تبعاً لدراسة جديدة تم نشرها في مجلة (British Medical Journal)، فإن النساء اللواتي يعانين من الصداع النصفي معرضين لخطر أعلى للوفاة نتيجة لأمراض القلب، ولكن الأدوية المخفضة للكوليسترول قد تساعد على تقليل احتمالات الوفاة المبكر.
على الرغم من أنه كان من المعروف منذ بعض الوقت بأن الصداع النصفي يمكن أن يرفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، إلّا أن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر بأن الصداع النصفي يمكن أيضاً أن يزيد خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى الموت المبكر.
قام فريق من الباحثين الألمان والأمريكيين بمتابعة حالة أكثر من 115,000 إمرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و 42 عاماً لأكثر من عشر سنوات، ووجدوا بأن النساء اللواتي كن يعانين من الصداع النصفي، كن أكثر عرضة للوفاة خلال تلك الفترة بنسبة 50%.
تبعاً للمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور (توبياس كورث)، من معهد الصحة العامة، في برلين، ألمانيا، فإن هذه النتائج تضيف مزيداً من الأدلة على أن الصداع النصفي ينبغي أن يعتبر علامة خطر مهمة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على الأقل بالنسبة للنساء، وليس هناك إي سبب يمنع هذه النتائج من أن تنطبق على الرجال.
يضيف (كورث) بأنه وبالنظر لارتفاع معدل انتشار الصداع النصفي لدى عامة السكان، فإن هناك حاجة ملحة لفهم العمليات البيولوجية التي تتضمنها هذه الحالة، وتقديم الحلول الوقائية للمرضى، كما أنه من المهم إقامة الدراسات المستقبل التي تبحث فيما إذا كان الاستاتين وفيتامين D يقلل من أعراض الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية بالسرعة القصوى لتقديم إجابات للمرضى ولأطبائهم المعالجين.
في مجال متصل، أشارت (ريبيكا بورتش) من كلية الطب بجامعة هارفارد، بأن الخطر يعتبر صغيراً على المستوى الفردي للمريض، ولكنه لا يزال مهماً على المستوى الشعبي وذلك لأن الصداع النصفي منتشر جداً بين السكان.
إن نتائج هذه الدراسة تثير العديد من الأسئلة حول العلاج المقترحة، فهل يجب معالجة المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي باستخدام الأدوية الخافضة للكوليسترول أم الأسبرين؟
بحسب (مورين تالبوت)، وهي رئيسة الممرضين في قسم القلب في مؤسسة القلب البريطانية، فإن هذه الدراسة الكبيرة التي تتضمن هذا العدد من الشابات والتي تم إجراؤها على مدى عدد من السنوات تبين وجود علاقة بين الصداع النصفي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن لا يزال هناك حاجة لإجراء مزيد من البحث لتحديد الأسباب المحتملة لهذا الأمر وأيضاً لتحديد ما إذا كانت النتائج تنطبق على الرجال والفئات العمرية الأكبر سناً.