التصنيفات: غير مصنف

استخدام فيتامين (D) لعلاج أعراض مرض التوحد

هناك مجموعة متزايدة من الأدلة التي تشير إلى أن فيتامين (D) يلعب دوراً هاماً في تنظيم هرمون السيروتونين، وهذا يعني أنه يمكن أن يعالج أعراض اضطراب طيف التوحد(ASD) ، فعلى سبيل المثال، قامت إحدى الدراسات بإعطاء فيتامين (D3) لمجموعة من الأطفال الذين يعانون من التوحد في تجربة مفتوحة، وكانت النتيجة أن 80% هؤلاء الأطفال أصبحوا في حالة أفضل – أي أن الأطفال أصبحوا أقل إفراطاً في النشاط، وأقل تعكراً في المزاج، كما أصبحوا أكثر استجابة وتوافقاً مع أسرهم.

وجدت الدراسات حتى الآن أن اضطراب طيف التوحد(ASD)  ناجم عن عوامل وراثية وبيئية على حد سواء، وبالنسبة للعامل الأخير، فيبدوا أن فيتامين (D3) أو ما يعرف بـ(cholecaliferol) يلعب دوراً هاماً في هذه الحالة، حيث أن التعرض لأشعة الشمس يجعل طليعة الهرمون (Prohormone) تتحرر في الجسم بشكل طبيعي، وفي ورقة بحثية نشرت في وقت سابق من قبل (باتريك) و(أميس) تبين أن هرمون فيتامين D (الكالسيتريول) ينشط عملية استنساخ الجين المولِّد للسيروتونين وهو هيدروكسيلاز التربتوفان 2 (TPH2)، وهذا يشير إلى أن هناك حاجة للحصول على مستوى معين من فيتامين (D) لإنتاج السيروتونين الكافي للجسم، والجدير بالذكر أن السيروتونين هو ناقل عصبي يُعتقد بأنه يؤثر على السلوك الاجتماعي.

قام الباحثون في مصر بوصف مكملات فيتامين (D) إلى 122 طفل من الأطفال المصابين بالتوحد تتراوح أعمارهم بين 3-9 سنوات، وذلك لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك قاموا بمقارنة حالة أولئك الأطفال مع مجموعة من الأطفال الذين ينتمون إلى المجموعة الضابطة، ولاحظوا أنه بمجرد أن تصل المكملات إلى الكبد، فإن الفيتامين (D3) يتحول إلى (25-هيدروكسي فيتامين D3)، وإنه بغض النظر عن الآثار الجانبية التي تضمنت حدوث طفح جلدي وحكة وإسهال، فإن 80% من الأطفال المشاركين في الدراسة أصبحت حالتهم أفضل، وأصبحت شدة أعراض الـ(ASD) لديهم أقل، وقد تم نشر النتائج في مجلة (Nutritional Neuroscience).

في مكان آخر، أفاد الأطباء في الصين أن العلاج بفيتامين (D) جعل أحد الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد يظهر تحسناً كبيراً، فبعد أن أظهرت اختبارات الدم أن مستوى الفيتامين (D) في دم أحد الأطفال كان أقل من الحد، قام الأطباء بإعطائه حقن شهرية من فيتامين (D) بالإضافة إلى إعطائه وصفه يومية تتضمن تناول مكملات الفيتامين (D) عن طريق الفم، وبعد شهرين، لاحظ الأطباء ارتفاع مستوى فيتامين (D) في دمه، بالإضافة إلى أن حالته شهدت تحسناً واضحاً تبعاً لذويه، حيث أنه توقف عن الدوران في دوائر مفرغة، كما أنه توقف عن ضرب رأسه، وأصبح قادراً على الاستجابة عند مناداته باسمه، واللعب بدماه والطلب من والديه بأن يحملاه بأيديهم.

أشار الدكتور (جون كانيل)، وهو مؤسس مجلس فيتامين (D) في الولايات المتحدة، وأحد المؤيدين لنتائج الدراسة التي قدمت في مصر، إنه من خلال تجاربه الشخصية في التعامل مع حوالي 100 طفل من الذين يعانون من مرض التوحد، فإن حوالي 25% منهم يستجيبون بشكل كبير وفوري تقريباً للجرعة العالية من فيتامين (D)، و50% منهم يستجيب بشكل كبير نوعاً ما، و25% لا يستجيبون على الإطلاق، ورغم عدم معرفته للسبب الكامن خلف هذا الاختلاف، ولكنه يأمل أن يتم إجراء تجارب عشوائية باستخدام جرعة عالية من فيتامين (D) في المستقبل لاكتشاف المزيد حول هذا الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن حالات الأطفال الذين يعانون من أعراض اضطرابات طيف التوحد (ASD) ازدادت بنسبة 30% في العامين الماضيين، وذلك وفقا لما ورد عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ولكن هذه النتائج قد لا تكون راجعة في الواقع لتزايد انتشار التوحد، لكنها قد تكون نتيجة لقلة التقارير التي أجراها الأطباء على الأعراض التي تندرج في إطار تشخيص الـ(ASD) في الماضي.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير