التصنيفات: متفرقات

الكلاب تساعد على تخفيف القلق لدى البشر

يمكن القول أن احتضان كلب دائماً ما يعطينا شعوراً رائعاً، فعندما يبادلك الكلب شعور المحبة، يبدو وكأن كل ضغوط الدنيا قد زالت على الفور، ولكن على ما يبدو فإن الأمر لا يقتصر فقط على ذلك الشعور المحبب الذي يصلنا، فوفقاً لبحث تم إجراؤه مؤخراً، اتضح بأن الكلاب تمتلك تأثيراً فعالاً بالفعل في التخفيف من التوتر.

قامت دراسة تم نشرها مؤخراً في مجلة (Preventing Chronic Disease)، بدراسة 643 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ست إلى سبع سنوات، وكان هؤلاء الأطفال مسجلون في عيادة الرعاية الأولية للأطفال في نيويورك.

خلال البحث، طلب الباحثون من آباء هؤلاء الاطفال تعبئة استبيان صحي عن أطفالهم قبل زيارتهم السنوية، وكان الاستطلاع يضم أسئلة تتراوح بين الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشات بمختلفة أنواعها إلى مؤشر كتلة جسمهم، ولكن ما وجده الباحثون كان يتعلق بالحيوانات الأليفة، أو الكلاب على وجه التحديد.

من بين العينات التي تم استطلاعها كان حوالي 58% من الأطفال يمتلكون كلاباً في منازلهم، و12% فقط من الأطفال الذين يمتلكون الكلاب كانوا عرضة للإصابة بالقلق الطفولي، وذلك مقارنة مع 21% من الأطفال الذين ليس لديهم كلاب، وعلى الرغم من أن الباحثين قد أشاروا إلى أن هذا قد يكون مجرد مثال على وجود علاقة دون سبب واضح، إلّا أن النتائج بقيت ذاتها حتى بعد اختبارها مع العديد من المتغيرات المختلفة، مثل مستوى دخل أسرة الطفل.

أشار الباحثون أيضاً إلى أنه يمكن النظر إلى هذه النتائج من وجهين، إما أن الأطفال الأقل عرضة للقلق هم أكثر ميلاً لامتلاك الكلاب، أو أن الكلاب تجعل الأطفال أقل توتراً، ولكن بجميع الأحوال، فإن أخذ الكلب في نزهة للمشي يمكن أن يساعد في التخفيف من القلق الاجتماعي.

تبعاً لما أشار إليه الباحثون في الدراسة، فإن نسبة القلق الإنفصالي (طفلي يخاف أن يبقى لوحده في المنزل) والقلق الاجتماعي (طفلي خجول) بين الأطفال كانت أقل بين مالكي الحيوانات الأليفة، فعلى الرغم من أن الأسر التي تمتلك حيوانات أليفة كانت أكثر ميلاً للاستقراراً وأكثر ثراءً، إلّا أن الباحثين أشاروا إلى أن هناك المزيد من الأسباب التي تجعل الأطفال أقل عرضة لمثل هذا النوع من القلق، فالكلب -أو الحيوانات الأليفة بشكل عام- يمكن أن تحفز إجراء المحادثات، وتكون بمثابة عامل فعال في كسر الجليد الاجتماعي، كما أن بإمكانها التخفيف من القلق الاجتماعي عن طريق تحفيز التأثير الاجتماعي.

لاحظ الباحثون أن حضن الكلاب أو اللعب معهم يمكن أن يساعد في إطلاق هرمون الأوكسيتوسين ويقلل من هرمونات التوتر، كما أنه وتبعاً للدكتورة (آن جادومسكي)، التي قادت فريق الدراسة، فإن الرابط الذي يتولد بين الإنسان والكلب يمكن أن يكون أقوى بالنسبة للأطفال، وهذا قد يساعد على تخفيف القلق لديهم.

أخيراً تشير (جادومسكي)، بأنك إذا كنت من محبي القطط، فلا تشعر بالحزن، فالباحثون أجروا هذا البحث على الكلاب تحديداً نظراً لكثرة البحوث المحيطة بها، ولكن هذا لا يعني أن القطط لا تمتلك ذات التأثير.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير