بيئة ومناخ

6 خطوات مهمة يجب اتخاذها لإبطاء التغير المناخي

في الوقت الذي أجمع فيه العالم العلمي بأن الاحترار العالمي هو أمر حقيقي، وبأن الأفعال البشرية هي ما سببته، إلا أن إمكانية إبطاء تغير المناخ أو حتى عكسه هو الآن موضوع محتدم النقاش في الأوساط العلمية، حيث يقول بعض خبراء المناخ مثل (جاي ماكفرسون) بأن الانقراض البشري على المدى القريب سيكون أمر لا مفر منه نتيجة لذلك، في حين يعتقد علماء مناخ آخرون مثل (مايكل مان) بأنه لم يفت الأوان لإنقاذ الحضارة البشرية من الكارثة المناخية، ولكن ما هي الإجراءات التي سيكون علينا اتخاذها من أجل إعادة المناخ لحالته الآمنة والمستقرة؟ سيكون علينا القضاء على انبعاثات غازات الدفيئة في أقرب وقت ممكن، ولكن ذلك لن يكون كافياً لعكس ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث سيكون علينا أيضاً سحب غاز ثاني أكسيد الكربون الـ(CO2) الزائد من الغلاف الجوي عن طريق زيادة ماصات الكربون الطبيعية، وفيما يلي ست خطوات هامة يجب اتخاذها لإبطاء تغير المناخ.

  1. استعادة النظم الإيكولوجية

وفقاً لمنظمة (Biodiversity for a Livable Climate)، فإن التركيز على أن تخفيص انبعاثات الوقود الأحفوري هو الحل الأساسي لعكس تغير المناخ هو مضلل وغير مجد، حيث تشير المنظمة إلى أن تركيز الـ(CO2) في الغلاف الجوي قد تجاوز 400 جزء في المليون في القطب الجنوبي لأول مرة خلال أربعة ملايين سنة، ولن ينخفض دون القيام بزيادة آليات امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، واستعادة التربة والمراعي والأراضي الرطبة والغابات والنظم الإيكولوجية الساحلية والمحيطات يمكن أن يساهم في سحب مليارات الأطنان من الكربون من الغلاف الجوي وتبريده.

  1. ترويج الزراعة المتجددة

وفقاً للدكتور (راتان لال)، عالم التربة في جامعة ولاية أوهايو، يمكن لزيادة تبلغ 2% في محتوى الكربون في التربة على كوكب الأرض أن تعوض نسبة 100% من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتي تذهب إلى الغلاف الجوي، حيث تعتبر الزراعة الصناعية، أو الزراعة المصنعة، المساهم الرئيسي في ظاهرة الاحتباس الحراري، فقد ساهمت بانبعاث ستة مليارات طن من الغازات المسببة للاحتباس الحراري في عام 2011، أو حوالي 13% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وذلك وفقاً لمعهد الموارد العالمية، ولكن الانتقال من الزراعة المصنعة للزراعة الكربونية يمكن أن يلعب دوراً مهماً في عكس ظاهرة الاحتباس الحراري، فالإدارة العضوية للتربة يمكن أن تزيل الكربون من الغلاف الجوي وتخزن الكربون في المادة العضوية في التربة بأمان.

  1. الوصول إلى مرحلة تنعدم فيها انبعاثات غازات الاحتباس الحراري

ستلتزم العديد من البلدان والمدن والشركات والمنظمات في جميع أنحاء العالم بسياسة محايدة الكربون في العقود المقبلة، وقد حققت مدينة الفاتيكان بالفعل هذا الهدف عن طريق تركيب الألواح الشمسية، كما تجاوزت بوتان مرحلة محايدة الكربون بشكل لافت للنظر لتصبح سلبية الكربون، وتشمل الدول التي تعهدت بالالتزام بسياسة الحياد الكربوني كوستاريكا، أيسلندا، جزر المالديف، نيوزيلندا، النرويج، توفالو، السويد، والمقاطعة الكندية في كولومبيا البريطانية، كما أن قطاع النقل يتجه نحو تكنولوجيا خالية من الانبعاثات، حيث أن عصر السيارات الكهربائية التي يمكن شراؤها بأسعار معقولة على وشك أن يبدأ، والسفر الجوي يمكن أن يصبح أيضاً خالياً من الانبعاثات مع اقتراب رحلة العالم لطائرة (Solar Impulse 2) التي تعمل بالطاقة الشمسية من الانتهاء، مما يدل على أن الوصول إلى مستقبل خالٍ الانبعاثات ممكن في مجال الطيران أيضاً.

  1. الانتقال إلى استخدام مصادر الطاقة المتجددة 100٪

بالإضافة إلى التعهد بالقضاء على انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، تعمل العديد من الأماكن حول العالم على زيادة استخدامها لمصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهرومائية وطاقة الأمواج وطاقة المد والجزر والوقود الحيوي والكتلة الحيوية، وذلك لتحل محل الوقود الأحفوري الملوث نتيجة إنتاج النفط والفحم والغاز، كما أن مشروع (The Solutions Project)، الذي قام بإطلاقه (مارك جاكوبسون)، مدير برنامج الغلاف الجوي والطاقة في جامعة ستانفورد، يوضح كيف يمكن لجميع الولايات الـ50 في الولايات المتحدة أن تنتقل لاستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030 من خلال استخدام مزيج من طاقة الرياح والمياه والطاقة الشمسية، حالياً يقوم (جاكوبسون) بإجراء مسح يضم 139 بلداً انتقلت إلى الطاقة المتجددة والنظيفة في العالم، ومن الأماكن التي حققت بالفعل خطة استخدام 100% من الطاقة المتجددة هناك أسبن وبرلنغتون في الولايات المتحدة، وبلدان أيسلندا والنرويج ومقاطعة كيبيك الكندية، أما من المدن التي تتعهد بالتحول 100% لاستخدام الطاقة المتجددة فهناك سان دييغو، سان فرانسيسكو، فانكوفر، كوبنهاجن وميونيخ وسيدني.

  1. تحسين كفاءة الطاقة

الاستثمارات في كفاءة الطاقة تنطوي على إمكانات هائلة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، فوفقاً لتقرير سوق كفاءة الطاقة الصادر عن وكالة الطاقة الدولية لعام 2015، منع تحسن كفاءة استخدام الطاقة منذ عام 1990 صدور أكثر من 870 مليون طن من انبعاثات الكربون في عام 2014 و 10 مليار طن على مدى السنوات الـ 25 الماضية، وتقول وكالة الطاقة الدولية أن كفاءة استخدام الطاقة هي الأداة الأكثر فعالية للحد من انبعاثات الكربون في قطاع الطاقة، وهو ما يمثل أكثر من 40% من التخفيضات المطلوبة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 2 درجة مئوية، وتشمل الأمثلة على كفاءة استخدام الطاقة، استخدام إضاءة الـ(LED) والإضاءة الطبيعية، واستخدام التدفئة الشمسية السلبية وشواحن هواء توربو في السيارات والطائرات.

  1. التحول إلى الغذاء النباتي

تشير دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة أكسفورد وتم نشرها في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم بأن التحول إلى النظم الغذائية النباتية يمكن أن يخفض من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ذات الصلة بالأغذية بنسبة  63% بحلول عام 2050، كما أن التحول إلى الوجبات النباتية يمكن أن يقلل من انبعاثات الكربون بنسبة 70%، وحالياً، يعتبر النظام الغذائي مسؤولاً عن أكثر من ربع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث يشير التقرير الصادر مؤخراً عن مركز أبحاث تشاتام هاوس بأن تناول كميات أقل من اللحوم واعتماد الغذاء النباتي أمر بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف المناخية المنصوص عليها في اتفاقية باريس وتجنب ارتفاع درجات الحرارة الأرضية الخطيرة.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير