الحساسية الربيعية: أسبابها، علاجها، أنواعها، خطورتها

الربيع قد وصل أخيراً وبدأت العديد من المناطق التي تغطيها الثلوج بالذوبان بعد مرور فصل الشتاء البارد، وفي مثل هذه المواسم يحرص الكثير منا على الخروج للترحيب بعودة الطقس الدافئ، ولكن إن كنت أحد الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية، فقد يشكل الربيع بالنسبة لك رعب بقدر ما يشكل للآخرين من فرح، فمن المعروفة أن موسم الربيع هو أسوأ وقت في السنة بالنسبة لمعظم الذين يعانون من الحساسية.

ماذا يحدث في جسمك:

إذا كانت تعاني من الحساسية الموسمية، فإن ما يحدث هو أن جهاز المناعة لديك يستجيب لأنواع معينة من العفن وغبار الطلع كما ولو أنها نوع من الغزاة الخطرين على جسمك، ونتيجة لذلك، يبدأ الجسم بإطلاق كميات كبيرة من المواد الكيميائية، بما في ذلك مادة الهيستامين لمحاربة الغزاة بمجرد دخولهم.

تبعاً للدكتور (روبرت ديل جنكو) المدير الطبي لمركز الأنف والجيوب في مستشفى سانت جوزيف في أورانج- كاليفورنيا، فإن أعراض الإصابة بالحساسية الموسمية يمكن أن تكون متنوعة جداً وشائعة، مثل المعاناة من سيلان الأنف والعطس واحتقان الأنف والحكة، ولكنها يمكن أن تتقدم لتصبح أعراضها أكثر خطورة مثل المعاناة من مشاكل في التنفس وضيق في الرئتين والصدر، وهذه الأعراض قد تستمر لمدة تصل إلى ساعة ثم تهدأ، ثم تعود بعد ذلك لبضع ساعات أخرى.

الخيارات الدوائية:

تناول مضادات الهيستامين مثل (بينادريل) يمكن أن يساعد على إيقاف آثار مادة الهستامين التي يفرزها الجسم، وبذلك يتم السيطرة على الالتهاب وباقي الأعراض الأخرى، حيث أن مضادات الهيستامين ترتبط بالمستقبلات ذاتها التي ترتبط بها مادة الهستامين على الخلايا، وبالتالي تمنع ارتباط الهستامين بالخلايا.

عادة ما تكون مضادات الهيستامين خياراً جيداً، ولكن لا ينبغي أن يُساء استخدام هذه المادة أيضاً، حيث أن الاستخدام الطويل الأمد لهذه المادة غالباً ما يؤثر على الإدراك العقلي، وخاصة لدى كبار السن، وتعتبر الإصابة بالارتباك وعدم القدرة على التركيز والإصابة بالقلق ونفاد الصبر من بعض الأعراض التي تمت ملاحظتها عند استخدام هذه المادة على المدى الطويل، كما قد يصاب الشخص بالاكتئاب والتعب والهلوسة والكوابيس ومشاكل في التنسيق أيضاً.

بحسب (تونيا ويدرز)، الرئيسة التنفيذية لشبكة الحساسية والربو، فإن هناك أدوية أخرى مثل الـ(Nasacort)، و(الكلاريتين) أو الـ(Zyrtec) تم تصنيعها ليتم تناولها بشكل يومي، وخصوصاً خلال موسم الحساسية عندما تصبح الأعراض أكثر سوأاً، ولكن إذا كنت تتناول نوعين من الأدوية التي يتم صرفها دون وصفة للحساسية أو إذا كنت تتناول أدوية طبية أخرى، فمن المهم أن تتحدث مع أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك أو تخبر الصيدلاني بذلك، فبعض الأدوية قد تتفاعل بشكل سيء مع بعضها وتتسبب في حدوث آثار جانبية غير مقصودة أو حتى قد تحدث بعض الأضرار الداخلية.

الحساسية الخفيفة أو المعتدلة:

معظم الأشخاص الذين يعانون من الحساسية الموسمية لا تكون أعراض الحساسية لديهم شديدة جداً لدرجة تؤثر فيها على حياتهم اليومية، فإذا كان هذا صحيحاً بالنسبة لك، فلا مانع من تناول مضادات الهيستامين أو بعض الأدوية الأخرى لتهدئة الأعراض بشكل أسرع، أما إذا كنت تريد تجنب الإصابة بالأعراض في المقام الأول، فتجنب عندها الخروج في الطقس الجاف والعاصف قدر الإمكان.

إن الهواء الرطب، وخاصة ذلك الذي يأتي بعد العاصفة، هو الطقس الأفضل بالنسبة للذين يعانون من الحساسية الموسمية، وذلك لأن الرطوبة تزيل المواد المثيرة للحساسية من الجو، وإذا ما لاحظت أن حالة الحساسية لديك تزداد، قم بتدوين بعض الملاحظات حول حالة الحساسية، وإليكم بعض الأمثلة عن الأسئلة المحتملة:

  • كم من الوقت تستمر نوبة الحساسية لديك؟
  • هل تظهر الأعراض أكثر خارج المنزل أو داخله عند تنظيف المنزل مثلاً؟
  • هل تسوء حالتك عند الاقتراب من الحيوانات الأليفة أو عند استنشاق دخان السجائر؟
  • ما الذي يخفف من أعراض الحساسية لديك؟
  • ما هي أنواع العلاجات التي حاولت استخدامها؟
  • كيف كانت حالة الطقس عند إصابتك بنوبة الحساسية؟
  • في أي وقت من اليوم تصيبك الحساسية أكثر؟

متى تصبح الحساسية الموسمية خطرة:

تبعاً لـ(ويدرز) فإذا لم تخف أعراض الحساسية الموسمية لديك باستخدام الأدوية التي يتم إعطاؤها بدون الحاجة لوصفة طبية وبتدابير الرقابة البيئية مثل إغلاق النوافذ في المنزل أو إزالة حبوب الطلع من الشعر والجلد والملابس، فقد حان الوقت لالتماس العناية الطبية من الرعاية الصحية المهنية، وإذا كنت تتناول الوصفات الدوائية بشكل يومي أو أصبحت الأعراض حادة جداً، فيجب عليك أيضاً رؤية الطبيب، ويضيف (ديل جنكو)، أن الأعراض مثل سيلان الأنف أو العطس ليست بالأمر الخطير، ولكن إذا أصبحت هذه أعراض تشمل حدوث مشاكل في التنفس، فيجب عندئذ أن تتم مراجعة الحالة من قبل المختصين.

إذا أردت التخفيف حقاً من أعراض الحساسية لديك فعليك إذاً أن تكون مستعداً لإعطاء طبيب الرعاية الأولية أو الحساسية تقريراً مفصلاً عن حالتك عند رؤيته للمرة الأولى، فمن المهم أن يعلم الطبيب عن الكيفية التي تؤثر فيها الحساسية سلباً على حياتك، فالمعلومات التي تخص قلة النوم، وعدم القدرة على ممارسة الرياضة، وصعوبة التركيز لا تقل أهمية عن العطس والسعال وحكة العيون، ويفضل أيضاً أن تجلب معك قائمة الأدوية التي استعملتها، وما الذي كان يخفف من أعراض الحساسية لديك أكثر من غيره، وأحضر أيضاً أي ملاحظات كنت قد دونتها مسبقاً عن الأعراض وأخبر طبيبك عن أي تفاصيل تخص حساسيتك، وبالطبع اسأل طبيبك عن أي شي تريده خلال الزيارة.

شارك
نشر المقال:
aaa_