التصنيفات: الصحة الجيدة

التأثيرات الجانبية لكريمات حب الشباب

تبعاً لدراسة جديدة أجريت حول حالة مرضية، فإن دواء (Aczone) المستخدم لعلاج حب الشباب قد يكون مرتبط بالإصابة باضطرابات نادرة في الدم لدى بعض الأشخاص، حيث أشارت فتاة تبلغ من العمر 19 سنة أنه بعد استخدمها للـ (Aczone) – وهو الشكل الهلامي (مرهم) من دواء الدابسون- لمدة أسبوع بدأت تتطور لديها حالة خطيرة تسمى ميتهيموغلوبينية الدم، وقد تم نقلها على أثر ذلك إلى غرفة الطوارئ بعد أن بدأت تعاني من صداع وضيق في التنفس، وتحولت شفتاها وأصابعها إلى اللون الأزرق، مما وضع الأطباء في حيرة من أمرهم في بادئ الأمر.

على الرغم من أنها كانت تقوم بوضع كمية من دواء الـ (Aczone) تعادل “حجم حبة البازلاء” على بشرتها مرتين يومياً ولمدة سبعة أيام قبل دخولها إلى قسم الرعاية، إلّا أنها لم تذكر ذلك عندما سئلت عما إذا كانت تستخدم أي نوع من الأدوية.

أشار الدكتور (جريج سوارتزينتوبر)، وهو زميل في علم السموم الطبية في المركز الطبي في جامعة بيتسبرغ، إلى أن الأطباء بحثوا في كافة الأدوية والمكملات العشبية التي كانت تأخذها المريضة، إلّا أنهم لم يستطيعوا التوصل إلى السبب الذي جعل حالتها تتطور بهذا الشكل، وذلك حتى بعد إجراء المقابلات معها ومع أسرتها، حيث لم يقم أحد بذكر اسم (Aczone) أبداً.

أضاف الدكتور (سوارتزينتوبر)، أن الفتاة لم تكن مدركة أن هناك بعض الأدوية الموضعية التي يمكن أن يكون لها آثار سلبية على أنظمة الجسم، كما أنها لم تدرك أهمية إخبار طبيبها عن كل الأدوية التي تستعملها، بما في ذلك الأدوية ذات الاستخدام الموضعي.

أشار معدو الدراسة إلى أن الأبحاث السابقة كانت قد أظهرت أن حبوب دواء الدابسون يمكن أن تؤدي في حالات نادرة جداً  إلى الإصابة بميتهيموغلوبينية الدم، وهو عبارة عن إنتاج غير طبيعي لبروتين خلايا الدم الحمراء الذي يقوم بتوفير الأكسجين في جميع أنحاء الجسم، إلّا أن هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها هذه العوارض عند استخدام الـ (Aczone) وهو كما ذكر سابقاً الشكل الهلامي للدابسون.

حبوب الدابسون التي يتم استخدامها أيضاً لعلاج الجذام، متاحة منذ عدة عقود، وقد تمت الموافقة على الشكل الموضعي من هذا الدواء الـ (Aczone) والذي يحتوي على المادة الفعالة بنسبة 5 % من قبل إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية في عام 2005.

يشير الدكتور (داريل ريجل)، وهو أستاذ في طب الأمراض الجلدية السريرية في المركز الطبي لجامعة نيويورك في مدينة نيويورك، إلى أن هذا الدواء الفعّال يمكن استعماله كخط علاج أولي أو ثانوي لحالة حب الشباب، وقد وجد هذا النوع من الدواء قبل الحرب العالمية الثانية، ومنذ ذلك الوقت استطاع إثبات فعاليته، وبالتالي فإن أي دواء مشتق منه يمكن تطبيقه موضعياً على الجلد سيكون أكثر دقة واستهدافاً للمشكلة من الحبوب التي يتم تناولها فموياً، وهذا يجب أن يكون أمراً جيداً، إلّا أن المشكلة مع هذا الدواء هي أنه بجميع حالته (حبوب أو مرهم) يمكن أن يسبب رد فعل خطير لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من خلل جيني نادر يجعل من المستحيل على أجهزتهم الداخلية بأن تقوم بعملية الاستقلاب بالشكل الصحيح حيث تبدأ خلايا الدم لديهم بالإنفجار.

يضيف (ريجل) بأن انتشار هذه الحالة يعتبر أمراً نادراً جداً، فهو يؤثر ربما على أقل من 1٪ من السكان، ولكن أولئك الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطراب يمكن أن ينتهي بهم المطاف للإصابة بمشاكل خطيرة جداً، وهذا يضع على عاتق طبيب الأمراض الجلدية الذي سيصف الـ (Aczone) لمرضاه مسؤولية فحصهم لمعرفة إذا ما كانوا يعانون من هذه المشكلة، كما يجب على المرضى أن لا ينسوا ذكر الأدوية ذات الاستعمال الموضعي التي يستخدمونها عندما يطلب منهم إعطاء تفصيل عن تاريخهم الدوائي.

لم يتمكن الأطباء من معرفة السبب الحقيقي لحالة الفتاة حتى جاءت نتائج اختبار البول، وعندها لاحظ الأطباء مؤشراً لوجود الدابسون فيه، وهذا يبين بأن الجلد يمكن أن يمتص الأدوية الموضعية، مما يمكن أن يسبب ردود فعل خطيرة.

تمت معالجة الفتاة بنجاح وأخرجت من المستشفى بعد يومين من دخولها.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير