التصنيفات: غير مصنف

اكتشاف علاقة بين جينات سرطان الثدي وسرطان الغدة اللعابية

يعد مرض السرطان هو مرض العصر الحالي، كونه المرض الأكثر شيوعاً وانتشاراً وخطورة في كافة أنحاء العالم، والسرطان هو عبارة عن مجموعة من الأمراض تصيب الخلايا، وتجعلها أكثر عدائية تجاه الخلايا السليمة، حيث تقوم الخلايا المصابة بالانقسام والنمو اللامحدود، وتعمل بعدها على مهاجمة الأنسجة المجاورة وتدميرها، ويصيب السرطان الانسان في جميع مراحله العمرية (حتى في مرحلة الجنين)، ولكنه أكثر شيوعاً عند التقدم في العمر، يمكن أن يصيب السرطان أي منطقة من مناطق الجسم البشري، حيث يتم تصنيف كل نوع من السرطانات حسب النسيج الذي ينشأ منه السرطان (مكان السرطان) وأقرب خلية سليمة مشابهة للخلية السرطانية (هيستولوجية السرطان).

يمكن تصنيف السرطانات أيضاً بحسب انتشارها، حيث يعد سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً لدى النساء (36% من الحالات)، ويعد سرطان المثانة هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين الرجال (15% من الحالات).

يعد سرطان الغدد اللعابية من أقل أنواع السرطانات انتشاراً (2% من الحالات)، وهو سرطان يتكون في أنسجة الغدد اللعابية، حيث تقسم الغدد اللعابية إلى رئيسية وثانوية، وتشمل الغدد اللعابية الرئيسية الغدة النكافية, الغدة تحت الفك السفلي، والغدة تحت اللسان، أما الغدد الثانوية فتشمل الغدد الصغيرة الموجودة في جميع أنحاء الفك والأنف و تجويف الفم، والعارض الأكثر شيوعاً لسرطان الغدة اللعابية هو تورم بدون ألم في الغدة المتضررة، وقد يكون أحياناً مصحوبا بشلل في العصب الوجهي .

من المعروف طبياً أن النساء اللواتي يرثن طفرات في جيني  (BRCA1) و (BRCA2)ـ تكون مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي والمبيض أعلى من النساء اللواتي لا يعانين من هذه الطفرة، أما الرجال الذين ورثوا هذه الطفرات، فهم معرضون لخطر الاصابة بسرطان الثدي، فضلاً عن أن هذين الجينين يرتبطان أيضاً بسرطان البروستاتا والبنكرياس وسرطانات أخرى.

أشارت دراسات حديثة أن الأشخاص الذين يحملون طفرات في الجينات المرتبطة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، يزداد خطر إصابتهم بسرطان الغدد اللعابية، على الرغم من أن سرطان الغدة اللعابية هو أمر نادر الحدوث، ولكن هذه الدراسات تشير إلى أن سرطان الغدد اللعابية يحدث أكثر بـ 17 مرة لدى الأشخاص الذين ورثوا طفرات جينية تسمى (BRCA1) و (BRCA2).

ما زالت النتائج التي جاءت بها هذه الدراسات نتائج أولية، والموضوع بحاجة إلى مزيد من الدراسة لتأكيد النتائج الأولية لهذه الدراسة، ولكن بجميع الأحوال فإن المرضى الذين تم تشخصيهم بوجود طفرة (BRCA)، والذين يعانون من تورم في الغدة اللعابية ينبغي عليهم تقييم هذا الورم في أقرب وقت ممكن، وبشكل عام فإن الأشخاص الذين يحملون طفرة (BRCA) يجب أن يعلموا أنهم بخطر، وعليهم دائماً فحص أنفسهم من احتمالات وجود أورام سرطانية.

إن النتيجة التي جاءت بها الأبحاث ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار عند الاستشارات الوراثية للعائلات التي تعاني من طفرات (BRCA1) أو (BRCA2)، كما يجب مراقبة تطور سرطان الغدة اللعابية لدى الأشخاص الذي يحملون طفرات (BRCA)، كما يجب أن تخضع أفراد أسرة المرضى الذين يعانون من سرطان الغدة اللعابية لتحاليل اختبار (BRCA).

كما سبق القول فإن سرطانات الغدد اللعابية نادرة بشكل عام، حيث لا يتجاوز معدل حصوله في الولايات المتحدة الثلاث حالات سنوياً لكل 100.000 شخص (أي بنسبة 0.003 بالمائة)، أما في الدراسة فقد تبين بعد التدقيق في قاعدة بيانات جينات (BRCA) المحتفظ بها في جمعية (OSUCCC)، أن ثلاثة من كل  5.754 شخصاً يحملون طفرات في جيني (BRCA1) أو (BRCA2)، مصابون بسرطان الغدة اللعابية ( أي بنسبة 0.052 بالمائة).

أخيراً، فإن هذه التحذيرات موجهة للأطباء بشكل عام، ولأطباء الأسنان بشكل خاص، حيث يفترض فيهم أن يدركوا أن الأشخاص الذين يحملون طفرات (BRCA)، يمكن أن يزداد خطر إصابتهم بسرطان الغدد اللعابية، ويجب التنويه إلى أن الغدد اللعابية لا تشمل فقط الغدد النكفية والغدد تحت الفك السفلي، بل إنها تشمل أيضاً الغدد اللعابية الصغيرة التي لا تعد ولا تحصى الموجودة داخل تجويف الفم.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير