الصحة الجيدة

احذر أدوية الإنفلونزا قد تؤثر على صحة القلب

يعتبر شهر يناير موسم التعرض لنزلات البرد والانفلونزا والذي يدفع الكثير من الأشخاص نظرًا لزيادة حدة السعال والعطاس لاستخدام مضادات الالتهابات للمساعدة في مكافحة هذه الأعراض لكن مع ذلك، فإن جمعية القلب الأمريكية تحذر من كون لهذه الأدوية آثار جانبية غير مرغوب فيها على صحة القلب! خصوصًا أن استخدام الأدوية والعقاقير التي لا تتطلب وصفاتٍ طبية هي حل يتبعه أغلب الأشخاص كوسيلة لتخفيف الآلام والحُمى ومشاكل انسداد الأنف وغيرها من أعراض الانفلونزا الأخرى.

حيث تشمل هذه الأدوية بعض العقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) مثل الأيبوبروفين ، ومضادات الاحتقان مثل  السودوإيفيدرين (Pseudoephedrine) وفينيليفرين (Phenylephrine)

على الرغم من كون هذه الأدوية آمنة طالما أنها تُؤخذ وفقًا للجرعات الموصى بها لكن يحّذر أخصائيون من جمعية القلب الأمريكية (AHA) والعديد من المؤسسات الصحية الأخرى من كونها قد تعمل على تفاقم في أمراض القلب والأوعية الدموية خصوصًا لدى بعض الأشخاص المعرضين للخطر.

كما وتنصح د.ساندرا دي بالما من معهد (Pinnacle Health CardioVascular Institute) وهي أحد المتخصصين في جمعية القلب الأمريكية (AHA) و الكلية الأمريكية لصحة القلب وإدارة ارتفاع ضغط الدم (ACC) بأن ” الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع كبير في ضغط الدم أو أمراض القلب- الغير متحكم فيها- من تناول أدوية المضادات الحيوية التي تُأخذ عبر الفم. أما بالنسبة لعامة الناس أو أي شخص لديه مخاطر أقل لأمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن يتناولوا هذه الأدوية بتوجيه من طبيب مختص.

ازدياد مخاطر القلب والأوعية الدموية

وفقًا للمبادئ التوجيهية من جمعية القلب الامريكية والكلية الأمريكية لصحة القلب، يمكن لكل من مضادات الالتهاب غير الستيرودية  ومزيلات الاحتقان (Decongestants) العمل على زيادة ضغط الدم، حيث تعمل مزيلات الاحتقان على تقليص الأوعية الدموية في الموجودة في الأنف والذي يساعد على تقليل الالتهاب في تلك المنطقة.

كما أضافت المديرة المساعدة لأمراض القلب الوقائية في مركز جونز هوبكنز سيكارون للوقاية من أمراض القلب في مدينة بالتيمور د. إيرن ميكوس  أنه ” إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل قلبية فإن آخر ما تحتاج إليه هو تقليص الأوعية الدموية والذي بدوره قد يؤدي لتفاقم الحالة”.

وتوضح د.ميكوس أن الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من مستخدمي مزيلات الاحتقان هم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم الغير مُدار ( المتحكم به)، والأفراد الذين يعانون من نوبة قلبية أو سكتة دماغية. حيث تُظهر دراسات حديثة أن مضادات الالتهاب غير الستيرودية من الممكن أن تجعل الأشخاص أكثر عرضةً لأمراض القلب والأوعية الدموية!

إحدى هذه الدراسات كانت عبر مجلة (Journal of Infectious Diseases) حيث أجريت دراسة على مجموعة مكونة من 9,793 شخصًا تناولوا أدوية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي وانتهى بهم المطاف في المشفى إثر نوبة قلبية. حيث بلغ متوسط أعمار الأشخاص المشاركين 72 سنة، غالبيتهم أشخاص قد تعرضوا لأزمات قلبية سابقًا أو مصابون بضغط الدم أو السكري.

الوقاية أفضل علاج

وفقًا للدراسة فإن أولئك الذي قد تناولوا مضادات التهاب غير الستيرودية لعلاج التهابات الجهاز التنفسي كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات لإصابة بنوبة قلبية خلال أسبوع واحد مما كانوا عليه خلال نفس الفترة من العام السابق والتي لم يستخدموا فيها أي مضادات التهاب غير الستيرويدية.

كما تنصح د.ميكوس لتجنب التعرض لمثل هذه المخاطر باستخدام مضادات الالتهاب الغير السترويدية ومزيلات الاحتقان ما أمكن بشكل مقتصد عبر اختيار بديل أفضل مثل استخدام مضادات الهستامين وتجربة علاجات فعالة أقل خطورة.

وتضيف د.ميكوس أنه ” اذا اقتضت الحاجة لاستخدام أدوية التي لا تستلزم وصفة طبية فإنه يجب استخدامها بحذر خصوصًا اذا لاحظ الشخص ظهور أعراض مثل ارتفاع في ضغط الدم أو خفقان القلب والتي تستلزم تواصل سريع مع الطبيب المختص”

وأخيرًا ، فإن أفضل أسلوب لعلاج نزلات البرد والانفلونزا هو الوقاية، إلى جانب ذلك تشير جمعية القلب الأمريكية لضرورة الحصول على لقاح الانفلونزا مرة كل عام.