يشحن نفسه آخر اليوم ويعيش بلا نبض .. هذا الرجل يقف بين الزومبي والبشر

يضحك وهو يقول للكاميرا “مهما بحثت عن النبض في جسدي فلن تجده، ربما أنا الزومبي الأفضل الذي يمكنك أن تقابله”، هذه هي القصة الغريبة لشاب يحمل قلبه الصناعي في حقيبة ظهره باستمرار، وفي نفس الوقت، فإنه أكثر لياقة بدنية منك، لا يسع الإنسان إلا أن يشعر بالخجل وهو يقارن جسده المترهل به وهو السليم الصحيح، وفي نفس الوقت، يشعرنا مدى تقدم التكنولوجيا الطبية بالدهشة.

الشاب الزومبي .. كيف بدأت القصة؟

قصة آندرو بدأت في 2012، عندما تم تشخيصه باعتلال عضلة القلب cardiomyopathy، وهو مرض في القلب قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، وضيق التنفس، والسكتات القلبية المفاجئة، بعد أربعة شهور في العناية المركزة، تلقى الشاب الجهاز المساعد الذي ما يزال يحمله على ظهره حتى الآن، ومع إنه يضطر لشحن قلبه آخر كل يوم، إلا إنه لم يستسلم للإحباط، على أمل انتظار عملية نقل قلب كاملة، تغنيه عن حمل حقيبة الظهر هذه دائماً.

آندرو لم يقم بإخفاء جهازه أو ندباته، قائلاً إنها “الشئ الذي يحكي قصته”، ويظهر ذلك جلياً في حسابه على إنستجرام Instagram، لكنه ليس مصمماً ليكون حلاً نهائياً، وإنما مجرد حل مؤقت حتى يجد شخصاً يتبرع له بالقلب، آندرو قام بتأسيس جمعية خيرية جديدة سماها Hearts at Large لكي يرفع الوعي بين الناس بالتبرع بالأعضاء المنقذ للحياة، وهو يستخدم حسابه على الإنستجرام للترويج لذلك.

بحسب إحصائيات للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء، فإن 120 ألف شخص تقريباً في الولايات المتحدة ما يزالون على قوائم الانتظار لزرع الأعضاء، متبرع واحد فقط يستطيع إنقاذ ما يصل إلى 8 أشخاص، كل يوم يموت حوالي 22 شخصاً لأنهم لم يجدوا متبرعاً في الوقت المناسب.

بشكل حرفي وليس مجازاً .. يحمل قلبه على كفه

آندرو يشبه في موقفه شاباً آخر اسمه ستان لاركين، عمره 25 عاماً، واضطر لحمل قلبه في حقيبة ظهره لمدة 555 يوماً بانتظار عملية زرع قلب، لكن، من الناحية الفنية، فهما ليسا متشابهين، لأن قلب آندرو ليس قلباً صناعياً بشكل كامل مثل لاركين الذي كان قد أزال قلبه الأصلي تماماً، وإنما يستخدم آندرو “الجهاز المساعد للبطين الأيسر”، وهي عبارة عن بطاريات مع كمبيوتر يراقب تدفق الدم ويحافظ على ضخ الدم في أنحاء الجسم بطريقة طبيعية، يساعد قلباً موجوداً بالفعل على أداء وظائفه، وبدونه سوف يفشل القلب عن ذلك. هذه الأجهزة تسمى Syncardia، وهي تستطيع مساعدة المرضى للبقاء على قيد الحياة حتى تحدث عملية الزرع، أي إن إيجاد قلب مزروع يبقى الهدف الأساسي.

 

مشاهدة أندرو جونز وهو يتمرن أحاملاً قلبه الصناعي على ظهره، تجعل الأصحاء أمثالنا يخجلون من أنفسهم وهم يتهربون من الذهاب للصالة والرياضية، لكن الذين يشعرون بأنهم طبيعيون لا يجدون أنفسهم في حالة تحدي، بعكس الذي لديه مشكلة ما، تعطيه دافعاً قوياً، قد يجعله ينتصر حتى على الأصحاء، هذا يذكرنا بتحدي الأرنب والسلحفاة.