التصنيفات: الصحة الجيدة

هل يمكن التخلص من حساسية الفول السوداني لدى الأطفال؟

من منا لا يرغب بتخليص طفله من حساسية الفول السوداني؟

ولكن قبل الانسياق وراء الأقاويل والعناوين العريضة التي تشير إلى وصول العلماء إلى الحل، لا بد من إلقاء نظرة سريعة على نتائج الأبحاث التي تم إجراؤها في معهد أبحاث مردوخ للأطفال في ملبورن، فهذه النتائج تشير إلى أن هذا الموضوع ما زال متداولاً بين العلماء للنقاش العلمي.

تشير دراسة كان قد تم نشرها في العام الماضي في مجلة لانسيت “Lancet” أن تناول الأطفال لجرعات متزايدة من دقيق الفول السوداني لوحده على مدى أكثر من ستة أشهر، أدى إلى تخلصهم من الحساسية تجاه الفول السوداني، وبالمحصلة ساعدتهم هذه الطريقة على تناول ما يصل إلى خمس حبات من الفول السوداني دون الشعور بأي أعراض جانبية تحسسية، علماً أن حبة الفول السوداني الكاملة تحتوي على 240 ملغ من البروتين.

أما حديثاً، فلقد تم إجراء دراسة جديدة في معهد أبحاث مردوخ للأطفال في ملبورن، تم خلالها إجراء اختبار عشوائي على 60 طفل يعانون من حساسية الفول السوداني، حيث تم تقسيم الأطفال إلى مجموعتين الأولى تلقت العلاج الوهمي “البلاسيبو”، والثانية تلقت جرعة ثابتة من الـ”probiotic” – وهو متمم غذائي مصنوع من البكتيريا الحية أو الخمائر- ومن الـ”Lactobacillusrhamnosus” – وهو عبارة عن بكتيريا غير مؤذية-.

بالنتيجة تبين أن 80٪ من الأطفال الذين تلقوا العلاج الحقيقي استطاعوا تحمل تناول غرامين من بروتين الفول السوداني يومياً، وبالمقابل كان 4٪ فقط من الأطفال الذين تلقوا العلاج الوهمي قادرين على تحمل الفول السوداني على مدى أسبوعين إلى خمسة أسابيع من التجربة.

إن الحساسية تجاه الفول السوداني يمكن أن تكون أمراً مهدداً للحياة، لذلك تم إجراء كلتا الدراستين تحت إشراف سريري مشدد، والجدير بالذكر أنه خلال تجربة ملبورن، عانى بعض الأطفال من تأثيرات خطيرة ناتجة عن الحساسية دعت إلى التدخل الطبي السريع لعلاجها، لذلك فمن الأفضل القول أنه حالياً لا يوجد أي علاج لحساسية الفول السوداني، وهي الحالة التي تؤثر على ما يزيد عن طفل من بين كل 100 طفل في العالم الغربي.

مع ذلك تشير الأستاذة ميمي تانغ وهي المؤلفة الرئيسية لبحث ملبورن، أن هناك حاجة لإجراء المزيد من التجارب، وقالت أنها ما زالت تعتقد بأن الـ”probiotic” قد يساعد في الحد من الحساسية لأنه يتفاعل مع جهاز المناعة في القناة الهضمية لتعزيز قدرتها الاحتمالية، ولكن بجميع الأحوال فإن هذه النتائج ما تزال غير مؤكدة بعد.

للحد من مخاطر تعرّض الأطفال للإصابة بالحساسية من الفول السوداني -الذي يُعتقد بأن سببه هو الاستعداد الوراثي- توصي تانغ بإدخال الفول السوداني إلى النظام الغذائي للأطفال عندما يبلغون الأربعة أشهر من العمر، حيث تشير إلى أن الإدخال البطيء للأطعمة المسببة للحساسية، مثل معجون الفول السوداني -وليس الفول السوداني ذاته- والبيض والحليب إلى النظام الغذائي للأطفال في هذا العمر، قد يقلل من خطر الإصابة بالحساسية، وذلك لأن تناول هذه الأطعمة تعزيز مناعة الجهاز المناعي لديهم ضد النوع من الأطعمة المسببة للحساسية.

ولكن من جهة ثانية فإن منظمة الصحة العالمية تعترض على هذا الأسلوب، وتقول بأنه ينبغي أن يكون غذاء الأطفال قائماً على الرضاعة الطبيعية وحدها لمدة ستة أشهر، كما تشير منظمة الصحة الوطنية إلى أنه لا يجب إعطاء الأطفال زبدة الفول السوداني قبل سن الستة أشهر.

هناك تجربة سريرية تجري حالياً، استطاعت حشد ما يكفي من الأطفال لإعطاء الإجابة الشافية عن الوقت الصحيح الذي يجب فيه تقديم الفول السوداني للأطفال لبناء مناعة أجسامهم ضد الحساسية، ويجب أن يصدر تقرير عن هذه الدراسة في وقت قريب، وحتى ذلك الوقت، يجب على الأطفال – والكبار– الذين يعانون من الحساسية تجاه الفول السوداني أن يتوخوا الحذر مما يأكلون، في ظل عدم وجود نتيجة مؤكدة حول علاج حساسية الفول السوداني.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير