الصحة الجيدة

ممارسة رياضة الجري تجعنا أكثر ذكاءًا

أصبحت حقيقة أن ممارسة أي تمرين رياضي ( رياضة الجري على سبيل المثال ) من أي نوع تجعلك أكثر ذكاءًا حقيقة علمية مثبتة، فإذا أخذنا توأمين متماثلين وجعلنا أحدهما يمارس التمارين الرياضية، في حين طلبنا من الآخر أن يستلقي وحسب، فإن التوأم الذي يمارس الرياضة سيظهر تحسناً معرفياً أكبر من التوأم الآخر.

ولكن دعونا نقول بأن هذه الحقيقة المدعومة بالأبحاث العلمية قد دفعتكم للبدأ بمماسة التمارين الرياضية، فما هو التمرين الأفضل الذي يجب أن تبدأ باتباعه؟ تبعاً لدراسة جديدة، فإذا كنت تسعى لنيل أكبر فائدة ممكنة لتحسين صحة دماغك، فيجب عليك أن تفكر جدياً بالجري.

يمكن للجري أن يشكل تحدياً عقلياً أكبر مما يبدو عليه:

بالنسبة لمراقب خارجي، فإن وضع قدم أمام الأخرى مراراً وتكراراً لأميال لا تعد ولا تحصى قد لا يبدو بالأمر المرهق عقلياً، ولكن وفقاً للدراسة الجديدة تم خلالها إجراء مسح دماغي من قبل جامعة ولاية أريزونا، فإن الجري يتطلب الكثير من قوة الدماغية بشكل أكبر مما قد يبدو عليه الأمر.

خلال الدراسة، قام فريق العلماء باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لمسح أدمغة 11 شخصاً من الذين يمارسون العدو بشكل منتظم، و 11 شخصاً من الذين زعموا بأنهم لم يمارسوا الرياضة على الإطلاق في العام الماضي، وقد لاحظ الفريق اختلافات كبيرة بين الذين يمارسون الجري وغير الرياضيين.

بحسب الباحثين فقد اتضح بأن أدمغة العدائين أظهرت عدداً من الوصلات المختلفة عن تلك الموجودة في أدمغة الأشخاص غير الرياضيين، وهذه الوصلات شملت المناطق الدماغية التي تساهم في عمليات التفكير العالية المستوى.

أشار العلماء أيضاً إلى أن تواجد الوصلات دماغية كان أكبر بين المناطق الدماغية التي تختص بالذاكرة وتعدد المهام والانتباه واتخاذ القرارات ومعالجة المعلومات الحسية البصرية وغيرها من المعلومات الحسية لدى العدائين، وذلك مقارنة بالأشخاص غير النشطين، كما كان عدد الوصلات في الأقسام التي ترتبط بعدم التركيز أقل عدداً بشكل ملحوظ.

ماذا يعني كل هذا؟

يبدو بأن العدو يتطلب مجهودًا من الدماغ مساوياً للمجهود الذي يتطلبه من الساقين والقلب.

تبعاً لـ(جين الكسندر)، الذي شارك في قيادة الدراسة، فإن هذا يشير إلى أن الجري قد لا يكون مجرد نشاط بسيط بعد كل شيء، فهو يتطلب مهارات ملاحية معقدة، بالإضافة إلى القدرة على التخطيط والرصد والاستجابة للبيئة، وأيضاً التواصل مع جميع الأنشطة الحركية المتتابعة التي يتطلبها الجري، والتي تعتبر معقدة جداً بحد ذاتها.

إن القدرة على إدارة كل ما سبق تعني بأن الجري هو تدريب لعقلك أيضاً، وبأنه يمكن يجعلك أكثر ذكاء بطرق يمكن أن تفيدك خارج نطاق الجري.

بعض المحاذير:

تعتبر هذه دراسة صغيرة نسبياً، لذلك فقد لا يمكنها أن تثبت أي صلة بين الذكاء والجري بشكل قاطع، كما أن هناك حاجة أيضاً لإجراء المزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كانت رياضيات التحمل الأخرى مثل ركوب الدراجات، يمكن أن تقدم الفوائد الدماغية نفسها، فقد تكون الأنواع أخرى من التمارين أكثر فائدة –حيث أظهرت دراسات أخرى، على سبيل المثال، بأن رفع الأثقال يمكن أن يبطئ من التدهور الإدراكي لدى البالغين الكبار.

لكن في النهاية، فإن هذه النتائج على الأقل تشير إلى أنه، إذا كانت إحدى أولوياتك من ممارسة التمارين الرياضية مساعدة دماغك كي يعمل بأفضل طريقة ممكنة، فإن العدو يمكن أن يوفر لك هذه الميزة، وبالإضافة إلى ذلك، فقد أكدت الأبحاث القائمة على التقارير الذاتي الصادرة عن العدائين بأن الركض يساعدهم حقاً على تصفية أذهانهم، وفتح المجال للأفكار المبدعة.

 

شارك
نشر المقال:
Diana