التصنيفات: الصحة الجيدة

المخاطر الصحية لممارسة الرياضة

تعود ممارسة النشاطات الرياضية إلى الآلاف السنين الماضية، فقد أظهرت العديد من الآثار لدى المصريين القدماء أنهم كانوا يمارسون أنواعاً من الرياضة منها المصارعة والرقص، ولاشك أن الرياضة أثبتت نفسها كعامل مهم في تدريب المحاربين لدى الحضارات الرومانية واليونانية القديمة، وبعيداً عن فوائد الرياضة على المستوى العضلي، فإن لها أيضاً العديد من الفوائد على المستوى الصحي، فالرياضة تؤدي إلى تقليل نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، وتحافظ على الوزن المثالي وعلى ذاكرة أفضل، كما أنها تزيد من ثقة الإنسان بنفسه، حيث أثبتت دراسة بريطانية أن الرياضة تساعد على إفراز الدماغ لمواد كيميائية مثل ” الاندرفينس” التي تجعل الإنسان يشعر بأنه في حال أفضل.

لكن بالرغم من الفوائد العديدة للرياضة فإن الإسراف بها قد يؤدي لحدوث بعض الأعراض التي قد تكون مزعجة أو خطيرة إن لم يتم تلافيها بسرعة، كحدوث الكدمات أثناء ممارسة الرياضات العنيفة، أو التعب والإرهاق بعد القيام بالكثير من التمارين الرياضية، خاصة إن كان هناك مدة زمنية طويلة تفصل ما بين إجراء تلك التمارين، إضافةً إلى ذلك فقد يكون الشعور بالدوار هو أكثر الأعراض إزعاجاً للكثير من الأشخاص، حيث أن معظمنا يجهل سبب حدوث مثل هذا الشعور بعد القيام بالتمارين الرياضية المعتادة.

قد يكون الشعور بالدوار ناتجاً عن العديد من الأسباب، منها عدم الحصول على الغذاء الكافي أو التجفاف أو عدم التنفس بطريقة صحيحة، ولا يمكن اعتبار أياً من هذه الأعراض طبيعية أو صحية، ففي بعض الأحيان قد يكون الدوار علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب، وبشكل عام، فإن الأسباب الشائعة لحدوث الدوار اثناء ممارسة الرياضية هي الآتي :

انخفاض مستوى السكر في الدم:

عادة ما يستخدم الجسم السكريات بشكل الجلوكوز لتوفير الطاقة اللازمة لأجهزته حتى تكون قادرة على أداء مهامها، ولذلك فإذا لم يستطع الجسم الحصول على ما يكفيه من الغذاء، فلن يتوفر له ما يكفي من الجلوكوز، وهذه الحالة يشار إليها بنقص السكر في الدم، والتي تعد أحد الحالات الأكثر شيوعاً لدى مرضى السكري، ولكنها أيضاً ممكنة الحدوث لدى الأشخاص السليمين والذين لا يعانون من مرض السكري، فإذا كان شخص ما يمارس التمارين الرياضية قبل الإفطار أو قبل تناول إحدى الوجبات الرئيسية، فإن معدل السكر في دمه عادةً ما يكون منخفضاً، وهذا الأمر عادة ما يسبب الشعور بالدوار، كما قد يترافق الدوار مع أعراض أخرى مثل الغثيان، وزيادة معدل ضربات القلب وحدوث الرجفان، ولذلك ينصح الأطباء بأن يتم تناول وجبات الطعام قبل مدة لا تقل عن ساعتين إلى أربع ساعات من ممارسة التمرينات الرياضية، فهذا قد يساعد على تجنب انخفاض مستوى السكر في الدم، وفي حال عدم القدرة على تناول وجبة كاملة قبل التمرين، فإن الحصول على وجبة خفيفة مثل البسكويت أو الفاكهة يمكن أن يساعد أيضاً، والجدير بالذكر أن  الدوار الذي يحدث أثناء ممارسة الرياضة بسبب انخفاض مستوى السكر في الدم يمكن علاجه عن طريق شرب عصير الفواكه أو تناول وجبة خفيفة ذات نسبة سكريات مرتفعة.

نقص المياه في الجسم:

إن عدم شرب كمية كافية من الماء قبل أو بعد أو أثناء ممارسة الرياضة يمكن أن يؤدي إلى حدوث تجفاف في الجسم، كون الجسم يصبح غير قادراً على الحفاظ على فعالية وظائفه بالمستوى المطلوب عندما لا تكون كمية السوائل كافية فيه، وبالإضافة إلى ذلك فإن فقدان مياه الجسم نتيجة للتعرق أثناء ممارسة الرياضة، يؤدي أيضاً لفقدان الشوارد، وخاصة شوارد الصوديوم التي تساعد في الحفاظ على توازن المياه في الجسم، والجدير بالذكر بأن الجفاف يمكن أن يؤدي إلى الدوار والصداع، كما يؤدي إلى جعل الفم جافاً ولزجاً، ولتجنب هذه الحالة ينصح بشرب الماء قبل وبعد وأثناء ممارسة الرياضة، ولكن مع هذا لا يجب شرب كميات كبيرة منه، حيث أن إغراق الجسم بكميات كبيرة من السوائل يمكن أن يؤدي إلى التسبب بالعديد من المشاكل، ولذلك فمن الأفضل اتباع القاعدة التي تقول “تناول الماء عند الشعور بالعطش”، كما أن تناول الماء الغني بالالكترونات المنحلة أو تناول المشروبات الرياضية بعد التمرين يساعد الجسم على امتصاص السوائل بشكل أكثر كفاءة.

التنفس غير الصحيح:

إذا كان شخص ما يرهق نفسه بشدة في التمرين أو كان غير معتاداً عليه، فمن المرجح أن يكون تنفسه سطحياً أو متسارعاً بشكل كبير، وهذا الأمر قد يؤدي لحدوث أعراض مثل الدوار والوهن أو الإحساس بالإغماء، لذلك يفضل عندما يصبح نمط التنفس سريعاً جداً خفض مستوى التدريب أو حتى التوقف لأخذ استراحة، فتبعاً لجمعية القلب الأمريكية، يجب على الشخص أن يكون قادراً على إجراء محادثة أثناء ممارسته للرياضة، وتعتبر عدم القدرة على إجراء المحادثة مؤشراً على أن الشخص يجهد نفسه أكثر من استطاعته، والجدير بالذكر أن الأنشطة المختلفة تتطلب تقنيات تنفس مختلفة، لذلك لا تتوانى عن استشارة مدرب معتمد في هذا المجال للحصول على التوصيات اللازمة لتقنيات التنفس السليمة.

المشاكل الطبية:

من الممكن أن يكون سبب حدوث الدوار بعد القيام بالتمارين الرياضية راجع لإضطرابات صحية معينة أو لتناول أدوية معينة، وخاصة أدوية ضغط الدم، حيث تعتبر الأمراض القلبية ومشاكل الأذن الداخلية من الاضطرابات الأكثر شيوعاً المسببة للدوار، لذلك فإذا كان الشخص يعاني من مشكلة ما أو كان الدوار لا يزول بعد التداوي الذاتي، عندئذ لا بد من  الاتصال بالطبيب للحصول عل التشخيص الصحيح.

تحذيرات عامة:

في حال الشعور بالدوار أثناء ممارسة الرياضة، فيجب التوقف عن ممارسة الرياضة وأخذ قسط من الراحة، والحرص على أن يكون الجزء العلوي من الجسم في وضعية مستقيمة وتجنب الاستلقاء، فمثلاً الجلوس على كرسي أو التجول قد يساعد في هذه الحالة، أما إذا كان الجفاف أو انخفاض السكر في الدم هو السبب، فيجب الحرص على شرب الماء قبل وبعد وأثناء التمرين، أو تناول وجبة خفيفة قبل التمرين، وإذا لم تزل الأعراض بعد ذلك يجب استشارة الطبيب، كما يجب الحصول على العناية الطبية الفورية إذا كان الدوار مترافقاً مع واحد أو أكثر من الأعراض التالية: ألم في الصدر، خفقان في القلب وضيق في التنفس، وهن، عدم القدرة على تحريك الذراع أو الساق أو حدوث تغير في الرؤية أو صعوبة في التكلم.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير