تم انتاج الصورة بواسطة شركة materialsolved المختصة بانتاج الصور العلمية الدقيقة والجذابه بأسلوب سهل ومتاح للجميع باحدث انواع التكنولوجيا و ندعم الباحثين و المجتمع العلمي لنشر المعرفة و تبسيط العلوم . شكرا لمجلة نقطة العلمية على التعاون المثمر. لمزيد من التفاصيل تواصلوا معا على materialsolved@gmail.com او زوروا صفحتنا على الفيسبوك .https://web.facebook.com/materialsolved/?_rdc=1&_rdr
الحمض النووي الريبوزي الرسول mrna ، هو نسخة من الحمض النووي الخاص بجين (gene) معين.
سمي بالرسول لأنه يخرج من النواة إلى السيتوبلازم في الخلية ليشارك في عملية تصنيع البروتينات وبدونه لن يستطيع الجسد استخدام الحمض النووي الموجود في النواة.
وهو عضو أساسي في هذه العملية، حيث أنه يحمل الكود الجيني الخاص بالأحماض الأمينية التي هي مكعبات البناء الأساسية لأي شيء في جسم الإنسان.
هنا يأتي مفعوله السري ضد الأمراض.
فهو ليس جزيئات علاجية أو مواد كيماوية كالمألوف من الأدوية، بل يمثل مجموعة من التعليمات وكأنه يحتوي على الوصفة المضبوطة لترياق المرض أو الاضطراب، الذي يخرج للنور عند تصنيع الخلايا للبروتينات التي يستهدفها الmRNA.
بدأت الفكرة من قرابة الثلاثة عقود عندما قام جاي آي وولف وعلماء آخرون معه بتصنيع بعض الmRNA في أنابيب مختبرية، ثم حقنه في عضلات فئران التجارب.
فوجدوا أن العضلات التي تم حقنها قد قامت بعملية تصنيع البروتينات المسؤول عنها الحمض النووي المحضر خارجيا بنجاح.
لم يتم تفعيله في العمليات العلاجية آنذاك نظرا لقصر عمره وأنه لم يكن يصمد طويلا في الجسد بالقدر المطلوب ليحدث الأثر العلاجي.
كما أنه نتج عنه ردود فعل مناعية من الجسد في بعض المرضى محدثا أعراضا جانبية يصعب التعامل معها.
كرس العلماء جهودهم في دراسة هيكله وجزيئاته وتوفير التكنولوجيا المستخدمة في هندسة الجينات لشريحة أعرض من الباحثين والعلماء للتغلب على تلك المعوقات.
اكتشفت كاتالين كاريكو ودرو وايسمان (عالمان من جامعة بينيسلفانيا) أن تغيير ترتيب بعض النيوكليوسيدات ينتج عنه تقليل رد فعل الجسم المناعي للحمض النووي المحقون.
وأيضا يزود كميات البروتينات التي ينتجها الجسم منه مما يضاعف أثره العلاجي ويجعله معتبرا.
كما وصلا لتقنية تطيل فترة بقائه في الجسم.
كما تساعده على دخول الخلايا المستهدفة بفاعلية وهي أن يتم تغليفه بكبسولات دهنية تحميه من التأثر بأي مادة في الدم قبل الوصول للسيتوبلازم الخاص بالخلايا.
براد كرمر هو مندوب مبيعات ذو 52 عاما من ولاية ماساتشوستس، مصاب بالميلانوما (نوع من سرطان الجلد) التي انتشرت لتصيب كبده وعموده الفقري.
انتظر شهورا ليحصل على جرعة من لقاح الmRNA التجريبي (BNT122)،
تدهورت فيها صحته وخسر بضعة كيلوجرامات من وزنه.
ولكنه سرعان ما استجاب للعلاج في خلال أسابيع من حصوله على الجرعة.
فكان يقول “لقد كنت أرى الخلايا السرطانية تتقلص بأم عيني”.
تدرب خلايا الجسم المناعية على التعامل مع الخلايا السرطانية الجديدة ومنع انتشار الورم الحالي وكأن الجسد يعالج نفسه بنفسه.
فقد أظهرت التجارب السريرية المبكرة التي أجرتها شركة بيونتيك عام 2017، وهي الشركة التي صنعت لقاح كرمر، استجابة مرضى الميلانوما 13 الذين تم تلقيحهم والذي صنِع بشكل شخصي بناء على المعلومات الجينية لكل واحد منهم.
حيث تضاءلت نسبة إصابتهم بأي انتشارات خبيثة من ورمهم على الرغم من تقدم مرحلة مرضهم آنذاك.
وفي الاجتماع السنوي للرابطة الأمريكية لطب الأورام عام 2017.
حيث سجلت شركة مودرنا ما توصلت له من نتائج في التجارب الإكلينيكية وهو أن اللقاح (mRNA-417)،
الذي يصمم خصيصا لكل مريض بناء على المعلومات الجينية لورمه، قد نتج عنه ردود فعل مناعية ناجحة ضد التشوهات الجينية التي تتسبب في الأورام .
وعند استخدامه مع عامل محفز، نجح في تقليص أورام 6 من أصل 20 مريض ممن حصلوا على الجرعة،
مما أيد الخطوة التالية لمودرنا في شهر يوليو وهي دراسة متابعة على 150 من المرضى.
كما ثابرت شركات مختلفة مع مودرنا وبيونتك مثل شركة كيورفاك الألمانية في تصنيع واختبار لقاحات mRNA أخرى أقل خصوصية من تلك المصنعة بشكل شخصي لكل مريض.
على الرغم من أنها قد تكون أقل قوة إلا أنها يتم إنتاجها في وقت أقل ولعدد أكبر من المرضى إن لم يكن لهم جميعا.
كما أنها لن تكلف الشركات قدرا مماثلا من الموارد والأموال.
في 2010 بادر عالم من جامعة هارفارد يدعى ديريك روسي، بتصنيع mRNA يحول الخلايا العادية إلى خلايا جذعية .
وشاركه في أبحاثه العالم كينيث تشيين وقاما بالانضمام إلى شركة فلاجشيب للريادة .
حيث قاما بتصنيع حمض نووي يحقن للفئران فتنتج أجسادهم بروتينات مماثلة لبروتينات كبدية تدور في الدم.
ثم انضما إلى شركة مودرنا حيث تمكنا من تصنيع mRNA الحمض النووي يجعل الجسم ينتج عامل نمو لأغشية الأوعية الدموية والذي نجح في إعادة تجديد الأنسجة المدمرة في قلوب الفئران المصابة بذبحات صدرية عند حقنهم به مباشرة في القلب.
فعامل النمو ذاك كان معروفا عنه أنه يعالج إصابات أنسجة القلب.
ولكن عند حقنه مباشرة إلى القلب لم يستمر فترة كافية ليعيد تجديد النسيج المصاب بكامله
وهذا ما فرقه عن العلاج بالmRNA الذي عند حقنه، يمكن الخلايا من تصنيع عامل النمو بالقدر الذي تحتاجه.
وشاركت شركة أسترازينيكا مع شركة مودرنا في إكمال الدراسات على هذا المنتج في الفئران والخنازير .
حيث وصلوا لتجربته على مرضى الذبحات الصدرية الحديثين في تجارب سريرية تخطت المرحلة الثانية.
وجد الباحثين أن اللقاحات التقليدية قد فشلت في خلق مناعة مستدامة من الفيروسات التي قد تحدِث عدوى مزمنة أو متكررة مثل :
HIV-1، HSV ، RSV.
كما أن الوقت الذي تستغرقه عملية انتاجها يجعلها غير مؤهلة للسيطرة على انتشار سريع لفيروسات جديدة
.مثل ما حدث مع مرض الإيبولا وفيروس زيكا.
على عكس لقاحات الmRNAالتي تستطيع أن تستهدف شريحة أعرض من الفيروسات والتي تجري عليها الأبحاث العلمية الآن مثل:
فيروس السعار والCMV والإنفلونزا وغيرهم.
كما أن عملية إنتاجها تستغرق وقتا أقل بالمقارنة مع اللقاحات التقليدية.
عند انتشار فيروس الإنفلوانزا في الصين، استغرق العلماء في منشأة نوفارتس 8 أيام لتحضير لقاح محتمل من الmRNA.
كما علق على ذلك آندي جيل (رئيس فريق الباحثين في نوفارتس) قائلا:
أن نفس العملية قد تستغرق 6 أشهر أو أكثر مع اللقاحات التقليدية.
وهو ما جعل لقاح mrna الحمض النووي اللقاح المثالي للتعامل مع كوفيد 19 طبقا لمركز مكافحة الأمراض.
فسرعان ما توفرت المعلومات الكافية عن جسم فيروس كورونا المستجد.
حيث بدأ الباحثون بتصميم لقاح يجعل الجسم ينتج بروتينات شبيهة ببروتينات الفيروس ولا تسبب المرض لتتفاعل معها الخلايا المناعية وتنتج أجساماً مضادة جاهزة للتعامل مع الفيروس.
واللقاحات المصرحة من قبل منظمة الغذاء والدواء حاليا هما لقاح شركة فايزر بيونتك ولقاح شركة مودرنا.
كما ترى عزيزي القارئ، من المتوقع لهذه التقنية أن تكون الرائدة من نوعها بمرور الوقت.
بل أن العلماء توقعوا لها مستقبلا أن تعالج أكثر من مرض بلقاح واحد وتقي من تكرارهم كذلك.
تقول الأستاذة بولا كانون طبيبة ميكروبيولوجيا “يإمكانك تصميم الحمض النووي الذي تريد من حاسوبك وتمتلك الجهاز الذي سيصنع منه البروتينات مباشرة بسهولة نسبية.”
“لقد كنا محظوظين بوجود تلك التقنية وفاعليتها في عام 2020 عندما كنا في أمس الحاجة لها.”
زوروا صفحتنا على الفيسبوك .https://web.facebook.com/materialsolved/?_rdc=1&_rdr