معلومة طبية

6 أشياء يجب أن تعلمها عن جهاز المناعة

قد لا يفكر معظمنا كثيراً بنظام مناعته إلى أن يصبح مضطراً لمحاربة فيروس مشاغب يود مهاجمته، ولكن الجهاز المناعي يقوم بعمل عظيم في مهاجمة الميكروبات السيئة في كل يوم، وتبعاً لـ(نيل شاشتر)، وهو طبيب متخصص في الأمراض الرئوية في كلية الطب في ماونت سيناي في مدينة نيويورك، يستمر الجهاز المناعي البشري بتأدية عمله ببراعة متناهية طالما أنك تقدم له الدعم الذي يحتاجه.

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها زيادة مناعة جسمك، من تناول التفاح لممارسة الجنس، وإليكم هنا بعض النصائح التي يمكنها مساعدتكم على البقاء في صحة جيدة حتى الربيع وما بعده.

النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية

من بين أكثر من 23.5 مليون أمريكي مصاب بأمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي، والصدفية)، نجد بأن أكثر من ثلاثة أرباع المصابين هم من النساء، والسبب وراء ذلك، بحسب اعتقاد العلماء واستناداً إلى أبحاثهم التي تم إجراؤها على الحيوانات، هو أن الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين هي المسؤولة عن ذلك، فبحسب (آبي أبيلسون)، وهي أخصائية في أمراض الروماتيزم في مستشفى كليفلاند، فإن الخلايا المناعية في الجسم تمتلك مستقبلات هرمونات جنسية ترتبط مع هرمون الاستروجين، وكما توضح، فإن هذا قد يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات التي تسبب في استثارة الجهاز المناعي، ومن جهة ثانية، فقد يكون من الممكن أيضاً خلف إصابة النساء بأمراض المناعة الذاتية بشكل أكبر من الرجال لأنهن يمتلكن عدداً أكبر من نوع من الخلايا البائية التي تصنع الأجسام المضادة الذاتية والتي تهاجم أنسجة الجسم نفسه.

الأمعاء ترتبط بالجهاز المناعي

في الواقع، فإن حوالي 70% من الخلايا التي تشكل الجهاز المناعي توجد في بطانة الجهاز الهضمي، وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص لا يدركون ذلك، إلّا أن الجهاز الهضمي هو أحد الطرق التي يمكنك من خلالها تخليص جسمك من السموم، وبحسب الدكتور (أنيش شيث)، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في المركز الطبي لجامعة برينستون، فإن أفضل التكتيكات للحفاظ على صحة كل من الجهاز المناعي والجهاز الهضمي بحالة جيدة هي تناول الطعام النظيف، وهو ما يعني تناول الأطعمة المنخفضة بالسكريات المصنعة والتي تحتوي على نسبة عالية من الألياف، مثل الحبوب الكاملة، فهذا سيساعد أيضاً على تعزيز صحة المكروبات الدقيقة التي توجد في الأمعاء عن طريق تشجيع نمو البكتيريا الصديقة، كما قد يكون من المفيد أن تتحدث مع طبيبك حول تناول البروبيوتيك، فهناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن سلالات معينة (مثل GG الملبنة) تعزز مناعة الجسم.

الجنس والتوتر والنوم جميعها تؤثر على دفاعات الجسم

الجنس: وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يمارسون الجنس لمرة أو مرتين أسبوعاً قد شهدوا زيادة في الغلوبيولين المناعي A بنسبة وصلت إلى 30%، مقارنة بأولئك الذين لم يمارسوه أو الذين يمارسونه بشكل أكثر تكراراً ، والجدير بالذكر أن الغلوبيولين المناعي A هو بروتين يوجد في الدم ويساعد على الدفاع عن الجسم ضد نزلات البرد.

الإجهاد: لا يجعلك الإجهاد أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات فقط ولكنه أيضاً يقلل من قدرة الجسم على التعامل مع الالتهابات، وهذا يجعلك تشعر بالمرض لفترة أطول، كما أنه عندما تكون مصاباً بالإجهاد المزمن، فإن جسمك يقلل من إنتاج الكورتيزول، وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الجهاز المناعي.

النوم: إن النوم لمدة تقل عن ست ساعات كل ليلة تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالمرض عند التعرض لفيروس البرد، فتبعاً للدكتور شاشتر، عند النوم يزداد عدد الخلايا التائية التي تقوم بمقاومة الفيروسات في مجرى الدم.

يمكن للعلاج المناعي أن يغير من مفهومنا لمرض السرطان

أظهرت التجارب السريرية على العلاجات المناعية فعاليتها في علاج أشكال من سرطان الجلد، وسرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الرئة، كما أنه قد تم اعتبارها بأنها أهم الاكتشافات في هذا المجال منذ العلاج الكيميائي، ولكن على عكس العلاجات الكيميائية، والتي تستخدم العقاقير لقتل الخلايا السرطانية، يسخّر العلاج المناعي الجهاز المناعي لدى الشخص نفسه لمحاربة المرض، وبحسب الدكتور (بادماني شارما) وهو أخصائي أورام في مركز أندرسون للسرطان في هيوستن، فإن الجهاز المناعي يمتلك مفتاح تشغيل وإيقاف، وبمجرد تشغيله، فإنه يجنّد خلايا معينة، مثل الخلايا التائية، للتعرف ومهاجمة الأشياء التي لا تنتمي إلى الجسم، مثل الخلايا السرطانية، ولكن عندما يتم إيقاف تشغيلها، فإنها لا تعود قادرة على قتل الخلايا السرطانية، وأحد أنواع العلاجات التي تعتبر واعدة في مجال العلاجات المناعية تدعى علاج الحاجز المناعي، وهذا العلاج يمنع الإشارات التي تؤدي إلى “إيقاف” عمل الخلايا المناعية مما يعطي الجسم المزيد من الوقت لبناء دفاعته الخاصة، ولكن للأسف، لا يمكن لجميع الأشخاص أن يستجيبوا لهذا النوع من العلاجات، كما أن الأبحاث التي يتم إجراؤها لمعرفة فعاليتها على الأنواع الأخرى من السرطان لا تزال في مراحلها الأولى، ولكن مع تطور العلاجات، فقد يقدم العلاج المناعي أملاً جديداً لـ1.6 مليون شخصاً يصابون بمرض السرطان في كل عام.

هناك وقت محدد من اليوم للحصول على لقاح الانفلونزا

نحن نعلم بأن لقاح الانفلونزا هو الطريقة الفضلى لحماية أنفسنا من فيروسات هذا المرض، ولكن قد ما لا يعرفه الجميع هو أن الوقت الأفضل للحصول على هذا اللقاح يكون في الصباح، حيث وجدت دراسة حديثة من المملكة المتحدة، بأن مستويات الأجسام المضادة لسلالتين من الانفلونزا بعد شهر من تلقي اللقاح، كانت أعلى بكثير في أجسام الأشخاص الذين تلقوا تطعيمهم ما بين الساعة الـ 09:00 و11:00 صباحاً، بالمقارنة مع الأشخاص الذين حصلوا على تطعيمهم ما بين الساعة الـ3:00 و5:00 مساءً، وهذا قد يكون راجعاً للدورة اليومية الطبيعية للخلايا المناعية، لذا، فإذا كنت تستطيع، توجه إلى العيادة في وقت مبكر من اليوم.

يمكن لبعض الأطعمة أن تساعد على تعزيز المناعة

هذه المأكولات التي تعزز المناعة ليست مجرد تفاصيل في حكايات الجدات، بل هي مدعومة بأبحاث صلبة:

الثوم: بينت دراسة تم إجراؤها في عام 2014 بأن الأشخاص الذين يتناولون مكملات الثوم لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر شهدوا انخفاضاً في نزلات البرد بالمقارنة مع أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً، كما وجدت دراسة أخرى بأن تناول كميات كبيرة من الثوم النيء أو المطبوخ يخفض من مخاطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 30 %.

التفاح: تعتبر هذه الفاكهة غنية بالألياف القابلة للذوبان، وهي المادة التي يبدو بأنها تحسن من المناعة، وذلك تبعاً لدراسة تم إجراؤها من قبل جامعة إلينوي، جيث وجد الباحثون أن الفئران التي تم إعطاؤها هذا النوع من الألياف انخفضت لديها نسبة المرض بمقدار النصف بالمقارنة مع الفئران التي لم تعطى أي شيء، كما أنها تعافت بشكل أسرع بـ50%.

حساء الدجاج: يحتوي حساء الدجاح على الكارنوزين، وهو مركب من الأحماض الأمينية التي تساعد الجسم على محاربة الانفلونزا في مراحلها المبكرة، وهذا تبعاً للدراسة التي نشرت في مجلة (American Journal of Therapeutics)، كما وقد أظهرت أبحاث أخرى أن هذا النوع من الأطعمة المطهوة في المنزل يمتلك تأثيراً خفيفاً مضاداً للالتهابات.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير