التصنيفات: الصحة الجيدة

الطريقة المثلى للتخلص من الوزن الزائد

بعد الانتهاء من التمارين الرياضية اليومية، عادةً ما يتجه الأشخاص لأخذ حمام سريع لإزالة العرق الذي يكون قد بدأ بالتصبب من أجسامهم، وقبل الاتجاه إلى الحمام، يقوم البعض بوزن أنفسهم ليروا كم من الوزن قد فقدوا، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف تم فقدان هذا الوزن؟ فإذا كان السبب الذي يجعلنا نفقد الوزن من بعد التمارين الرياضية هو فقداننا للماء الذي يخرج مع العرق، فإنه من المستحيل أن يكون جسمنا يفقد من الماء ما قد يصل وزنه إلى 3 أرطال، فإذاً كيف يجري هذا تماماً؟

يتم ذلك بالمبدأ بطريقتين أساسيتين:

  • عن طريق الشهيق والزفير:

فيما نحاول جاهدين أن نوازن بين تناول المأكولات الصحية وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، فإنه من السهل أن ننسى حقيقة أن أجسامنا هي بحد ذاتها آلات نهمة لحرق الوقود، تماماً مثلما تتعطش السيارات لحرق البنزين، إلّا أن أجسامنا تعمل على الطاقة التي تأتيها من المواد المغذية التي توجد في الأطعمة التي نأكلها، حيث أن سلسلة من التفاعلات الكيميائية المعقدة تحول البيتزا التي نأكلها على سبيل المثال، إلى أشكال مختلفة من الطاقة يتم إحراقها فيما بعد، وذلك اعتماداً على نوع المغذيات التي توجد في الطعام وكمية الطاقة التي يتطلبها جسمنا.

يوضح الدكتور (بو جرير)، مدير علوم ممارسة الرياضة والتغذية في برنامج M.S.)) في جامعة القلب المقدس، أنه إذا كنا نركب الدراجة مثلاً، فإن ما نقوم به في الأساس هو نقل طاقة أجسامنا إلى الدراجة، مما يؤدي بدوره إلى الدفع بالدواسات للدوران، ومع ذلك، فإن معظم الطاقة المستخدمة في جلسة ركوب الدراجات – أو أي شكل آخر من أشكال ممارسة الرياضات – تصرف بشكل حرارة.

تتم العملية كالآتي، عندما نتناول الطعام الذي يحتوي على المواد الغذائية، فإن الدهون والكربوهيدرات المختلفة التي يتألف منها الطعام، تنزلق عبر المريء إلى المعدة ليتم هناك هضمها وتحويلها إلى شكل من أشكال الطاقة الكيميائية التي تسمى بالأدينوزين ثلاثي الفوسفات أوATP ، والـ (ATP) يساعد في عملية استقلاب الخلايا، والتنفس، كما أنه المسؤول عن تقلص العضلات الداخلية والخارجية في الجسم، وإن حرق الدهون والكربوهيدرات، يُنتِج أشكال معينة من النفايات، وهذه النفايات على تخرج مع البول، والبراز، والعرق، ولكن إلى جانب ذلك فإن هناك عمليات أخرى تجري في الجسم، كما أن الجسم أثناء عملية الحرق يصدر الحرارة، وهو ما يؤدي أساساً إلى خسارة الوزن.

تبعاً للدكتور (جرير)، فإن الإنسان يقوم بحرق الطاقة في جميع الأوقات، سواءً أكان ذلك أثناء الراحة، أو ممارسة الرياضة، وجميع الأوقات التي تكون بينها، والفرق الوحيد في عملية الحرق بين هذه الأوقات هو معدل إنفاق الطاقة، فعندما يتم ضخ كميات كبيرة من الدم إلى القلب أثناء التمارين الرياضية، فإن كمية قليلة جداً من الطاقة التي يتم إنتاجها تصرف على النشاط الذي يقوم به الشخص، فمثلاً، إذا ما تم حرق 100 سعرة حرارية أثناء تمرين ركوب الدراجات، فإن حوالي 20 سعرة حرارية من الطاقة تصرف فقط لتحريك الدواسات، أما الـ 80 سعرة حرارية المتبقية فيتم إنفاقها كنواتج حرارية.

إلّا أن الحرارة ليست العامل الوحيد الذي يقوم بصرف الطاقة، حيث أنه أثناء ممارسة الرياضة، يتم استنشاق الهواء بشكل مستمر لتوفير الكمية اللازمة من الأوكسجين إلى العضلات، وبالمقابل فإن الجسم يقوم بطرد ثاني أكسيد الكربون بشكل مساوٍ في الشدة لاستنشاق الأوكسجين، لذلك فمع كل خطوة يقوم المتمرن بأخذها على آلة المشي، فإنه يخرج كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تعتبر جزيئاته أثقل من جزيئات الأكسجين التي يستهلكها الجسم خلال إنتاج الطاقة، لذلك، ففي أثناء حرق الطاقة، فإن الشخص يقوم بإنقاص وزنه حرفياً عن طريق الزفير.

  • الأكل الجيد يساعد في التخلص من الوزن الزائد

إن التمثيل الغذائي الذي يقوم بحرق الدهون والكربوهيدرات، يعمل بدون القيام بأي نوع من التمارين الرياضية على الإطلاق، وتبعاً لـ (جرير)، فإذا أردنا حرق حوالي 500 سعرة حرارية غير مرغوب بها ليس علينا تسلق درج لعدة مرات، فعلى الرغم من أن هذه العملية تقوم بالمهمة على أكمل وجه، إلّا أن مجرد الاستلقاء على الأريكة لسبع ساعات ونصف يمكن أن تحقق التأثير نفسه، لذلك فإن الأمر يتوقف على مدى السرعة التي يرغب فيها الشخص بحرق تلك السعرات الحرارية الـ 500.

ما يحدد مدى اكتسابنا أو فقداننا للوزن هو الفرق بين عدد السعرات الحرارية التي يتم اكتسابها وعدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها، وإن معدل التمثيل الغذائي (الأيض) لدى الشخص أو الـ (BMR) يؤثر في فقدان السعرات الحرارية، حيث أن معدل الـ(BMR) يشير إلى عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص على مدى فترة معينة من الزمن دون تدخل أية إنفاقات طاقة أخرى، لذلك فإن هناك بعض الأشخاص الذين يمكنهم تناول الكمية التي يريدونها من الأطعمة على مدار اليوم من دون الحصول على زيادة رطل واحد على أوزانهم، كون هؤلاء الأشخاص يكون لديهم معدل الـ(BMR) مرتفع جداً، مما يجعلهم يصبحون كالآلات، يحرقون الوقود الذي يوجد في أجسامهم بشكل أسرع بكثير من أي شخص آخر، وهذا يعني أنهم ليستطيعوا الحفاظ على وزن معين، فإن عليهم تناول كميات أكبر من السعرات الحرارية من أي شخص آخر.

بالنسبة لمعظم الأشخاص – أو على الأقل الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن – فإن هدفهم يجب أن يكون زيادة نسبة الـ (BMR) الخاص بهم، وأحد الخيارات التي يمكن القيام بها للوصول إلى هذا الهدف هو ممارسة التمارين الرياضية، وبالتحديد التمارين اللاهوائية، حيث أن هذه التمارين لا تعمد إلى بناء كتلة عضلات ضخمة، حيث أنه كلما تمكّنا من بناء كتلة عضلات أصغر ، كلما كان معدل الـ (BMR) لدينا أكبر.

تناول الطعام النظيف يمكن أن يساعد أيضاً في عملية زيادة معدل الـ (BMR)، حيث تقول (ماريسا ليبرت)، اختصاصية التغذية من نيويورك، أنه إذا كنت تتناول الأطعمة الطازجة بكميات أكبر من الأطعمة الجاهزة، فإن جسمك سيعمل بشكل أكثر كفاءة، حيث أنه سيقوم بحرق السعرات الحرارية بالطريقة الصحيحة، وهذا يعني أنه يمكن أن يحرق الطاقة باستمرار وبوتيرة ثابتة ولكن بطيئة، إلّا أنه مع اتباع نظام غذائي أكثر دقة، فإنه يتم استهلاك السعرات الحرارية بسرعة أكبر من ذلك بكثير، كما وينخفض معدل السكر في الدم، مما يجعل نظام التمثيل الغذائي لدى الشخص يعمل بكفاءة عالية.

هذا هو السبب الذي يجعل كل من اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية أمران مهمان، وانتبه إلى أن الجسم بحاجة إلى الغذاء ليعمل، فإذا كان غذاء الجسم سيئاً، فإن نظام الجسم برمته سيعمل بطريقة سيئة، وبذلك لن تضطر أبداً للتساؤل عن الكيفية التي يتخلص فيها الجسم من الوزن الزائد، لأنك لن تخسره أبداً.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير