التصنيفات: متفرقات

4 معلومات علمية صحيحة وأخرى خاطئة قدمتها ديزني بأفلامها

لا يتوقع العديد منا عند مشاهدة الأفلام الترفيهية المخصصة للأطفال، وخاصة التي تصنعها ديزني، أن يرى مشاهد علمية، وذلك على اعتبار أن العديد من هذه الأفلام تركز على الناحية السحرية والخيالية التي تهدف لتنمية خيال الطفل، ولكن قد تتفاجأ من الكمية المدهشة من الدقة العلمية التي قد تكون مخبأة في بعض الأفلام التي قضينا طفولتنا في مشاهدتها، سواء عن قصد أو عن طريق الصدفة، وعلى اعتبار أن معظمنا أنفق الكثير من الوقت وهو يشاهد هذه الأفلام، فمن الجميل أن نتعرف على بعض العلوم التي استطاعت هذه الأفلام الترفيهية الطفولية أن تقدمها بطريقة صحيحة كنوع من التغيير.

ولكن، وطالما أن العلم يقول أن كل فعل يجب أن أن يكون له رد فعل معاكس ومساو له، لذا فإننا سوف نستغل هذه الفرصة أيضا للفت نظركم إلى بعض أكثر المغالطات العلمية التي ظهرت في هذه الأفلام.

فلم قلباً وقالباً (Inside Out)

التشريح الدقيق والمثير للدهشة

استطاع الفلم الذي قدمته (Disney Pixar) حول الأحاسيس (Inside Out) جذب كل من الأطفال والكبار على حد سواء، ولكنه استطاع أيضاً تقديم شرح صادق بطريقة مبتكرة ومفاجئة لما يجري في الدماغ.

على الرغم من أنه ليس هناك وجود لغرف تحكم صغيرة مليئة بالأشخاص داخل رؤوسنا بطريقة حرفية، إلّا أن المبادئ الأساسية موجودة بالفعل، ففكرة “ارسال ذكريات من الذاكرة القصيرة الأمد إلى الذاكرة طويل الأمد” خلال الفترات الليلية هي إشارة إلى عملية تدعيم وتقوية الذاكرة أثناء النوم العميق، و”المقر” بحد ذاته هو في الأساس تعبير عن الجهاز الحوفي، الذي يتضمن بنى مثل القشرة الجبهية الحجاجية، وهي المسؤولة عن المشاركة في صنع القرارات، وتلفيف الحصين، المسؤول عن خلق الذكريات الجديدة، واللوزة، التي تشارك في الكثير من العمليات العاطفية، وهذا كله يرتبط ببقية الدماغ عن طريق القبو، وهو حزمة من الألياف الأعصابية التي تربط الجهاز الحوفي بباقي الدماغ، وخاصة الذاكرة، مثل أنظمة الأنابيب والأنفاق التي تنقل الذكريات في الفيلم.

للأسف جزر الشخصية ليس شيئاً حقيقياً:

على الرغم من أن “جزر الشخصية” يمكن أن تكون تمثيلاً لطيفاً لمدى قوة تأثير الذكريات المتكونة على شعورنا بأنفسنا، فعلى الأرجح أن تكون “جزر الشخصية” لدى البشر في الحياة الحقيقية متشابهة جداً بشكل أساسي، فهي تعتمد أكثر على مستويات النشاط في الكثير من المناطق المختلفة في الدماغ، وبالمثل، ليس لدينا حقاً أي فكرة عما هو الخيال، فنحن نعلم أنه على الأغلب شيء مختلف عن الذاكرة (لذلك تم إعطاؤه في الفلم “أرض” خاصة)، ولكنه في الواقع يوجد في كل جزء تقريباً من الدماغ (لذلك، ليس من المحتمل أن يكون له “أرض” خاصة).

المجمدة (Frozen)

الوحدة يمكن أن تشعرك بالبرد في الواقع:

نحن جميعاً نعرف معنى “البقاء في البرد”، ولكن في الواقع فإن العلاقة بين الشعور بالوحدة ودرجة الحرارة قد يكون أكثر حرفية بقليل مما كنا نظن فيما سبق، حيث وجدت دراسة تم إجراؤها في جامعة تورنتو أنه عندما يشعر الأشخاص بأنهم مستبعدين اجتماعياً، كما هو الحال بالنسبة للملكة (إلسا)، فإنهم في الواقع، يشعرون حرفياً برد، وعندما طلب من المشاركين في الدراسة تخمين درجة حرارة الغرفة التي تم وضعهم فيها، كان تخمين أولئك الذين تعرضوا للإقصاء الاجتماعي لدرجة الحرارة أقل من أولئك الذين كانوا مندمجين اجتماعياً.

في دراسة منفصلة ظهر الاتصال بين الدفء الجسدي والعاطفي بطريقة أقوى، حيث وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الشعور بالوحدة كانوا أكثر احتمالاً لأخذ حمامات دافئة لجعل أنفسهم يشعرون على نحو أفضل.

هذا الأمر فطري جداً، حيث يعلم الجميع أن أخذ حمام ساخن لطيف يمكن أن يجعل كل شيء يبدو أفضل، ولكن الباحثين في الدراسة أثبتوا بأن الحرارة الجسدية والعاطفية يمكن أن تكون قابلة للتبديل إلى حد ما، وأنه ربما كان من الممكن حرفياً تقريباً “تذويب” قلب ملكة الثلج.

قد تكون (إلسا) قوية، ولكن ليس إلى تلك الدرجة:

نحن نعلم جميعاً بأن ملكة الجليد قوية جداً، ولكن رفع قصر من الجليد من العدم ليس بالأمر العادي بعد كل شيء، فديزني تهاونت قليلاً في موضوع مقدار القوة التي كان يجب على إلسا امتلاكها، فالشيء الأكيد هو أنه في الفيزياء القديمة المملة لا يمكنك ببساطة تغيير حالة الأشياء دون أن تقوم بأي عملية، كما أن تجميد مملكة خيالية تعادل مساحتها مساحة مملكة النرويج في القرون الوسطى سيستغرق بذل كمية كبيرة من الطاقة.

في هذا السياق، قرر طالب في قسم العلوم المتكاملة يدعى (هارون غولدبرغ) أنه يريد أن يعرف بالضبط مقدار الطاقة التي يتطلبها القيام بهذا الأمر -فبعد كل شيء يبدو بأن هذه هي الطريقة التي يرفه بها طلاب العلوم عن أنفسهم- وقدر أن كمية الجليد التي سيتطلبها تغطية مملكة مثل (Arendelle) ستصل لحوالي 99,043,217,000 كجم، ومن ثم حدد بالضبط مقدار الطاقة التي ستتطلبها ثلاجة من نوع (Carnot) عالية الكفاءة لإنتاج هذه الكمية من الجليد.

كان الجواب بأن الطاقة اللازمة لذلك تعادل تقريباً الطاقة الناتجة عن 115 قنبلة ذرية، لذلك حتى وإن كانت (إلسا) قوية لدرجة تفوق الخيال، فإن إنتاج هذه الطاقة لا بد وأن يتطلب نوع من السحر أو شيء من هذا القبيل.

كتاب الأدغال (Jungle Book)

وصف الحيوانات بشكل صحيح

في حين أن أفلام الأطفال معتادة على الجمع بين العديد من أنواع الحيوانات -الأسود والنمور والدببة سوياً- إلّا أن الحيوانات في فلم (Jungle Book) يمكن أن تتواجد سوياً بالتأكيد في الحياة الحقيقية، فـ(بالو) ليس في الحقيقة من نوع الدببة السوداء، كما يظن بعض الأشخاص، بل هو من نوع الدب الكسلان، وهو يوجد في الأصل في الهند، ولحسن حظ (ماوكلي)، فإنه واحد من أفضل أنواع الدببة التي يمكن التواجد بقربها، فالدب الكسلان عموماً يمكن أن يكون مطيعاً جداً، وهو يتغذى على الحشرات، ويتسلق الأشجار، ويمشي متثاقلاً حول المكان، ومن المعروف أن الدببة الذكور بشكل خاص يمكن أن تكون لطيفة مع صغارها وغالباً ما تذهب للسباحة للمتعة.

يعرف الدب الكسلان أيضاً بأنه يمكن أن يكون ضحية للنمور البنغالية مثل (شيريخان)، تماماً كما هو الحال في الفيلم، ولكن، على الرغم من أن هناك حالات تم فيها تربية أطفال متوحشين من قبل الذئاب، كما هو حال (ماوكلي) في الفيلم، إلّا أن علاقة (ماوكلي) مع (باغيرا) الجاكوار التي لا يتخللها رغبة أي منهما في عض الآخر قد يكون مبالغ فيها.

باستثناء القرود:

يمكن تبرير كل شيء، ولكن ليس فيما يخص الكيفية التي وصل فيها الملك (لوي) إنسان الغاب إلى وسط الغابة الهندية، فإنسان الغاب لا يمكنه السباحة، لذلك فإن وصوله من مكانه الأصلي في جزر أندونيسيا إلى غابات الهند قد يكون إنجازاً عظيماً، ولكن بعد كل شيء، يبدو بأن الملك (لوي) وجميع الحيوانات الأخرى من فصيلة إنسان الغاب، هي مجرد إضافة من قبل ديزني نفسه، فليس هناك ذكر لها في النص الأصلي لقصص روديارد كبلنغ.

وقعت ديزني أيضاً في فخ أسطورة “قدرة الثعبان على التنويم المغناطيسي” كما فعل الثعبان (كا) عندما أثر على (ماوكلي)، ويعتقد بأن هذا الاعتقاد الخاطئ الذي يقول بأن الثعابين قادرة على تخدير فرائسها قد أتى في الأصل من مزيج عيونها عديمة الأجفان والآليات الدفاعية لفرائسها التي تدفعها للتجمد تماماً أمامها (في المملكة الحيوانية، السكون غالباً ما يعني التخفي)، وهذا يجعل الثعبان يبدو وكأنه يضع سلطته عليها.

الأسد الملك (Lion King)

كيف تعلمنا جميعاً ما هي النجوم:

في حين أن بعض العلوم في فيلم (Lion King) قد سبق وأن تم نقدها بشدة من قبل العلماء، فعلينا أن نحييهم على هذه الإيماءة الصغيرة للدقة العلمية، فعندما كان كل من (سيمبا)، (تيمون) و(بومبا) مستلقين جميعاً على ظهورهم وهم ينظرون إلى النجوم، بدؤوا بالتساءل عما يمكن أن تكون هذه الأشياء، عندها أجاب (سيمبا)، الذي يجب أن يكون الدماغ المفكر بينهم، بأنه يعتقد بأن النجوم في الواقع هي أسلافه الملكيون، كاشفاً عن نفسه بأنه ملك بحد ذاته.

من ناحية ثانية أصر (تيمون) بأنها عبارة عن يراعات، ولكن وحده (بومبا) أشار بأنها “كرات من الغاز المحترقة على بعد مليارات الأميال”، وهذا يمكن أن يحصل على موافقة الجهات العلمية جميعاً (على الرغم من أننا إذا أردنا أن نكون دقيقين حقاً، فإن النجوم لا تحرق، بل هي تولد الطاقة بواسطة الانشطار النووي).

جيمس والخوخ العملاق (James And The Giant Peach)

ما مقدار قوة الرفع المطلوبة؟

يعتبر فيلم (James And The Giant Peach) واحد من تلك الأفلام التي يميل الأشخاص لنسيانها تماماً، ولكنه ما زال محبباً للبعض.

بعض الأشخاص الذين لم ينسوا أمر (James And The Giant Peach) كانوا مجموعة من طلاب الفيزياء من جامعة ليستر، الذين وضعوا كل وقتهم وطاقاتهم في تفكيك الأمور العلمية وراء هذا الفيلم الكلاسيكي، فالعم المفضل للجميع، (رولد دال)، أشار بأن الأمر سيستغرق 501 طائر نورس لنقل الخوخ العملاق عبر المحيط الأطلسي، وهذا أثار أعصاب هؤلاء الطلاب من تلك السذاجة التي يرثى لها، وذلك بالنظر إلى أن حجم الخوخ كان يعادل، في الواقع، حجم منزل صغير.

وفقاً لحسابات الطلاب، فإن خوخة بتلك الأبعاد ستتطلب 4,890,579 نيوتن من القوة لرفعها في الهواء، وهذا من شأنه أن يتطلب ما يصل إلى قرابة الـ 2.5 مليون طائر نورس ليستطيعوا حملها.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير