أخبار العلوم

الطائرات بدون طيار ما هي وكيف تعمل؟

استخدمت الطائرات بدون طيار في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما لاستهداف وتوجيه الضربات للأشخاص المشبه بهم في المناطق القبلية (الريفية) في باكستان. حيث استطاعت تنفيذ ضربات دقيقة ومحكمة. لنتعرف أكثر عن ما هي الطائرات بدون طيار وكيف يمكن التحكم بها؟

تُعرف الطائرات بدون طيار عسكريًا بالمركبات الجوية بدون طيار (UAVS) أو الأنظمة الجوية الموجهة عن بعد (RPAS) أو الطائرات المُسيرة. ويتم اللجوء لاستخدام هذه الطائرات عندما يكون استخدام العنصر البشري في الحرب مهمة محفوفة بالمخاطر أو خسائرها كبيرة وبالتالي يعتبر وجود القوى البشرية مهمة صعبة للغاية. وتعتبر هذه الطائرات احدى أنظمة الدفاع الجوية التي تمثل “عيونًا في السماء” على مدار الساعة (24 ساعة) وطوال أيام الأسبوع. حيث يمكن لكل طائرة أن تبقى في السماء لمدة تزيد عن 17 ساعة وتغطي مساحات واسعة وتقوم بعملية التقاط واعادة ارسال الصور الجوية لأحداث التي تتم على أرض الواقع بشكل فوري وفي وقتها الحقيقي.

تستخدم هذه الطائرات من قبل القوات الجوية الأمريكية على نطاق واسع يمتد من المهام الاستخبارية الصغيرة، المراقبة، والاستطلاع. أما عن أحجام وأوزان هذه الطائرات فمنها خفيفة جدًا بحيث يمكن اطلاقها باستخدام اليد والبعض الآخر متوسط الحجم ومنها ما يستخدم في العلميات التجسسية الكبيرة.

بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تفصح بشكل علني عن العلميات التشغيلية الخاصة بالطائرات المسيرة إلا أنها حققت هذه الطائرات عمليات نوعية في تحقيق ضربات على العديد من المشتبه بهم. فضلًا عن استخدامها في المهمات العسكرية لاستهداف الأهداف دقيقة ومعينة بدون تنفيذ ضربات ضخمة مُدمرة، بالتأكيد هذا لا يعني خلوها من السلبيات، وبشكل أخص قُتل مئات الأشخاص من المدنيين في باكستان، الأمر الذي أدى لموجة غضب عارمة عندما قُتل حوالي 40 شخصًا في احدى أكثر الهجمات الدموية التي نفذتها القوات الأمريكية في مارس عام 2011، حيث تم استهداف مجموعة من المدنيين أثناء تجمعهم في مجالس القبلية.

ويرجع تاريخ استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش لكن استخدامها ازداد بشكل مضاعف في ظل حكم الرئيس الامريكي أوباما.

الأنواع الرئيسية للطائرات بدون طيار 

يوجد نوعين من الطائرات بدون تيار منها متوسطة الحجم وهي التي تم استخدامها في أفغانستان وباكستان وهما:

(MQ-1B Predator) و (MQ-9 Reaper) حيث تحمل هذه الطائرات مجموعة من أجهزة الاستشعار في أنظمتها وفوهاتها، كاميرات تفلزيونية الملونة و ذات اللون الأبيض والأسود، مكثفات صور، رادار، امكانية التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء في حالة انخفاض الاضاءة، بالاضافة لاستخدام الليزر لتحديد المواقع بشكل دقيق باستخدام الصواريخ الموجهة بالليزر.

يتكون كلًا من نظام (Predator) و (Reaper) من أربعة طائرات، محطة مراقبة أرضية مرتبطة بأنظمة الأقمار الصناعية ويقدر سعر كل نظام من هذه الأنظمة ملايين الدولارات، تتميز هذه الطائرات أنها لا تحتاج لطاقم عسكري أو المتدربين للقيام بعمليات تحليل الصور ومعالجتها بناء على ما يحصل على أرض الواقع.

كما قد تكون القاعدة العسكرية في منطقة المعركة أو على بعد آلاف الأميال، على سبيل المثال العديد من طائرات بدون طيار في أفغانستان يتم التحكم بها عبر قاعدة كريش الموجودة في ولاية نيفادا في الولايات المتحدة الامريكية حيث يتم التحكم بعمليات هبوط الطائرات اقلاعها محليًا.

بالاضافة إلى ذلك، فقد تم تصميم جهاز (MQ-1B Predator) – كان يطلق عليها سابقًا اسم ” RQ-1 Predator”-كطائرة لتنفيذ مهام استخبارية والمراقبة وتحديد الأهداف، بالإضافة للاستطلاع. علاوة على ذلك، تم تجهيز صاروخين من طراز (Hellfire II) في عام 2002م لتنفيذ ضربات من مسافات تصل لأكثر من 8 كيلو مترًا ( أي حوالي خمسة أميال).

بالمقارنة مع النظام الأحدث (MQ-9 Reaper) والتي تم تصميمها بالاعتماد على نظام (الصياد القاتل) حيث بامكانها أن تحمل أربعة صورايخ من طراز (Hellfire) بالاضافة لمجموعة من القنابل الموجهة بالليزر (Paveway II)  و GBU-12))

وتبلغ سرعة الرحلة الجوية 370 كيلومتر في الساعة (230 ميلًا في الساعة) أسرع بكثير من طائرة (Predator) والتي تصل سرعتها حوالي 217 كيلو متر في الساعة أي حوالي (135 ميًلا في الساعة) مما يجعلها أكثر عرضة لإسقاط عند الارتفاعات المنخفضة-على الرغم من أن طائرات بدون طيار تحلق على ارتفاعات أعلى بكثير من قدرة الصواريخ والأسلحة التي تمتلكها طالبان.

الطائرات المستقبلية

كشف الجيش الأمريكي عن رغبته في تطوير طائرات بدون طيار جديدة تشبه لحد كبير طائرات الهيلوكبتر مزودة بكاميرات ملونة ذات دقة تصويرية تصل لأكثر 1.8 جيجا بكسل وتعتبر هذه الطائرات واعدة (غير مسبوقة) نظرًا لقدرتها على القيام بعمليات التعقب ومراقبة الأنشطة التي تتم على الأرض. كما وتم اصدار 3 طائرات بدون طيار من طراز (A160) المزودة بأجهزة استشعار صوتية طنانة في افنغانستان.

تتميز هذه الطائرات أن نظام التصوير الجوي للأحداث التي تتم على أرض الواقع بشكل فوري وفي وقتها الحقيقي. حيث يوفر نظام (Argus-IS) تصويرًا بالفيديو بشكل فوري بمعدل 10 هياكل في الثانية.

وأضاف الجيش الامريكي أن بالإمكان تعقب حركة الأفراد والمركبات من ارتفاع 20.000 قدم (6.1 كيلو متر) عبر مساحة 65 ميل مربع أي حوالي (168 كيلو متر مربع).

تعمل وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا) مع شركة (BAE systems) على تطوير المزيد من الرؤى المستقبلية المتعلقة بنظام مستشعرات (Argus-IS) لتوفير رؤية ليلية حيث أن المستشعرات الأشعة تحت الحمراء المستخدمة للتصوير ستكون حساسة بشكل كافٍ لمتابعة حركات الأفراد ليًلا.

القدرة العسكرية البريطانية

تستخدم القوات البريطانية مجموعة متنوعة من الطائرات الموجهة عن بعد، حيث استخدام الجيش البريطاني  طائرة هيرميس (Hermes 450) في العراق وأفغانستان، فضًلا عن الطائرات بدون طيار الصغيرة للمساعدة في التحقق من وجود قنابل مزروعة على الطرق الخاصة بالدوريات.

تم تطوير طائرات (Hermes 450) إلى طائرة (Watchkeeper) التي تشبه تمامًا طائرة (Reaper) وتم استخدامها في عام 2012م.

يستخدم السلاح الجوي البريطاني أيضًا طائرة عالية المواصفات (Higher-Spec Reaper)، في وقت سابق أعلن سلاح الجو البريطاني عن استخدام طائرات بدون طيار لأول مرة في عام 2011م، و يتم تحكم بالطائرة (Reaper) باستخدام الطواقم البريطانية في الولايات المتحدة الامريكية!

كما وكشفت وزارة الدفاع النقاب عن طائرة (Taranis) في يوليو/2010 وهي مركبة عسكرية هوائية تم تصميمها للتصدي للهجمات الجوية بالإضافة إلى القيام بالعمليات الاستخبارية والرقابية وتوجيه ضربات لطائرات بدون طيار.

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين