الصحة الجيدة

المكملات الغذائية .. هل تستطيع حقاً أن توازن هرموناتك بشكل يومي؟

تحظى المكملات الغذائية التي تدّعي مساعدتك على “موازنة هرموناتك” بشعبية كبيرة، وتتواجد بشكل كبير وأنواع مختلفة في السوق.

بعض المنتجات مثل Daily Wellbeing + Hormonal Support من Anatomē ، و Shatavari Booster من Mauli Rituals و غيرها عبارة عن متكيّفات، والبعض الآخر يركز على الفيتامينات والمعادن والعديد منها يستهدف على وجه التحديد النساء بعد انقطاع الطمث.

ووفقا للبروفيسور فرانكلين جوزيف، عالم الغدد الصماء الرائد المقيم في المملكة المتحدة، فإن فهم صحتك الهرمونية وموازنتها أمر أساسي لوجود حياة سعيدة وصحية وفعالة.

وأخبر Refinery29 أن “الهرمونات لها دور حيوي في الحفاظ على العديد من الوظائف والعمليات الجسدية، بما في ذلك المساعدة في تنظيم التمثيل الغذائي ودرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب وضغط الدم ومستويات الطاقة والمزاج ودورات النوم والوظيفة الجنسية والإنجابية.

وقال أن نظام الغدد الصماء (وهو عبارة عن مجموعة من الغدد التي تطلق الهرمونات وتنظمها) يؤثر على الجسم بأكمله، ويطلق هرمونات معينة من الغدد المختلفة لإخبار كل جزء من الجسم بما يجب القيام به ومتى يفعل ذلك.

وأضاف: “إذا لم يتم تنظيم الهرمونات أو كانت غير متوازنة ولو بشكل طفيف، فإن ذلك يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية عمل الجسم وصحة ورفاهية الشخص بشكل عام”.

تحدث تقلبات واختلالات الهرمونات الطبيعية والعادية طوال فترة الحياة، مثل توقف إنتاج هرمون الاستروجين أثناء انقطاع الطمث، ولكن هناك أيضا حالات طبية مختلفة تؤثر على الغدد الصماء، مما يسبب تشوهات في إنتاج الهرمون ويؤدي إلى خلل هرموني.

يشير البروفيسور جوزيف إلى أن “الغدد يمكن أن تتعطل ببساطة، أو تتأثر بالأدوية أو يمكن أن تتلف بسبب النمو الحميد أو السرطاني”، مما يؤدي إلى نقص أو إفراط في إنتاج الهرمونات.

ويمكن أن يكون لهذا النوع من اختلال التوازن الهرموني مجموعة من التأثيرات: “الأعراض والظروف مثل مرض السكري (اختلال أو عدم وجود الأنسولين المنتج في البنكرياس)، متلازمة كوشينغ (الإفراط في إنتاج الكورتيزول الستيرويد من الغدة الكظرية)، خمول أو فرط النشاط متلازمة المبيض والغدة الدرقية عند النساء.

مقالات شبيهة:

قد تشير عدة أعراض إلى اختلال التوازن الهرموني، وتشمل هذه الأعراض زيادة الوزن غير المبررة أو فقدان الوزن، والإرهاق المفرط، والاكتئاب، والعقم، وانخفاض الدافع الجنسي، وآلام أو تصلب في العضلات والمفاصل”.

يشير البروفيسور جوزيف إلى أن التأثير الجسدي والعاطفي لأعراض معينة (تقلبات الوزن، والتعب، والعقم، والاكتئاب على وجه الخصوص) أمر محزن لكثير من الناس، مما قد يؤدي بهم إلى استنتاج أن الخلل الهرموني هو السبب والمكملات هي العلاج.

لكن هذه الأعراض في حد ذاتها ليست مؤشرا مضمونا لعدم التوازن الهرموني، والطريقة الوحيدة للتأكيد هي استشارة الطبيب الذي، اعتمادا على أعراضك، قد يتبع طرقا مختلفة، بما في ذلك فحص الدم.
من المفهوم أن الناس قد يلجأون إلى المكملات الغذائية التي يعتقدون أنها قد تساعد في تخفيف هذه الأعراض دون أي اختبار، وهناك أدلة على أن بعض المعادن والفيتامينات لها دور مهم في نظام الغدد الصماء.

وغالبا ما يتم وصف المغنيسيوم كعلاج لعدم التوازن الهرموني، وهو رابع أكثر المعادن وفرة في الجسم ويلعب دورا مهما في العديد من وظائف الجسم.

يقول الأستاذ جوزيف: “يرتبط نقص المغنيسيوم بزيادة خطر الإصابة بحالات هرمونية مختلفة بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2، وخلل في الغدة الدرقية وهشاشة العظام (ترقق العظام)، وستكون مكملات المغنيسيوم ضرورية إذا كنت تعاني من حالة صحية تسبب نقصًا في هذا المعدن، وستساعد مستويات كافية من المغنيسيوم في الأعراض التي تحدث بسبب النقص وربما تتجنب تطور الاختلالات الهرمونية.”

ومع ذلك، من الأفضل محاولة موازنة الهرمونات بشكل طبيعي، والتحول إلى المكملات الغذائية فقط عندما ينصح بها أخصائي طبي، كما يقول الأستاذ جوزيف.

لحسن الحظ، يجب أن يكون اتباع الإرشادات العامة لنمط حياة صحي – نظام غذائي متنوع، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وإدارة الإجهاد والحصول على نوم جيد – كافيا لإبقاء الهرمونات تحت السيطرة.

ويقول إن النوم مهم بشكل خاص: “الحصول على نوم ثابت وجيد هو أفضل شيء يمكنك القيام به للحفاظ على نظام الغدد الصماء الخاص بك في حالة عمل متوازنة وهرموناتك، حيث أن النوم له تأثير على العديد من الهرمونات الحيوية مثل هرمونات الغدة النخامية بما في ذلك الكورتيزول، هرمون محفز للغدة الدرقية، هرمونات النمو والهرمونات التي تؤثر على استقلاب الطاقة، وقلة النوم يمكن أن تؤثر بشكل خطير على توازن هذه الهرمونات ولها عواقب صحية طويلة المدى. ”

هل يمكن أن تساعد المكملات الغذائية الهرمونات في الواقع؟

بالتأكيد، ولكن فقط إذا كان لديك حالة صحية مؤكدة تؤدي إلى نقص الفيتامينات أو المعادن وهذا النقص يسبب أعراضا أو يؤثر على الهرمونات.

لكن المكملات الغذائية وحدها ليست العلاج المطلوب لحالة هرمونية، يقول الأستاذ جوزيف: “يجب أن نحصل على معظم الفيتامينات والمعادن بشكل طبيعي من خلال مصادر الغذاء، ويجب تناول المكملات تحت إشراف طبي لأنه من المحتمل أنك ستحتاج إلى فحصها بشكل متقطع للتأكد من أن هذه المكملات لها التأثير المطلوب وحالتك تتحسن.”

 

المصدر:

https://www.refinery29.com/en-gb/hormone-balance-pills-do-they-work?utm_source=feed&utm_medium=rss

 

شارك
نشر المقال:
محمد