التصنيفات: غير مصنف

احتشاء العضلة القلبية

يمكن أن يؤدي انسداد شريان واحد إلى نوع قاتل من النوبات القلبية معروفة باسم (STEMI)، حيث قد تفلح الاستجابة السريعة لإزالة الانسداد بإنقاذ حياة المصاب، ولكن تشير الدراسات التي قامت بها كلية الطب في ديوك، بأنه في أكثر من نصف الحالات، يصاحب انسداد الشريان الأساسي انسداد شريان آخر أو أكثر، مما يثير تساؤلات حول الإجراءات الإضافية التي يجب اتخاذها لمواجهة هذه الحالات.

تضمنت الدراسة التي قام بها باحثون جامعة ديوك وزملائهم، والتي نشرت بتاريخ 19 نوفمبر 2014 في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، تحليلاً على مستوى واسع، بيّن هذا التحليل عدد المرات التي تحدث فيها الانسدادت الثانوية في الشرايين والتي تصاحب الانسداد الذي أدى لحدوث النوبة القلبية، وطرحت الدراسة الأدلة التي تؤكد أن هذه الانسدادات الثانوية تؤدي نتائج أسوء من نتائج النوبة القلبية.

تفتح النتائج التي جاءت بها الدراسة الباب أمام الدراسات القادمة، لتحديد الإجراء الصحيح الذي ينبغي اتخاذه، والدراسات القادمة يحب أن تجيب على عدة تساؤلات، أهمها هل يجب فتح جميع الشرايين المسدودة، حين إجراء العملية الأساسية، أم في غضون أيام أو أسابيع قليلة منها، وهل يجب أن يصبح هذا الإجراء اعتيادياً عند القيام بعمليات القلب.

ويقول كبير معدي الدراسة الدكتور (مانيش باتيل) مدير جراحة القلب ومختبرات قسطرة القلب في كلية الطب بجامعة ديوك، بأن حالة انسداد الشرايين الثانوية هي مشكلة شائعة، ولكن لم يتم تسليط الضوء عليها لأنه لم يتم فهمها بشكل صحيح، حيث تشير نتائج الدراسة التي تمت على 28.000 مريضاً، بأن نصف هؤلاء يوجد لديهم انسداد في شريان إضافي واحد على الأقل، وحوالي 19% لديهم انسداد في ثلاثة شرايين .

قامت الدراسة بتحليل ثمانية تجارب سريرية دولية كبرى، تمت على مرضى يعانون من احتشاء في العضلة القلبية ناتج عن ارتفاع في مقطع (ST) (وهو ما يسمى بالنوبة القلبية من نوع STEMI)، حيث قام الباحثون بتحليل تخطيط قلب المرضى لقياس عدد الانسدادات الإضافية في الشرايين الأخرى للقلب، وتبين أن 52.8% من المرضى كانوا يعانون من انسداد في شريان واحد أو أكثر من الشرايين الإضافية.

علاوة على ما تقدم، فقد وجد فريق البحث أن انسداد الشرايين الإضافية يرتبط بزيادة معدل الوفيات، حيث ارتفع معدل الوفيات لدى المرضى الذين يعانون من انسداد أكثر من شريان بنسبة 3.3% في غضون 30 يوماً من حصول النوبة القلبية، مقارنة بمعدل الوفيات يبلغ 1.9% بين المرضى الذين يعانون من انسداد شريان واحد فقط.

ويشير (باتيل) بأن أطباء القلب يعتقدون بأنه من الخطير معالجة الانسدادات الثانوية في ذات الوقت الذي تتم به معالجة الشريان الذي سبب الأزمة القلبية، ويعلل الأطباء هذا الاعتقاد بأنه من الخطأ معالجة الانسدادات الثانوية في الوقت الذي يتماثل به المريض للشفاء من النوبة القلبية، كون هذا الإجراء قد يؤدي إلى تلف القلب، ولكن بشكل عام فإنه لا يوجد فكرة جيدة لدى الأطباء عن المخاطر أو الفوائد المحتملة التي قد تنجم عن معالجة الانسدادات الثانوية بذات وقت معالجة الشريان الذي سبب الأزمة القلبية.

أخيراً، فإن الدراسة أظهرت أن الانسدادات الإضافية هي حالة شائعة، وأن المرضى الذين يعانون منها تكون حالتهم خطرة، ولكن هذه الدراسة تحتاج إلى دراسات إضافية لتأكيد النتائج التي وصلت إليها، ومن ثم تحديد الوقت المناسب لعلاج الشرايين المسدودة، بدون أن يشكل ذلك خطراً على حياة المرضى .

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير