التصنيفات: متفرقات

5 مفاهيم خاطئة عن نظرية التطور

بالنظر لنجاحها الكبير في وصف العالم الطبيعي على مدى السنوات ال 150 الماضية، أسيء فهم نظرية التطور بشكل ملحوظ، ففي الحلقة الأخيرة من السلسلة الاسترالية “I’m a Celebrity Get Me Out of Here”، تساءل نجم الكريكيت السابق (شين وارن) “إذا كان البشر قد تطوروا من القردة، فلماذا لم تتطور القرود اليوم إلى بشر”؟

يبدو بأن (وارن) ليس الوحيد الذي يشكك بهذه النظرية، فالكثير غيره من الأشخاص يشككون بها، وذلك على الرغم من قبولها التام من قبل العلماء، ولكن على الرغم من أنه لم يتم حتى الآن العثور على إجابة واضحة، إلّا أن المفاهيم الخاطئة الشائعة المذكورة أدناه قد تكون السبب في ذلك:

  1. إنها مجرد نظرية

على الرغم من أن العلماء يطلقون عليها اسم “نظرية التطور”، ولكن هذا ليس سوى تقديراً لمكانتها العلمية المقبولة تماماً، وقد تم استخدام مصطلح “النظرية” في “نظرية التطور” بنفس الطريقة التي يستخدم فيها ضمن “نظرية الجاذبية” التي تفسر السبب الذي يجعل التفاحة تسقط من يدك إلى الأرض عندما تفلتها، حيث لا يوجد أي شك بأن التفاحة سوف تسقط على الأرض، وبنفس الطريقة لا يوجد أي شك في أن الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية ستستمر في التطور إذا لم نقلل من استخدام المضادات الحيوية.

على الرغم من أن الأشخاص يستخدمون مصطلح “نظرية” في محادثتهم اليومية، فإن هذا لا يعني بأنها فرضية لم يتم إثباتها بالضرورة، وهذا ليس ما هو عليه الحال في المصطلحات العلمية، فالنظرية العلمية تعني عادة شرح بأدلة جيدة لبعض جوانب العالم الطبيعي اعتماداً على مجموعة من القوانين والاستدلالات، واختبار الفرضيات.

  1. الإنسان ينحدر من القردة

لا، إن جدنا الأكبر لم يكن قرداً، فالنظرية لا تشير إلى ذلك، بل هي تشير إلى أننا نمتلك لسلف مشترك مع القردة والشامبنزي– وهما في النهاية الأقرب إلينا من الناحية الجينية من بين جميع الأجناس الأخرى- فالبشر والشمبانزي يتقاسمون أكثر من 90% من التسلسل الجيني، ولكن هذا الجد المشترك، الذي كان يجوب الأرض قبل ما يقرب الـ7 ملايين سنة، لم يكن يكن قرداً ولا إنسان، وإنما هو مخلوق يشبه القرد يتميز بقدرته على استخدام الأدوات كما أشارت البحوث التي أجريت مؤخراً.

  1. الانتقاء الطبيعي هو عملية هادفة

هناك العديد من الكائنات الحية التي لا تتكيف تماما مع بيئتها، فعلى سبيل المثال، لا تمتلك أسماك القرش لمثانة غازية تساعدها في السيطرة على قدرتها على الطفو (وهو ما تستخدمه الأسماك العظمية عادة)، فهل هذا يدحض نظرية التطور؟ لا، على الإطلاق، فالانتقاء الطبيعي يقوم بانتقاء الأفضل بطريقة عشوائية للأجناس الموجودة، ولا يحول كل الكائنات الحية إلى مخلوقات خارقة عن قصد.

قد يكون من الأفضل مثلاً لو كان البشر قادرين على القيام بالتركيب الضوئي، فبهذا يمكن لمشكلة الجوع أن تحل فوراً من خلال الوقوف في الشمس، ولكن للأسف، لم تظهر القدرة الوراثية على التركيب الضوئي في الحيوانات، ومع ذلك، فقد أدى اختيار أفضل الخيارات الممكنة لإيجاد تنوع مدهش من الأشكال تتكيف بشكل جيد مع بيئاتها، حتى لو لم تكن مثالية.

  1. التطور لا يمكن أن يفسر الأعضاء المعقدة

إحدى الحجج التي دائماً ما يقولها الأشخاص الذين يتبنون نظرية الخلق هي تطور العين، حيث أن العين الغير مكتملة التطور لا يمكنها أن تقوم بتأدية أي وظيفة، فكيف يمكن للانتقاء الطبيعي خلق عين وظيفية بطريقة تدريجية؟ اقترح داروين نفسه بأن العين كانت تحتوي بالأصل على أجهزة تمتلك كل منها وظائف مختلفة، وقد يكون الإنتقاء الطبيعي قد فضّل بعد ذلك الأجهزة التي تسمح بالكشف عن الضوء، حتى وإن لم يكن هذا الجهاز قادراً على توفير الرؤية الكاملة، وقد ثبتت صحة هذه الأفكار بعد سنوات عديدة من قبل الباحثين الذين درسوا أجهزة استشعار الضوء البدائية في الحيوانات، ففي الرخويات مثل القواقع والديدان، يمكن للخلايا المستشعرة للضوء التي تنتشر في جميع أنحاء سطح الجسم التمييز بين الضوء والظلام.

5- الدين لا يتفق مع التطور

من المهم أن نوضح أن التطور ليس عبارة عن نظرية تتحدث عن أصل الحياة وكيفية نشوئها، بل هي نظرية تشرح كيف تغيرت الأنواع على مر الزمن، وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، فليس هناك الكثير من الصراعات بين نظرية التطور والأديان الأكثر شيوعاً، حيث أكد البابا فرانسيس مؤخراً بأن الاعتقاد بنظرية التطور لا يتعارض مع العقيدة الكاثوليكية، وإلى جانب ذلك فقد أشار القس (مالكولم براون) من كنيسة انكلترا الدولية بأن الانتقاء الطبيعي، هو وسيلة منطقية لفهم العمليات التطورية الفيزيائية التي حدثت على مدى آلاف السنين، وأضاف: بأن الدين الجيد يحتاج إلى العمل بشكل بنّاء مع العلم الجيد و والعكس صحيح.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير