أخبار العلوم

أول أطلس الطاقة الشمسية في قطر … توجه نحو الطاقة المتجددة في بلاد النفط والغاز

أصدر معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، مؤخرًا، أول أطلس للطاقة الشمسية في قطر، وهي أداة تحدد كمية موارد الطاقة الشمسية في البلاد وتوزيعها الجغرافي كخطوة أولى على طريق تسريع استخدام المزيد من هذه الموارد في جميع أنحاء البلاد.

ويهدف أطلس الطاقة الشمسية، الذي يأتي تتويجًا للعمل البحثي الذي أجراه مركز الطاقة التابع للمعهد على مدار السنوات الخمس الماضية، إلى دعم تطوير السياسات الوطنية التقدمية بشأن الطاقة المستدامة التي تعتمد على الموارد الشمسية. كما يهدف إلى تحديد الاستثمارات والأسواق الجديدة المربحة لتعزيز عملية توفير الوظائف “الصديقة للبيئة” ومنظومة للابتكار التكنولوجي.

وبذلك، سيساهم أطلس الطاقة الشمسية في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف وغايات أجندة التنمية المستدامة العالمية لعام 2030. وسيمثل الأطلس أداة مهمة لبناء مستقبل مرن ومزدهر ومستدام تتمتع فيه الطاقة المتجددة بمعدل استخدام كبير في شبكة الطاقة بدولة قطر، بطريقة موثوقة وفعالة للأعمال.

ويتضمن أطلس الطاقة الشمسية الشامل كمية هائلة من البيانات المتراكمة بدقة زمانية ومكانية فائقة، وخوارزميات متطورة لمعالجتها وتحويلها إلى أداة قوية للجهات المعنية في مجال الطاقة داخل دولة قطر وخارجها. ويتطلب تحويل الطاقة الشمسية إلى ناقل للطاقة قابل للاستخدام مثل الكهرباء تقديرًا تفصيليًا ودقيقًا للموارد المتاحة للسماح لمثل هذا التحويل بأن يكون نشاطًا صناعيًا مجديًا من الناحية الاقتصادية والخيار المفضل لتوليد الكهرباء.

وأوضحت الدكتورة فيرونيكا بيرموديز، مدير أبحاث أول بمركز الطاقة التابع للمعهد، قائلةً: “يُحَسِن الفهم الدقيق لخصائص الطاقة الشمسية الإقليمية عمليات اتخاذ القرار لاختيار أفضل التقنيات والحلول المزمع استخدامها، بالإضافة إلى تحديد السياسات والاستثمارات المستهدفة.

وأضافت: “يعرض الأطلس نتائج تقييم الموارد الشمسية وأنشطة رسم الخرائط التي أُجريت في مركز الطاقة بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. ويستخدم الأطلس البيانات الإشعاعية الفعلية الحالية التي قورنت ببيانات الإشعاع الشمسي المتاحة المستمدة من صور الأقمار الصناعية من أجل إنشاء نموذج تم استخدامه بعد التحقق المناسب من صحة بيانات الأقمار الصناعية على النحو الأمثل للظروف المحلية السائدة في البلاد. وتقع قطر في قلب الحزام الشمسي العالمي وتتمتع بوفرة الطاقة الشمسية، وتعد الخريطة الشمسية الخطوة الأولى نحو تحسين استخدام هذه الموارد والقدرة على التنبؤ بإنتاج الكهرباء الحرارية أو الكهروضوئية.”

ويجمع أطلس الطاقة الشمسية بين استخدام النماذج، وخوارزميات التعلم الآلي، والبيانات لشرح منهجيات ونتائج الموارد الشمسية وتقييم إمكانات الطاقة الشمسية والتنبؤ بها. ويوثق الأطلس غموض بيانات الطاقة الشمسية والأرصاد الجوية، التي تعد عناصر أساسية في التقييم الفني والمالي لأنظمة تحويل الطاقة الشمسية وتوفر حلولاً لتقليل المخاطر المالية والتكنولوجية. ويكمن الهدف الرئيسي الآخر من إصدار هذا الأطلس في تحسين الوعي والمعرفة بالموارد الخاصة بتقنيات الطاقة الشمسية عبر إنتاج مجموعة بيانات وخرائط شاملة على مستوى البلاد بناءً على النماذج عالية الدقة التي طورها معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة. ويقيِّم الأطلس السمات المناخية الشمسية الرئيسية، والتباين الجغرافي والزمني لإمكانات الطاقة الشمسية في البلاد، مع توفير حلول للتنبؤ بإنتاج الطاقة الشمسية والطاقة.

وقال الدكتور مارك فيرميرش، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة: “نحن سعداء وفخورون بإطلاق أول أطلس للطاقة الشمسية في البلاد، حيث أن دافعنا كان يتمحور دائمًا حول مساعدة قطر في مواجهة التحديات الكبرى المرتبطة بالطاقة والبيئة. وقد بذل مركز الطاقة التابع للمعهد، برفقة مجموعة من باحثيه وعلمائه ومهندسيه الخبراء والمتمرسين، جهودًا مضنية باستخدام أحدث المرافق في المعهد مثل مرفق الاختبار في الهواء الطلق ومختبر الموثوقية الكهروضوئية، وشبكتنا المكونة من 15 محطة رصد للطاقة الشمسية في قطر لتطوير هذا الأطلس، الذي يُعدُ من مساهماتنا الملموسة لمبادرات الاستدامة في جامعة حمد بن خليفة ومؤسسة قطر.”

ويعمل معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة عبر مراكزه وبرامجه المختلفة على دعم قطر في معالجة المسائل المهمة المتعلقة بالطاقة والمياه والبيئة. للحصول على نسخة من أطلس الطاقة الشمسية في قطر، ننصح الجهات المعنية المهتمة بالتواصل مع المعهد عبر البريد الإلكتروني: qeeri-communic@hbku.edu.qa.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير