تقنية

ينقذ من شرب المياه القذرة .. الجرافين يشمل العطشى بلمسته السحرية

يبدو أن الشعوب الفقيرة سوف تنضم قريباً لجمهور مادة “الجرافين” المتحمس، خاصة بعد أن شملتها هذه المادة السحرية بلمستها، ووجد فريق علماء أمريكي طريقة رخيصة لتنقية المياه القذرة التي يضطر سكان الدول النامية لتحملها، لتحل المعاناة التي يواجهها شخص واحد من كل عشرة في العالم، يسد أنفه ويعاني المشاكل الكلوية على المدى الطويل، مع كل كوب ماء يملؤه من الصنبور، الحل لهذه المشكلة العويصة وصل بالفعل، وبدون الحاجة لاستخدام الكهرباء الغائبة في هذه المناطق.

كيف صنعت هذه الأداة المنقذة؟

توضع طبقتان إسفنجيتان من الجرافين ومادة أخرى على المياه المالحة أو الملوثة، فتقوم بسحب الماء من أسفلها لتتبخر في الطبقة العلوية، بعد ذلك نستطيع أن نحصل على الماء بتكثيفه من الأعلى، ويترك الملوثات والأملاح محبوسة في الطبقة الإسفنجية، وهو أمر بالغ البساطة، والعملية تحدث على مرة واحدة، كما قال أحد الباحثين العاملين على المشروع؛ السيد سيركانث سينجامانيني، مضيفاً أنهم يأملون باستخدامها بالذات في الدول التي توجد فيها الشمس بوفرة، فيجلبون بعض المياه القذرة ويبخرونها بواسطة هذه المادة، ليحصل الناس على المياه النظيفة.

الجرافين الموجود بالطبقة العلوية موجود في شكل أكسيد الجرافين، حيث تتيح خصائص هذه المادة القبض على الحرارة القادمة من الشمس، دون أن تتسرب للطبقة السفلية أو الماء القذر المراد تنقيته، أما الطبقة السفلية فهي مصنوعة من مركب عضوي يسمى “سيلوز البرستين”، الذي تنتجه البكتيريا المزروعة، وهذه الطبقة مسئولة عن سحب المياه من أسفلها، لمساعدة الطبقة العلوية في العمل. فكرة العمل لا تتوقف عند هذا، بل إن هناك إبداعاً في طريقة صنع هاتين الطبقتين أيضاً، حيث تزرع البكتيريا لتكوين السليلوز، ثم تضاف رقائق رقاقات أوكسيد الجرافين في منتصف العملية وتشكل الطبقة العليا، وقد شبهها الباحثون بالطريقة التي يصنع بها المحار اللؤلؤ.

الأداة النهائية المصنوعة ليست مكلفة الثمن إطلاقاً، مما يجعلها مناسبة للأماكن النائية والريفية التي لا يمكن لأهلها الوصول لطرق بديلة لتنقية المياه، فكلا المادتين يمكن تصنيعهما على نطاق واسع، لهذا نستطيع إنتاج كميات كبيرة وتوزيعها.

انضمام إلى طابور الحلول المبتكرة لمواجهة المياه القذرة

هذه الأداة لم تكن الوحيدة التي قررت الاستفادة من استغلال الشمس لتنقية المياه، فقد فاز فريق من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بجائزة مرموقة بعد أن ابتكر نظام تنقية مياه يعتمد على الطاقة الشمسية ويمكن تحريكه على شاحنة من مكان لمكان، لكن، في ابتكارهم هذا كانوا يحتاجون الشمس في شحن كمية من البطاريات لكي تمد عمليه التنقية الكهربية بالطاقة، وهذا هو الفارق الكبير بين الابتكارين، فهذه الطبقات المعتمدة على الجرافين لا تحتاج إلى أي كهرباء على الإطلاق، جامعة الإسكندرية أيضاً بمصر قامت بتطوير نظام يعتمد على تسخير دورة التبخير في تنقية المياه القذرة أو المالحة، مستعينين بأغشية صناعية لصيد الشوائب وجزيئات الملح الكبيرة.

ومع إن كل هذه الابتكارات ما تزال في مراحلها المبكرة إلا إنها تعطينا أملاً واسعاً في تطور كبير في تكنولوجيا تنقية المياه، وتوفيرها، لترمي بطوق نجاة لواحد من كل عشرة أشخاص يغرقون في معاناة المياه القذرة.