التصنيفات: متفرقات

eLoran : تقنية جديدة أقوى من القراصنة تهزم الـGPS

 

إذا لم تكن تعرف مكانك الآن بالضبط، فيمكنك تشغيل خاصية تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية التي تسمى بـ”جي بي اس” في هاتفك المحمول، لتقوم الأقمار الصناعية بتحديد مكانك بدقة فوراً، ويمكن أن يظهر تحت حالة الفيس بوك مثلاً إذا فعلت هذا الخيار، ولعلك لا تعلم أن تقنية GPS تستخدم فيما هو أكبر وأهم من ذلك بكثير، فقد انطلقت فكرة الأقمار الصناعية لهذا الهدف أول مرة سنة 1960، وكانت خاصة بالجيش الأمريكي فقط في البداية ليستطيع تحديد الأمكنة، لكنها عممت في 1995 لتغطي كامل مساحة سطح الأرض، وكانت حينها البداية الحقيقية لهذا النظام، ليصبح التكنولوجيا الأوسع انتشاراً في العالم لتحديد المواقع، ويستخدم في التطبيقات العسكرية والتطبيقات المدنية والتجارية، لكن المشكلة أنه أصبح  معروفاً جداً ما جعله معرضاً لهجمات القراصنة.

هذه الأيام، تجرب العسكرية الأمريكية نظام تحديد مواقع جديد يسمى “إي لوران eLoran”، نشأ أساساً في بريطانيا، وهو أصعب اختراقاً من تقنية GPS ، إشارات  الـGPS  أيضاً باهتة للغاية، ويسهل أن يربكها أحدهم بإشارة راديو أقوى منها، ما يجعل التشويش عليها ممكناً لأي شخص لديه جهاز مشوش على مستقبل الإشارات، فلا يجعله يلتقط معلومات المكان الصحيحة.

بعض المجرمين يقومون بقرصنة الـ GPS الخاص بالشاحنات ويشوشون إشاراتها وإشارات الراديو، فلا يستطيع السائق أن يعرف مكانه، ويعجز عن طلب النجدة، ليقع في مصيدتهم دون فكاك، في كوريا الجنوبية أيضاً أعلن مسئولون أن كوريا الشمالية تستخدم مشوشات الـ GPS  لكي تعيق مستقبلات الإشارات المدنية والعسكرية في البر والبحر، وقالت كوريا الجنوبية أن مثل هذه الحوادث المتفرقة قد تكون مقدمة لهجوم كبير.

كل هذه الثغرات دفعت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية وخفر السواحل كي يبدئوا في اختبار “إي لوران” الجديد، والذي يمكن السفن والطائرات من تحديد مكانها وسرعتها بواسطة استقبال موجات الراديو ذات التردد المنخفض المنقول عبر الأجهزة اللاسلكية على الشاطئ، وهي أكثر مقاومة من الـ GPS  للتشويش لأنها أقوى بمليون مرة، وهذا يعني أنه لكي تشوش إشارات “إي لوران” فعليك أن تمتلك جهاز تشويش أقوى منها، وهذا لن يتحقق لأنها تتطلب مشوشاً خارق القوة.

بريطانيا كانت أول دولة أطلقته، لتكون مؤسسة الملاحة العامة فيها الأولى في العالم التي تستخدم هذه التكنولوجيا في توصيل البضائع، وتقيم محطتين لهذه الخدمة، ولذلك فعندما تقوم الدولة باستخدام هذه التقنية “إي لوران”، فإن العدو لا يستطيع أن يشوش على إشاراتها إن حدثت الحرب مهما فعل.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير