التصنيفات: أخبار العلوم

هل يمكن لفيتامين د أن يحمينا من الإصابة بحالات متقدمة من السرطان

هل  يمكن من خلال تناول مكمل فيتامين (د) تخفيض احتمال الاصابة بسرطان  عدواني ينتشر أو ينتهي بالموت؟ تبين  دراسة نشرت في موقع   JAMA Network Open  في 18 نوفمبر 2020 بعض الأدلة على  أن ذلك قد يكون صحيحاً.

من بين أكثر من 25000 رجل وامرأة، كان أولئك الذين تم اختيارهم عشوائيًا لتلقي  2000 وحدة دولية (IU) من فيتامين (د) يوميًا لمدة 5.3 سنوات ​​أقل عرضة بنسبة 20٪ تقريباً للإصابة بسرطان يتطور إلى حالات متقدمة- يُعرَّف هنا على أنه منتشر (انتشر من موقع الورم الأصلي أو ثبت أنه قاتل) وذلك بالمقارنة مع أولئك الذين تلقوا مكملاً وهميًا.

عندما راجع  الباحثون البيانات بمزيد من التفصيل، لوحظ أن  هناك انخفاض بنسبة  38٪ مقصورًا على الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي مقارنة بالأشخاص ذوي الأوزان الأعلى، كما تقول الدكتورة جوان مانسن JoAnn Manson، وهي أحد المشاركين  في إعداد هذه الدراسة، وهي أستاذة  أيضاً في كلية الطب بجامعة هارفارد. وتتابع القول: من المحير أن الباحثين لم يلاحظوا  أي فائدة في الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة.

قبل هذه الدراسة، كان هناك دراسة أخرى تشمل فيتامين (د) وأوميغا 3  تسمى اختصاراً (VITAL)، وهي دراسة سريرية عشوائية كبيرة شملت ما يقرب من 26000 مشارك على مستوى البلاد، قد ألمحت بالفعل إلى أن فيتامين (د) قد يكون له بعض الفوائد المتعلقة بالسرطان.

قبل عامين، عندما نشر المؤلفون النتائج الرئيسية لـهذه الدراسة (VITAL) في مجلة نيو إنجلاند الطبية، وكما تقول الدكتورة مانسون “لقد رأينا بالفعل دليلاً يشير  إلى أن فيتامين (د) قد يقلل من وفيات السرطان”.

عادت هذه الدراسة الجديدة وتفحصت  في البيانات الحيوية عن السرطان بمزيد من التفصيل، كما تقول. شملت دراسة (VITAL) رجالًا يبلغون من العمر 50 عامًا أو أكثر ونساء تبلغ أعمارهن 55 عامًا أو أكثر. كان جميع المشاركين لايعانون من السرطان في بداية التجربة. تم اختيار المشاركين عشوائياً لتلقي إما مكمل فيتامين (د) أو حبة دواء وهمي.

من بين المشاركين في التجربة، أُصيبَ  حوالي 1600 شخص بالسرطان  خلال فترة التجربة. لكن فقط بعض هذه السرطانات تقدمت. وجد معدوا الدراسة أن هناك فرقًا كبيرًا بين عدد الأشخاص الذين أصيبوا بسرطان متقدم في مجموعة فيتامين (د)، مقابل مجموعة الدواء الوهمي. من بين المجموعة التي أعطيت فيتامين (د) والبالغ عددها  12927 شخصاً، أصيب 226 شخصاً بسرطان انتشر أو كان قاتلًا، بينما في المجموعة الأخرى الذين تناولوا الدواء الوهمي فقد بلغ عدد   الاصابات في صفوفهم   274  حالة.

من العلامات الفارقة في هذه الدراسة أن الاختلاف بين المجموعتين   كان أكثر وضوحاً بين الأشخاص الذين خضعوا للدراسة من ذوي الوزن الطبيعي (يُعرّفون بأنهم أولئك الذين لديهم مؤشر كتلة جسم أقل من 25). من بين حوالي 7800 مشارك يتمتع بوزن طبيعي، كان هناك 58 سرطانًا منتشرًا أو مميتًا في مجموعة فيتامين (د)، مقارنة بـ 96 في مجموعة الدواء الوهمي.

 

لا يوجد تخفيض شامل للسرطان

 ومع ذلك، لم يجد الباحثون دليلاً على أن مكملات فيتامين (د) يمكن أن تمنع السرطان تماما حيث  تعرض الأشخاص الذين تناولوا مكملات فيتامين (د) لمخاطر تشخيص إصابتهم بسرطان أولي مشابه لنظرائهم الذين  تناولوا المكمل الوهمي. لكن  في المقابل  كانوا أقل عرضة لانتشار السرطان أو الموت بسببه. تقول الدكتورة مانسون إن الأبحاث السابقة قدمت أدلة حول سبب حدوث ذلك، كما  أظهرت  الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن فيتامين (د) يبدو أنه يغير الطريقة التي تتصرف بها الأورام، مما يؤثر على بيولوجيا خلاياها ويجعلها أقل عدوانية، أو من المحتمل أن  يحد من انتشاره. ربطت الأبحاث السابقة أيضاً بين  المرتفعة لفيتامين (د) في وقت تشخيص السرطان ومدة حياة أطول، وفقًا لمعدي  الدراسة. 

 

أثر مؤشر كتلة الجسم على النتائج

  لكن إذا كان  هناك علاقة بين فيتامين (د) وانخفاض خطر الإصابة بالسرطان المتقدم، فإن السؤال المطروح: لماذا لا يرى المشاركون الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة نفس النتائج أسوة بنظرائهم  المشاركين الذين يتمتعون بوزن طبيعي؟ تجيب  الدكتورة مانسون إن السبب قد يتعلق بالاختلافات في النشاط البيولوجي لفيتامين (د) لدى الأفراد ذوي الوزن الطبيعي مقابل الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن. يصاب  الكثير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة بحالة تسمى مقاومة الأنسولين، حيث لا يستجيب الجسم للأنسولين بشكل طبيعي، ويمكن أن يحدث شيء مشابه  لذلك مع فيتامين (د).  تتابع  الدكتورة مانسون: “عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة، قد تكون أجسامهم لا تستخدم فيتامين (د) بشكل فعال”، وتضيف  إنه من المحتمل أن تظل هذه الاختلافات قائمة حتى عندما يتناول الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة جرعات أعلى من فيتامين (د). 

 

خلاصة الدراسة

في حين أن نتائج دراسة (VITAL) واعدة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه العلاقات والتعمق فيها، كما تقول الدكتورة مانسون. وتتابع القول: “نحن لا نوصي كل شخص بتناول جرعات عالية من فيتامين (د) بشكل روتيني للوقاية من السرطان المتقدم”.

ولكن ما تشير إليه نتائج الدراسة هو أن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسرطان بسبب تاريخ عائلي أو عوامل أخرى، وكذلك أولئك الذين يعانون من سرطان تم تشخيصه سابقًا، يجب أن يتوخوا الحذر بشكل خاص بشأن تجنب نقص فيتامين (د). “تأكد على الأقل من الحصول على 600 إلى 800 وحدة دولية يوميا”، وفقاً لما تقوله الدكتورة مانسون.

تبين  ملصقات التغذية الآن محتوى فيتامين (د) في العديد من الأطعمة. يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بفيتامين (د)، مثل الأسماك الدهنية، أو الفطر المجفف بالشمس، أو الحليب المدعم، أو الأطعمة المدعمة الأخرى. (راجع “مصادر الغذاء التي تحتوي على فيتامين(د) في الجدول المرفق) إذا كنت لا تأكل ما يكفي من هذه الأطعمة، فقد يكون من المفيد تناول فيتامين(د) كمكمل.

 

مصادر فيتامين(د) في الأغذية
الغذاء محتوى الغذاء من فيتامين (د) وحدة دولية
سمك السلمون مطبوخ 85 جرام 444
سمك التونا المعلب في الزيت، مصفى، 85 جرام 229
سردين معلب بالزيت، مصفى،85 جرام 165
حليب معزز خالي الدسم، كوب 116
عصير البرتقال المعزز، كوب 100
بيضة مخفوقة كبيرة 44

المصدر: قاعدة بيانات المغذيات الوطنية لوزارة الزراعة الأمريكية.

شارك
نشر المقال:
طارق بيلتو