الخلايا السرطانية المُعدية ظاهرة منتشرة في البحار!

يعتقد الخبراء أن أكتشاف سرطان معدي هو  أمر  نادر الحدوث في الطبيعة، ولكن يوجد ثلاثة أنواع من الاسماك الصدفية تثير السؤال حول آثار أنتقاله للبشر.

إذ تنتقل خلايا السرطان المعدية بين مختلف الحيوانات وحتي بين الفصائل المختلفة في البحار وبحسب دراسة حديثة فإن سريان هذا المرض بين البشر أمر متوقع أيضاً.

كان يُعتقد في السابق أن التقاط السرطان من حيوان آخر أمر  نادر جداً علي الرغم من انتقال الخلايا السرطانية من الدودة الشريطية لمريض إيدز كانت مناعته ضعيفة للغاية في العام الماضي، ومن المعروف كذلك أن الاورام المنتقلة جنسياً تصيب الكلاب ناهيك عن أصابة شيطان تسمانيا بالاورام في الوجه التي تنتقل عن طريق العض.

ومن ناحية ثانية ، أنتشرت دراسة جديدة في مجلة نيتشر تشير بأن السرطان المعدي يعد سائداً بين ثلاثة انواع مختلفة من الاسماك الصدفية وأن  البشر  غير معرضون للخطر بما أن الجهاز المناعي لديهم سيهاجم أي نسيج غريب يدخل الجسم .

هذا وأكتشف الباحثون اصابة مِحرَ و أصداف و ابلاح البحر بالاورام نشأت في حيوان واحد  كانت قد جمعت من سواحل كندا واسبانيا

تشير نتائج البحوث إلي أن انتقال الخلايا السرطانية المعدية تعد ظاهرة منتشرة في البيئة البحرية وأنها تنمو في سلالات مستقلة في فصائل مختلفة  وتشير أيضاً أن حالات السرطان المعدي تبدو أنها تفوق عدد الامراض العشوائية، وذلك على الأقل في الفصائل التي تم فحصها حتي الآن .

أضاف الباحثون أن الاورام في العادة تنتشر بين الفصائل المتشابهة، إلاّ أنهم أكتشفوا نموذج واحد يبين انتقال الورم إلى فصيلة من نوع آخر، وهذه الاورام  تحتوي علي مصفوفة متميزة من العوامل المُعدية كما تظهر قدرة غير عادية علي اكتساب أنماط ظاهرية وهي ( أنواع وراثية ) تعزز بقاءها وتوالدها، وذلك بحسب ورقة البحث.

تحتوي الاورام كالعادة علي نسيج يشبه ذلك الذي  لدي جسم الانسان وهذا ما يجعلها خطيرة بشكل خاص ويرجع ذلك لفشل الجهاز المناعي  في صدها بفاعلية ومن جهة ثانية، من المفترض أن تشكل الاورام الحية الاخري تهديداً أقل خطورة لإن الجهاز المناعي سيهاجم بالطريقة المعتادة إذا كان أدائه سليماً

يقول أحدي الباحثين: -(ستيفن جوف) وهو بروفيسور لدي جامعة كولومبيا بالمركز الطبي – أن نتائج هذه البحوث قد دفعته للنظر في عالم البحار بإسلوب مُغاير.

كما أضاف لصحيفة الانديبنت: “من الجدير بالذكر أن المحيط هو بحر ملئ بالبكتيريا المتنوعة والآن بالخلايا السرطانية القادرة علي التسبب بالامراض”، ” أعتقد أن هذا سيحدث نوعاً من التغيير في التفكير عن هذه الخلايا مُعدية  التي تطفو وتجول في البحار و بإمكانها إستعمار فصائلًا سريعة التأثر “.

أما الآن يخطط العلماء لدراسة العملية الجينية التي تسمح للأورام بالإنتقال لكائنات أخرى، الامر الذي سيسلط الضوء علي كيفية سريانه بين البشر.

أكد البروفيسور جوف على هذا البحث حيث ذكر فيه أنه لا يوجد هناك داعي للتخلي عن السباحة في البحر أو التوقف عن أكل الاسماك الصدفية وقال: “إنما هي مشكلة لدي الرَّخْوِيَّات كما أنه لا يوجد دليل علي أن تلك الاورام قد انتشرت خارجها وعلي الاغلب لا تشكل خطراً لدينا بفضل نظامنا المناعي الفعال”.

ومن جانبها علقت الدكتورة إليزابيث مورشيسون في مقالة ما لصحيفة نيتشر على هذا البحث،  – وهي باحثة في مجال الاورام المقارن والوراثة في جامعة كامبردج- ” أن النتائج التي تشير الي الاورام القادرة علي استعمار فصائل سريغة التأثر تعد نتائج ذات أهمية ” كما ذكرت” ان أحتمالية أن تصبح هذه الخلايا السرطانية عوامل مُعدية حرة وحية تثير التساؤل حول آثار أنتشارها بين البشر.

والسؤال المحوري هو، هل كانت هذه الخلايا تجول منذ ألاف السنين أم هي ظاهرة جديدة، وإذا كانت كذلك فما الذي جعلها تتطور؟

وأضاف الدكتور مورشيسون: “من الممكن أن تكون هذه الاورام كالاورام السارية الكلبية، إذ تتطور تدريجياً في الخلايا المتأثرة عبر الاف السنين، ولربما يكون بزوغها حديثاً نسبياً، ومن المرجح أيضاً أن تكون العوامل المعدية قد حفزتها أو التغيرات البيئية أو بسبب تربية المائيات تحت ظروف مراقبة او بسبب نشاطات البشر التطوروية “.

وشدد البروفيسور ميل قريفيز وهو مدير مركز نظرية النشوء والسرطان بمعهد الابحاث حول السرطان في لندن علي ان نتائج هذه الدراسة لا تستدعي القلق بشأن التقاط البشر هذا المرض من البحر.

ومن المعروف ان السرطان ينتقل بين البشر اي من الام الي الجنين وبين التوأم في الرحم أو بعد عملية زراعة عضو ما .

وقال البروفيسور قريفز في البريد “أن كل الحالات الثلاث يعتبر انتقال السرطان فيها شيئاً ممكناً بسبب وجود مسار دموي تعبر من خلاله الخلايا السرطانية ويكون جهاز المناعة ضعيفاً، هذا الخطر ضئيل جداً بالتأكيد،” .وفيما يخص هذه النتائج الجديدة في الاسماك الصدفية  فإنها لا تستوجت تحذير البشر لكون العملية المتضمنة في البحث تختلف عن تلك التي في البشر

“علوم الاحياء، علي أية حال، مهتمة للغاية بآثار التطور التدريجي لكل من استنساخ الخلايا السرطانية و إدارك المناعة ضمن وبين الفصائل”

شارك
نشر المقال:
Lamia Fawzi