هل يحلم الجميع؟ سؤال قد تفاجئك إجابته

عادة ما يعتقد بعض الناس أنهم لا يحلمون، حتى أن هناك من يجزم منهم أنه لم يرى حلما من قبل، ولكن السؤال هو :هل فعلا هؤلاء لا يحلمون، ولم يحلموا  من قبل ؟ للأسف إذا كنت من هؤلاء فأنت لست شخصا بدون أحلام ولم يسبق له أن رآى حلما في حياته، فأنت تحلم !

الكل يحلم، حتى الأشخاص الذين يعتقدون أنهم “لا يحلمون ابدا” وانهم لا يتذكرون أيا من أحلامهم، وهذا وفقا لدراسة أجراها مجموعة من الباحثين الفرنسيين ونشرت في مجلة أبحاث النوم،  the Journal of Sleep Research تحت عنوان :أدلة على أن عدم الحالمين-يحلمون.

وفي الاستبيانات التي أجراها الباحثون أقر ما يصل  إلى 6.5٪ من الناس بأنهم لا يحلمون أبدا، على الرغم من أن معظم هؤلاء يقولون أنهم ربما قد حلموا في مرحلة ما في الماضي، بينما ما يقرب من 1 في كل من 250 شخصا يقولون أنهم لا يستطيعون تذكر حلم واحدا من أحلامهم.

ولكن هل من الممكن أن يكون هؤلاء “الغير الحالمين” يحلمون في الواقع ولكنهم لا يتذكرون أحلامهم؟

بإمكان 80 إلى 90% من السكان رواية حلم ما، وهم في حال اليقظة المفاجئة أثناء النوم  REM، أو ما يسمى بـ “النوم ذو حركات العين السريعة” و50% إلى 75% في حال من اليقظة في وقت مختلف من الليل.

ويبقى هناك فئة صغيرة من البشر لا تتعدى الـ 0.38% تجزم بأنها لا تحلم، وقد لاحظ الباحثون هذا الأمر بعد مراقبتهم مرضى الباركنسون المعروف بأنهم عادة يعانون من اضطرابات النوم، وثمة فئة أخرى من الناس عادة ما يجزمون بأنهم لا يتذكرون الأحلام التي تراودهم حتى عند استيقاظهم في الليل.

وقد عمد الباحثون إلى دراسة حال من يزعم أنه لا يتذكّر شيئاً، فتبين لهم أنّ هؤلاء لا يعانون أيّ مشاكل في الذاكرة، كما أنّ مراحل النوم لديهم طبيعية، فمرضى الباركنسون يعيشون غالباً أحلامهم، إذ يقلّدون المشاهد التي يرونها.

أمّا من زعم أنه لا يتذكّر شيئاً من أحلامه، فهو لديه سلوك يؤكد أنه يحلم في الليل، وهؤلاء لا يكذبون، ولا يعانون من مشاكل في الذاكرة، بل هناك مشكلة في الترميز تظهر فوراً بعد الخروج من النوم REM من دون ضعف الذاكرة.

إذن كل الدراسات و البحوث تجمع على أن الحلم عالمي وأن تذكره متغير، ولكن هذا الأمر يجرنا إلى سؤال فلسفي وهو:

ماهو الحلم؟ وهل هو مجرد تجربة ذاتية أثناء النوم؟

الحلم كما تم تعريفه علميا هو في الواقع تراكمات وأحداث و مخاوف و أفكار تسكن العقل الباطن و ذاكرة النائم، وحين ينام فإنه يعيد تكوينها مرة أخرى، كما أن الأحلام هي تكيف تطوري، وهي أيضا فرز للذكريات يقوم به الدماغ أثناء نومنا فيحدد ما يجب الاحتفاظ به وما يمكن الاستغناء عنه.

كثيرة هي تعريفات الأحلام، وكثيرة هي النظريات حول الأحلام ودورها وفائدتها وحاجتنا إليها، حيث أن آلية الأحلام لازالت غامضة ، ولكن هناك حقائق متعلقة بالأحلام  أثبتها العلم ومنها:

  • أننا نحلم قبل أن نولد
  • أننا نحلم كل ليلة وأثناء النوم وهذا ليس سرا، وينقسم نومنا إلى عدة مراحل على شكل حلقات، وأن معظم الأحلام تحدث خلال “النوم ذو حركات العين السريعة.
  • أننا نرى أكثر من حلم واحد في الليلة ولكننا قد نتذكر واحدا فقط
  • وثيرة تذكر الأحلام تختلف من شخص إلى آخر.
  • كلنا نحلم بنفس الأشياء ووفقا للدراسات التي أجريت، بعض المواضيع تعود بانتظام في أحلام الحالمين بغض النظر عن ثقافتهم أو جنسهم أو أعمارهم.
  • الأطفال لا يظهرون في أحلامهم إلا بعد سن الثلاث سنوات.
  • الأحلام لا ترتبط بالخيال فكل الأشخاص الذين نراهم في أحلامنا التقينا بهم في الواقع.
  • الرجال عادة ما يحلمون أكثر بشخصيات ذكورية، وقد تتكرر أحلامهم بوثيرة أكبر مقارنة بالنساء.
  • أحلام الرجال أكثر عنفا .
  • النساء عادة يحلمن بأشخاص من محيطهن وقد يكون أبطال الحلم رجالا ونساءا.
  • جميع البشر لديهم نفس المخاوف الأساسية والقلق، والمخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها متشابهة في الواقع، ولذلك فهي مماثلة في ، فالجميع لديه خوف من السقوط، وخوف من التعرض للخطر.
  • الكثير من الناس يحلمون بالأبيض و الأسود فلا مكان للألوان في أحلامهم.
  • نسبة الأشخاص الذين يحلمون بالأبيض و الأسود كانت مرتفعة في الماضي ، مما دفع العلماء إلى القول أن الأحلام تتأثر بالتلفزيون خاصة أن هذه النسبة قلت بعد ظهور التلفزيون بالألوان.
  • المقلع عن التدخين حديثا عادة ما يرى أحلاما مزعجة.
  • بعكس الاعتقاد السائد، الشخير لا يمنعك من الحلم، حتى من يعانون من الشخير يحلمون.
  • الواقع قد يتداخل مع الأحلام خاصة في بداية دورة النوم عندما يكون الدماغ نائما بشكل جزئي.

لماذا نحلم؟

هناك عدد كبير من النظريات التي يجري استكشافها حول الأحلام، ففي حين يفترض بعض العلماء أن الحلم ليس لديه وظيفة، وأنه نتيجة للعمليات البيولوجية الأخرى التي تحدث أثناء النوم، تعتقد العديد من دراسات النوم أن الأحلام أو الحلم يخدم غرضا معينا، وتشير بعض النظريات الحالية أننا نحلم:

لأن الحلم هو عنصر هام لمعالجة الذاكرة، والمساعدة في توطيد التعلم والذاكرة وهو انعكاس لتجارب حياة اليقظة، وهو
وسيلة عمل صعبة ومعقدة للأفكار المقلقة، والعواطف، والخبرات، لتحقيق التوازن النفسي والعاطفي، حيث أن الدماغ يستجيب للتغيرات البيوكيميائية والنبضات الكهربائية التي تحدث أثناء النوم، وقد يكون الحلم فعلا وقائيا من الدماغ لإعداد نفسه لمواجهة التهديدات والمخاطر والتحديات.
ولا يحتمل أبدا أن تكون إجابة هذا السؤال بسيطة، أو أن نظرية واحدة يمكنها أن تفسر دور الحلم في حياة الإنسان سواء من الناحية البيولوجية أوالمعرفية أوالنفسية، فمن المحتمل جدا أن الحلم قد يخدم وظائف مهمة في كل من هذه المجالات.

متى تتوقف الأحلام؟

ومثل النوم، فإن الأحلام هي عرضة للانقطاع بسبب مشاكل في الصحة العقلية والجسدية، وهناك عدد من الشروط (وكذلك الأدوية) التي قد تؤثر على الأحلام، والتي يمكن أن تجعل الأحلام أكثر صعوبة وإثارة للقلق.

الاكتئاب والقلق غالبا ما ترافقها الكوابيس، ووجود الكوابيس قد يكون مؤشرا على شدة الاكتئاب، وقد وجدت الأبحاث أن من بين المرضى الذين يعانون من اضطراب اكتئابي، من يشهد كوابيس متكررة مع الميول الانتحارية، كما أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق هم أكثر عرضة لأحلام مرهقة، مزعجة، أو مخيفة، وأحيانا في شكل أحلام متكررة.

المخدرات والكحول أيضا يمكن أن تؤثر على الحلم، حيث أن الكحول يعطل دورة النوم الصحية الطبيعية ويؤدي إلى النوم المتقطع، كما أن الأرق يمكن أن يزيد من وثيرة الأحلام، ويؤدي أيضا إلى أحلام مزعجة ومرهقة، ويرتبط الحلم أيضا بتغير الظروف العصبية التنكسية، بما في ذلك مرض باركنسون وبعض أشكال الخرف.

أخيرا:

الحلم عالمي، فهو جانب دائم من جوانب حياة، وإن لم يكن يقتصر على البشر، لأن الحيوانات أيضا تحلم، والحلم هو شيء نقوم به يوميا منذ طفولتنا المبكرة، وسواء تذكرنا أحلامنا أو لا فإنها تبقى انعكاس لما يشغلنا ويقلقنا، وقد تكون هذه الأحلام جميلة نتمنى أن تتحقق في قرارة أنفسنا، كما أنها قد تكون كوابيس نتمنى أن نمحوها من ذاكرتنا.

فهل لازلت تعتقد أنك لا تحلم؟

 

 

 

 

شارك
نشر المقال:
محمد