هل يمكن للنباتات المنزلية أن تكون مؤذية للبشر؟

تضفي النباتات المنزلية لمسة جمالية على المنزل، ولكن في بعض الأحيان يمكن لهذه النباتات أن تكون مخادعة، حيث يشير أحد الخبراء، (موسي هابتيسلاسي)، وهو أستاذ مشارك في قسم علوم المحاصيل والتربة في جامعة جورجيا، بأن الجذور النباتية يمكن أن تكون بمثابة مستعمرات للكائنات الحية الدقيقة، ونبات السرخس المروي بالذات يمكن أن يكون مستمرة حقيقية لهذه الكائنات.

أكثر من مجرد نبات

يمكن للنبتة المنزلية الجميلة أن تفعل أكثر من مجرد إضفاء لون أخر جميل على المساحة الداخلية من المنزل، فهي تأوي مجتمعاً كاملاً من البكتيريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى، وهذا تبعاً لـ(هابتيسلاسي)، المختص في علم الأحياء الدقيقة التي تعيش في التربة، مما يجعل من إدخال هذه النباتات إلى المنزل بمثابة دعوة مفتوحة للكثير من الكائنات لأخرى.

تساعد الفطريات نظام الجذر في النباتات الصحيحة، التي تحصل على الكثير من أشعة الشمس والكمية المناسبة من الماء، على استخراج المزيد من المواد الغذائية من المناطق المحيطة، ولكن إذا ما تمت سقاية النبات بشكل مفرط أو إذا كان النبات موضوعاً في مكان يعاني من مشكلة من الرطوبة، فإن الفطريات تنتج الجراثيم، وهذه الجراثيم يمكن أن تسبب الحساسية.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فإن الأعراض التي سيعانون منها نتيجة لذلك تكون مشابهة لتلك التي تسببها حمى القش، كما يمكن للجراثيم أن تفاقم من مشكلة الربو، وعادة ما تحمل النباتات البكتيريا أيضاً، وذلك على الرغم من أن  99٪ من البكتيريا الموجودة في نظام الجذور تكون مفيدة، تبعاً للعلماء.

عندما تكون النباتات تحت الضغوط، سواء نتيجة للسقاية المفرطة، أو لقلة كمية المياه التي تحصل عليها، أو لتعرضها لدرجات حرارة مرتفعة أو هجوم من قبل فطريات غير صديقة أو بكتيريا أو حشرات، فإنها ستفرج عن المواد كيميائية بشكل غازات، تماماً كما يفعل الظربان عندما يتعرض للهجوم من الأعداء، ولكن في حالة النباتات لا يكون الإنسان قادراً على الكشف عن هذه الغازات، لأنها عديمة الرائحة.

المركبات العضوية المتطايرة

الغازات الصادرة عن النباتات المنزلية الواقعة تحت الضغوط تندرج ضمن الأسرة ذاتها التي يطلق عليها الدكتور (هابتيسلاسي( وزملاؤه اسم “المركبات العضوية المتطايرة” أو (VOC)، وهذه المركبات العضوية المتطايرة يمكن أيضاً أن تنبعث من الأدوات المنزلية، مثل الإلكترونيات والسجاد والمنظفات، وفقاً لوكالة حماية البيئة.

بحسب الدكتور (هابتيسلاسي )، فإذا لم تتم تهوية المنزل بشكل جيد للغاية، فإن هذه المركبات يمكن أن تتراكم وتصل إلى المستوى الذي يمكن أن تصبح معه ضارة للغاية، وقد أظهرت الدراسات بأن مستويات المركبات العضوية المتطايرة يمكن أن تصل داخل المنازل لأعلى بـ10 مرات من خارجها.

ومع ذلك، يشير الدكتور (هابتيسلاسي)، إلى أن العديد من النباتات المنزلية يمكنها أيضاً القيام بعمل رائع في تنقية الهواء من هذه المركبات السامة، وبعض النباتات المنزلية المعروفة بأنها تفعل هذا تتضمن اللبلاب الإنجليزي، لسان الحماة، التين الباكي، زنبق السلام، لبلاب الشيطان، ونبات سرخس الهليون، فبشكل عام، هذه النباتات المنزلية تزيل المركبات العضوية المتطايرة أكثر مما تفرج منها.

تربة النباتات المنزلية ليست تربة عادية

تربة النباتات المنزلية ليست تربة حقاً، ففي الحقيقة الوسط التنموي الذي تجده في متجر البستنة المحلي عادة ما يكون عبارة عن مواد مركبة بالإضافة إلى أسمدة، وهذا يمكن أن يكون أمراً جيداً على اعتبار أن عملية التسميد تنظف بعض مسببات الأمراض في التربة.

من الأفضل استخدام أكياس التربة الجاهزة في المنزل أكثر من استخدام التربة التي توجد في ساحة بيتك الخلفية، حيث  يمكن لتربة الحدائق أن تحتوي على مختلف أنواع الملوثات، كما يمكن لنباتات الحدائق أن تجلب الحشرات مثل المن، وخصوصاً نبات الطماطم الذي يقوم العديد من الأشخاص بزراعته داخل المنازل.

لا يمكن للحشرات المحبة للنباتات البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة في المنزل، وهذا يجعل الحشرات الميتة تتكوم في زاوية من زوايا المنزل، ولكن هذه الكائنات لا تشكل الكثير من التهديد للبشر.

الكثير من الإخضرار

خلال النهار، تستخدم النباتات المنزلية أشعة الشمس للقيام بعملية التركيب الضوئي، وخلال ذلك تقوم بتقسيم جزيئات ثاني أكسيد الكربون لإنتاج الكربوهيدرات المغذية للنبات وتجديد الأكسجين الواهب للحياة في الهواء، ولكن في الليل، عندما تكون الطاقة الصادرة عن الضوء غير متوفرة، تسير العملية بالاتجاه المعكس، وعندها يمكن للنباتات، اعتماداً على نوعها وحالة المنزل، أن تنتج ثاني أكسيد الكربون أكثر من الأوكسجين، وبالتالي تتنافس مع أصحابها حرفياً على الهواء.

لذلك لا تبالغوا في تشجير الأماكن المغلقة، فهذه نصيحة خبراء التربة ومحبي النباتات.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير