التصنيفات: علم النفس

للوحدة تأثير قاتل كالسمنة تماماً

لسنوات والمجتمع الأمريكي يتحدث عن وباء السمنة ومخاطره، ولكن دراسة جديدة أشارت مؤخراً إلى قضية صحية قد تكون أكثر خطورة على المجتمع الأمريكي، والتي يمكن أن تصل إلى مستوى الوباء بحلول عام 2030، وهي العزلة والشعور بالوحدة.

بعد أن قام باحثون من جامعة بريغهام يونغ في ولاية يوتا بمراجعة بيانات تعود لما يقرب 35 سنة مأخوذة من 3 ملايين مشارك، اكتشفوا أن الشعور بالوحدة والعزلة يمكن أن يكون له تأثير خطير على صحتنا، حيث أنه يمكن حتى أن يقصّر من حياتنا، تماماً مثل السمنة.

تشير (جوليان هولت- لونستاد)، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة، أنه يجب علينا البدء بأخذ علاقاتنا الاجتماعية بطريقة أكثر جدية، حيث أن تأثير مشكلة العزلة تماثل السمنة، وهو السبب الذي جعل الصحة العامة تأخذ هذه المشكلة على محمل الجد.

بحثت الدراسة في العزلة الاجتماعية من الناحية الموضوعية والذاتية على حد سواء، وهذا يعني أنها لم تميز بين العزلة الطوعية (مثل الأشخاص الذين يفضلون العيش وحدهم أو يتمتعون بوقتهم لوحدهم) والعزلة الغير طوعية (مثل الأشخاص الذين يصفون نفسهم بأنهم وحيدين)، ووجد الباحثون أن أولئك الذين يعيشون لوحدهم، والذين لديهم شبكة اتصالات اجتماعية ضعيفة، يكونون في خطر أكبر للتعرض للوفاة في وقت مبكر من حياتهم، وخصوصاً بالنسبة لأولئك الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

 تبعاً لمؤلفي الدراسة، فإنه في ضوء الأدلة المتزايدة التي تشير إلى أن العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة تتزايد في المجتمع، فإنه يبدو من الحكمة أن تقوم منظمة الصحة العامة بإضافة العزلة الاجتماعية والوحدة إلى قوائم اهتماماتها، حيث أنها بذلك يمكن أن تمنح العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة اعتراف أكبر من قبل المجتمع.

يقول المؤلف المشارك (تيم سميث) معلقاً على النتائج، أن ما توصلت إليه التقديرات هو ليس فقط أعلى معدل مسجل للوحدة بين الأشخاص في هذا القرن، بل أيضاً أعلى معدلات سجلت على الإطلاق على هذا الكوكب، وإذا ما استمرت هذه المعدلات بالارتفاع على هذا النحو، فإنه من المتوقع أن يصبح هناك وباء في المستقبل يدعى بوباء الوحدة.

وجدت الدراسة أيضاً أن الدول الغنية كان لديها أعلى معدلات من الأشخاص الذين يعيشون وحدهم، ومن المتوقع أن تزداد تلك المعدلات، فقد أصبح هناك العديد من الأشياء المسلية التي تشجع على اتباع أنماط حياتية التي تميل إلى العزلة، فمع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعملون من منازلهم، والانغماس المتزايد في مشاهدة التلفزيون أو الإدمان على الأجهزة الإلكترونية، أصبح من السهل جداً أن يكون الإنسان وحيداً، حتى وإذا لم تكن لديه النية في ذلك، فوسائل الراحة الحديثة مثل إمكانية إحضار أي شيء نريده إلى متناول أيدينا يجعل الكثير من الأشخاص يكتفون بالجلوس في منازلهم وعدم مغادرتها أبداً.

وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن هناك دراسة أخرى أجريت في عام 2013 كانت قد وجدت نتائج مماثلة، وقد شارك في هذه الدراسة ما يقارب من 6,500 رجل وإمرأة من كبار السن في انكلترا، وتم نشرها في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم، وأظهر الباحثون من خلالها أن أولئك الذين يعيشون في عزلة اجتماعية يكونون أكثر عرضة للوفاة قبل أوانهم.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير