يمكن أن تسبب إضطرابات الطعام العديد من المشاكل التي لا تحمد عقباها، لذلك يعد التشخيص المبكر من الأمور البالغة الأهمية، فمن بين كل 10 أشخاص مصابين بفقدان الشهية هناك واحد أو اثنين يموتون من الجوع أو من السكتات القلبية، أو جرّاء مضاعفات طبية أو نتيجة للانتحار، فهذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي بشكل عام إلى تعطيل النمو الجسدي والعاطفي عند المراهقين، كما يمكن أن تؤدي للإصابة بهشاشة العظام المبكرة، حيث تكون العظام في هذه الحالة ضعيفة وأكثر عرضة للكسر، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بالعقم، وزيادة مخاطر الإجهاض أو ولادة الأطفال بأوزان منخفضة، كما يمكن لفقدان الشهية أن يكون مميتاً خاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من السكري المعتمد على الأنسولين، في حال توقفن عن استخدام الانسولين أو استخدمنه بمعدلات منخفضة للسيطرة على أوزانهن، فعلى الرغم من أن العلاج بالأنسولين يمكن أن يسبب زيادة الوزن في بعض الأحيان، إلّا أن تغيير معيار جرعات الانسولين لانقاص الوزن يمكن أن يكون خطيراً جداً ومهدداً للحياة.
هناك العديد من الآثار الفيزيائية التي يمكن أن تصيب الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية، ومنها:
النساء المصابات بفقدان الشهية يعانين من خوفٍ شديد من زيادة الوزن، حيث يصبح الطعام وكتلة الجسم هاجسهن الوحيد، ومن المعروف عن النساء المصابات بفقدان الشهية، قيامهن بجمع وصفات الطعام وإعداد الوجبات للعائلة والأصدقاء، ولكنهن لا يتناولن أياً من الأطعمة التي يحضرنها بأنفسهن، وبدلاً عن ذلك فإنهم يسمحون لأجسادهن بالذوبان، حيث يعتبرن أن شعورهن بالجوع هو معيار لقدرتهن على ضبط أنفسهن، كما أنه من الشائع أن تترافق الإضطرابات الغذائية مع الاكتئاب والأرق.
غالباً ما يميل المصابين بفقدان الشهية لكتمان مشاعرهم عن الآخرين، ونادراً ما تصدر عنهم أفعال مخالفة للقانون حيث غالباً ما يتم وصفهم بأنهم جيدون أكثر مما ينبغي، حتى أنه من المحتمل أن يتم وصفهم بالكمال، فهم عادةً طلاب جيدين، ورياضيين ممتازين أيضاً، والجدير بالذكر أن مرض فقدان الشهية يعد أمراً شائعاً بين الراقصات والرياضيين الذين يمارسون رياضات تنافسية مثل الجمباز والتزلج على الجليد، حيث لا يعتمد النجاح فيها على الأداء الرياضي الجيد فحسب، بل على امتلاكهم لجسم متكامل أيضاً.
أعراض الإصابة بمرض بفقدان الشهية العصبي و مرض الشراهة المفرطة العصبي:
تشمل أعراض فقدان الشهية العصبي:
يقوم الأشخاص المصابين بمرض الشراهة باتباع نظام غذائي معين بهدف السيطرة على حالتهم العاطفية، حيث يصبح النهم وسيلة لتخفيف التوتر والقلق أو الاكتئاب، وفي المقابل يقوم هؤلاء الأشخاص بالتخلص من السعرات الحرارية بطرق مختلفة، وهذا يخفف من الشعور بالذنب الناتج عن الإفراط في تناول الطعام، والجدير بالذكر أن النساء المصابات بالشراهة المرضية عادة ما يكنّ أكثر تهوراً، وأكثر اجتماعيةً، وأقل تحكماً بأنفسهن من النساء اللواتي يعانين من مرض فقدان الشهية.
عادةً ما يكون تمييز المصابين بمرض الشراهة العصبية أكثر صعوبةً من تمييز المرضى المصابين بفقدان الشهية، حيث أن الأعراض تكون خفية في الأغلب، كما أن النساء المصابات بمرض الشراهة ليس بالضرورة أن يكنّ نحيفات، وعلى الرغم من هذا فإن أغلب المصابين بمرض الشراهة العصبية يعانون من التجويع الغذائي، لأنهم لا يحصلون على الفيتامينات والمعادن والمواد المغذية الأخرى التي يحتاجون إليها من الطعام.
تشمل أعراض الشره المرضي:
ومن الآثار الفيزيائية التي يمكن أن تصيب الأشخاص الذين يعانون من الشراهة المرضية:
عموماً فإن الشكل الخارجي للمصابين بالشره المرضي يكون أفضل مما هو عليه عند المصابين بمرض فقدان الشهية، فالنساء اللواتي يعانين من الشره المرضي يكنّ أقل عرضةً لدخول المستشفى، على الرغم من أن 20 % من النساء يستمرون بالمعاناة من أعراض هذا المرض حتى بعد مرور 10 سنوات على تخلصهم منه.
تتضمن أعراض التناول الشره للأطعمة ما يلي:
العواقب الطبية التي قد تنتج عن التناول الشره للطعام هي:
هناك العديد من الفحوصات التي يمكن اجراؤها لتقييم احتمال إصابة الأشخاص باضطراب في الغذاء:
– التحقق من توازن الإلكتروليت: وذلك للتحقق من إصابة الشخص بالجفاف وسوء التغذية نتيجة للتقيؤ الذاتي، أو نتيجة لاستخدام الملينات ومدرات البول بطريقة مسرفة، فالشوارد هي مزيج معين من المعادن التي يحتاجها الجسم للحفاظ على التوازن بشكل صحيح، كما أن الأعراض الشائعة لعدم توازن الشوارد تتمثل بحدوث تشنجات في الساقين، وخفقان في القلب، وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم وتورم في الساقين والقدمين، كما يمكن أن يؤدي عدم توازن الإلكتروليت أيضاً للإصابة بالفشل الكلوي والنوبات القلبية والموت.
– إجراء الفحوصات لمعرفة كمية فيتامين B12 وحامض الفوليك في الدم: حيث أن نسبة حمض الفوليك وفيتامينات (ب) تلعب دوراً هاماً في بداية الإصابة بالاكتئاب والقلق، فنقص حمض الفوليك وفيتامين B12 يمكن أن يؤدي أو أن يكون سبباً في حدوث مشاكل في عملية التمثيل الغذائي للبروتين والكربوهيدرات والدهون، كما أن هذا النقص يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية.
– قياس مستوى السكر في الدم: وهذا الفحص قادر على تحديد نقص السكر في الدم ومعرفة إن كان الشخص مصاباً بمرض السكري، حيث يمكن أن يكون السكري نتيجةً لحدوث جفاف أو سوء في التغذية.
– اجراء اختبارات على وظائف الكبد: وهذه الاختبارات يمكن أن تساعد على تحديد إصابات المرارة وأمراض الكبد.
– قياس مستوى الكولسترول في الدم: حيث أن التناول الشره للأطعمة يمكن أن يؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم.
– اجراء اختبارات على وظائف الغدة الدرقية: وذلك لاستبعاد أي مشاكل محتملة في الغدة الدرقية، والتي يمكن أن تؤثر على الوزن.
– إجراء تحاليل بولية: ويساعد هذا التحليل على تقييم وظائف الكلى بدقى، إضافةً لقياس مستويات السكر في البول ومستويات الكيتون وكذلك يساعد على تشخيص اضطرابات المسالك البولية، والجدير بالذكر أن الكيتونات يمكن أن تتراكم في الدم بسرعة عندما يتم حرمان الجسم من المواد الغذائية، وهي دليل على أن الجسم يقوم بحرق الدهون الخاصة به للحصول على الطاقة التي تلزمة، كما أن تراكم الكيتونات في الدم يمكن أن يؤدي إلى تشكل الحماض الكيتوني، الذي يمكن أن يسبب الغيبوبة والموت.
كل هذه الفحوصات بالإضافة لأخذ قراءات دورية عن ضغط الدم، وفحص كثافة العظام ورسم القلب، يمكن أن تساعد على تحديد الأشخاص المصابين بالإضطرابات الغذائية.