التقنيات متناهية الصغر - نانو

هل ينكسر قلبك إن لم يكن من لحم ودم؟ آلة تندمج في قلبك وتحولك إلى “سايبورغ”

حين يكسر أحدهم قلبك، تتمنى لو كان من حديد، لو كان لك قلب آلة، حتى لا تشعر بكل هذا الألم، ويبدو إن الأمر لم يعد مستحيلاً، بعد أن قام علماء من تل أبيب بابتكار رقعة هجين من نسيج حيوي وآلي في نفس الوقت، تندمج مع قلبك، كأنها تحولك إلى “سايبورغ”، لكن، ليس من أجل القلب المكسور، وإنما كي تنقذك من مخاطر طبية مميتة، هذا الابتكار قد يغير وجه علاجات القلب تماماً.

كيف ينقذ قلب السايبورغ المرضى الذين لا يجدون متبرعاً بالقلب؟

هذا الابتكار هو مثال آخر للاختراعات المذهلة التي تأتي من التداخل بين الطب والتكنولوجيا، وقد تعاون فيه علماء من قسم البيوتكنولوجي في جامعة تل أبيب وقسم علوم المواد والهندسة، بالإضافة إلى مركز علوم النانوتكنولوجي، ليخرجوا برقعة تحول قلبك إلى “سايبورغ”، أي نصف آلة، ونصف إنسان.

الابتكار يدمج أجزاء عضوية طبيعية مع أجزاء إلكترونية مصنوعة، وبالتالي فإن كلا الطرفين يقدمان ميزة، الطرف العضوي يضمن لك قدرة نسيج القلب الطبيعي على الانقباض، أما الجزء الآلي فهو يمنحك انتظام الآلة. هذه الرقعة الحيوية الآلية، تشبه الخيال العلمي، لكنها الآن ها هنا أمامنا، وقد قال البروفيسور تال دفير الذي عمل مع الفريق، أنه يتوقع أن يحرك هذا الابتكار الأبحاث على القلب شوطاً كبيراً إلى الأمام، فكل ما نستطيع فعله حتى الآن، هو هندسة نسيج القلب العضوي فحسب، وتأتي النتائج مختلطة، أما الآن، فقد وصلنا إلى نسيج مزيج من النسيج الحيوي والآلي، التي تضمن عمل القلب بشكل صحيح.

الآثار التي قد تترتب على هذا الابتكار مذهلة حقاً، خاصة في ظل قائمة محتاجين لزرع قلب تطول بشكل أكبر كل يوم، وأناس يموتون لأنهم لم يجدوا متبرعين، وحاجة الأطباء تزداد بشكل رهيب لأي بديل، هذه الرقعة الحيوية الآلية قد تكون طوق النجاة المنتظر.

كيف حول هذا القلب الخيال العلمي إلى حقيقة؟

الفكرة تعتمد على تثبيت هذه الرقعة المبتكرة على سطح القلب المعتل، لكي تستبدل بشكل كفء العضلة التي تحتضر أو تلك الميتة بالفعل، الجزء البشري من هذه الرقعة ينقبض مع عضلات القلب، أما الجزء الإلكتروني فإنه يكتشف بشكل ذاتي وجود دواء لازم، ويقوم ببثه للعضلات. الأستاذ دفير قال إنه تأكدوا أولاً من كون الخلايا سوف تنقبض مع الرقعة، وهو ما يشرح الحاجة للجزء العضوي، ثم وجدوا أنهم سيحتاجون إلى جزء ينظم هذه الوظيفة ويراقبها، ويكون على اتصال معهم، ليخبرهم بحدوث أي مشكلة، أو يطلق الدواء عند الحاجة.

قلبك (أونلاين) بشكل دائم .. مع طبيبك

أفضل جزء هو إن هذه الرقعة، سوف تسمح لأطبائك بمراقبتك طوال الوقت، ويعرفوا أي مستجدات، تخيل أن يكون المريض جالساً في البيت وشعر بأنه ليس على ما يرام، فيدخل الطبيب على الإنترنت، ويتابع قلبه عن طريق المعلومات التي ترسلها المستشعرات المدموجة في النسيج الذي تمت هندسته، ثم يحدد حالة مريضه بدقة، ويمكن أن يتدخل بشكل مباشر لينظم القلب أو يبعث فيه الأدوية.

نحن لم نتحول إلى أنصاف إنسان وأنصاف آلات بعد، لكن يبدو أن الأمر سيطبق على عضو تلو عضو، لنجد جيوشاً من البشر الذين تحولوا إلى “سايبورغ”، كأننا صحونا فجأة في فيلم خيال علمي.