التصنيفات: متفرقات

التفسير العلمي لوجه الضحك المبكي

في يوم الاثنين المصادف لـ16 كانون الأول، أصدر قاموس أكسفورد كلمة – أو فلنقل الشعور – العام، وهو رمز تعبيري متناقض دائماً ما يتم وضعه هنا وهناك في المحادثات النصية، يظهر وجهاً مبتسم مع دموع تتدفق على جانبيه، ويعني شيء مماثلاً للتعبير عن “دموع الفرح” أو “يضحك لدرجة البكاء.”

من ناحية، من المضحك والغريب حقاً اختيار رمز تعبيري ليكون “كلمة” السنة، ولكن من ناحية أخرى، ليس هناك في الحقيقة كلمة إنجليزية تعبر عن العاطفية المتناقضة التي يصفها هذا الرمز التعبيري الصغير، فهذا الرمز يجمع ما بين الضحك والبكاء، وكأنك ترى شيئاً شديد الروعة لدرجة أن دموعك تنهمر وأنت تضحك لرؤيته.

كما يتضح، فإن هناك العديد من الأسباب التطورية التي كونت لدينا هذه المشاعر المتعارضة، والتي يدعوها علماء النفس بـ”التعبيرات ثنائية الشكل”، ففي بحث نشر في وقت سابق من العام الماضي في مجلة (Psychological Science)، بحثت (أوريانا أراغون) من قسم علم النفس في جامعة ييل في مفارقة “العدوان اللطيف”، بالسبب الذي يجعل الأشخاص يشعرون بشعور غامر تجاه شيء ما لدرجة أنهم يعبرون عن رغبتهم في تناول ذلك هذا الشيء الصغير الطري.

إن تفسير ذلك تبعاً لـ(أراغون)، يشابه السبب الذي يجعل الأشخاص يبكون من فرط السعادة، كما يحدث عند عودة الجنود إلى منازلهم أو عندما تقف العروس على المذبح، فهذا الأمر يعتبر كإشارة من الشخص إلى من حوله بأنه يشعر بالعاطفة الشديدة، وبأنه يحتاج إلى المواساة، فعلى الرغم من أن شيئاً عظيماً قد حدث للتو، فإن ما يقوله للأشخاص الآخرين هو أنه بحاجة إلى شخص ما لمواساته، فالبكاء عند الشعور بالسعادة الغامرة يحفز سلوك المواساة.

أما السبب الثاني الذي يجعل الأشخاص يظهرون هذه التعبيرات ثنائية الشكل، هو أنهم يحاولون اختبار مشاعرهم، حيث تبين بحوث (أراغون) بأننا عندما نحس بشعور السعادة الغامرة التي تنتهي بذرف الدموع، فإن ما نحاول فعله في الحقيقة هو موازنة عواطفنا، ومحاولة تهدئة حالتنا النفسية لتعود كما كانت، لهذا السبب، فعندما ترى أشخاصاً يبكون من فرط السعادة، فإن هذا عادة ما يكون طريقتهم السريعة للعودة نحو الحياة الطبيعية.

ما يثير الفضول في بحث (أراغون) هو أن الأشخاص الذين يميلون للبكاء عندما يكونون سعداء، يكونون أيضاً من الأشخاص الذين يحبون قرص خدي الطفل بقوة أو يقومون بالقهقهة بطريقة غير لائقة خلال تبادل الأحاديث المتوترة، أما بالنسبة لبقية الأشخاص الذين لا يبكون في الأعراس أو الولادات، فإنهم ببساطة يكونون من الأشخاص الذين لا يمكنهم الوصول إلى تلك المشاعر، أو لا يعبرون عنها، وهذا لا يهم طالما أنه بإمكانهم معالجة عواطفهم بالشكل الصحيح في النهاية، فتبعاً لـ(أراغون)، بالنسبة لأولئك الذين لا يبكون عند شعورهم بالسعادة، فإن استخدام الرموز التعبيرية ستفي بالغرض لديهم.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير