الأمعاء قد تؤثر بدورها على وظائف الدماغ عن طريق تغيير طريقة التعبير عن الجينات في المناطق المهمة للذاكرة.

قام سكوت كانوسكي في جامعة جنوب كاليفورنيا وزملاؤه بإطعام الفئران الصغيرة نظاما غذائيا عالي السكر، بينما تم إطعام مجموعة منفصلة من الفئران فقط طعاما عاديا.

بعد شهر تقريبا، اختبر الفريق ذاكرة الفئران، من خلال قياس قدرتها على معرفة ما إذا كانوا قد رأوا عنصرًا من قبل أم لا، في سياق معين.

ويُعتقد أن هذا النوع من الذاكرة يعتمد على بنية دماغية تسمى الحصين.

كان أداء الفئران التي خضعت لنظام غذائي عالي السكر أسوأ بكثير من تلك التي تم إعطاؤها طعاما صحيا.

ويبدو أن المجموعتين من الفئران لديهما اختلافات في ميكروبات الأمعاء، فقد وجد تحليل براز الحيوانات أن أحشاء الفئران التي تتغذى على السكر تختوي على مستويات أعلى من عدة أنواع من البكتيريا.

يبدو أن مستويات أحد هذه الأنواع من البكتيريا تتوافق مع أداء الذاكرة، فقد كان أداء الفئران التي تحتوي على مستويات أعلى من بكتيريا  شبه العصوانيات ParabacteroideS أسوأ في مهمة الذاكرة.

التعبير الجيني
لمعرفة ما إذا كانت بكتيريا Parabacteroides قد تؤثر على وظائف الدماغ، قام فريق Kanoski بتسليم البكتيريا مباشرة إلى أحشاء مجموعة منفصلة من الفئران التي تم تغذيتها بمزيج من المضادات الحيوية لقتل المجتمعات السابقة من البكتيريا.

وكان أداء الفئران التي تم إعطاؤها Parabacteroides أسوأ في نفس مهام الذاكرة مقارنة بالفئران التي تم علاجها للتو بالمضادات الحيوية.

كما يبدو أن الحُصَين في الفئران يعبر عن الجينات بشكل مختلف،فقد كانت منطقة الدماغ هذه تحتوي على نمط من التعبير الجيني الذي اقترح تغييرات في طريقة إطلاق مجموعات معينة من الخلايا العصبية في الفئران التي تم تغذيتها بالسكر وتلك التي تم علاجها بالباراكتايرويدات.

مقالات شبيهة:

بكتيريا الأمعاء قد تحد من الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية

قضاء الوقت في الشمس يعزز صحة الأمعاء

يقول تيد دينان من جامعة يونيفيرسيتي كورك، أيرلندا، إن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن أن تؤثر بها بكتيريا الأمعاء على الدماغ.

العصب المبهم، على سبيل المثال، يوفر اتصالا مباشرا بين الأمعاء والدماغ، وتشير الأدلة الأولية إلى أن بعض أنواع بكتيريا الأمعاء يمكن أن تخفف من القلق لدى الفئران – ولكن فقط إذا كان العصب المبهم سليما.

وتنتج بكتيريا الأمعاء أيضا مجموعة متنوعة من المركبات التي قد تؤثر على وظائف الدماغ.

تقول كاترينا جونسون من جامعة أكسفورد إنه من المحتمل أن جوانب أخرى من النظام الغذائي أو تنوع الميكروبيوم المعوي قد تؤثر على مناطق الدماغ الأخرى أيضا.

وتقول أن دراسات أخرى تشير إلى أن المضادات الحيوية تؤثر على قشرة الفص الجبهي – وهي منطقة في الدماغ تلعب دورا في صنع القرار، حيث أن “كل منطقة في الدماغ ضعيفة، ولا نعرف لماذا.”

ويأمل العلماء في أن تنجح هذه الأبحاث في نهاية المطاف في اكتشاف البروبيوتيك التي يمكن استخدامها لتحسين وظائف الدماغ، خاصة إذا كان بإمكانها المساعدة في منع أو علاج حالات الصحة العقلية.

 

شارك
نشر المقال:
محمد