الصحة الجيدة

هل نشرب عند الشعور بالعطش فقط؟ وهل شرب الماء أثناء الأكل مُضر؟ متى يحتاج جسمك للماء؟

في وقت زادت فيه النصيحة إلى الإكثار من شرب الماء، يتساءل بعدها البعض عن كيفية تنظيم هذا الأمر عمومًا، البعض يقول: أشرب حينما أشعر بالعطش، وبعضٌ آخر يقول: أشرب حينما أتذكر، وتتنوع التساؤلات عن أفضل الأوقات لشرب الماء، وتساؤلات أخرى عن علاقة الماء بفقدان الوزن والشعور بالكسل والإرهاق.

عزيزي القارئ: هل تشعر بصداع أغلب الوقت بدون سبب؟ إذن عليك محاولة شرب المزيد من الماء بانتظام!

بدون الدخول في تعقيدات علمية.. الجسم يحاول طوال الوقت الحفاظ على توازن دقيق بين كمية السوائل داخل وخارج الخلايا، أي خلل في هذا التوازن يبدأ جسمنا التعامل معه وقد يسبب هذا أعراض تنبيهية، وبعدها قد تحدث أعراض دلالة عن مشكلات من تجاهل الأعراض الأولى. 

عندما تقل السوائل داخل الجسم، تبدأ الخلايا في الانكماش أو الانقباض مما يحدث معها الشعور بالألم والصداع، هذا الصداع قد يحدث عند بعض الناس في مراحل متأخرة من الجفاف، أو في مراحل مبكرة، تبعًا لحالة الجسم وطريقة تعامله المختلفة مع كل خلل. 

الشعور الدائم بالصداع والإرهاق وعدم التركيز، آلام في أماكن مختلفة من الرأس، كل هذا يمكن تفاديه بالحصول على كميات معتدلة من الماء خلال اليوم.

الجسم يعلن حالة الطوارئ عند بداية فقدان السوائل وعدم تعويضها فيقلّ لدينا الشعور بــــ “العطش”!

الكثير من العمليات المعقدة التي تحدث عندما يبدأ الجسم بفقدان كمية محددة من السوائل وعدم تعويضها، يقوم جسمنا بهذه الأمور خوفًا من حدوث جفاف، الشعور بالعطش قد يكون التنبيه الأول الذي يرسله لنا الجسم حتى نبدأ في تعويض السوائل، ولكن هذا التنبيه المهم قد يقل لأسباب كثيرة، فبينما يكون الجسم في حالة جفاف شديدة.. يقل لدينا الشعور بالعطش! 

هذا لأن الجسم في حالة الجفاف يقلل خسارة السوائل فيقل التعرّق، يقل تدفق الدم المتوجه إلى الكلى فتقل الرغبة في التبول. كل هذا لأن الجسم يحتاج إلى الحفاظ على كل ذرة ماء. 

الشعور بالعطش يقلّ عند ممارسة أي نشاط أو مجهود كبير خاصة لو صاحب هذا ارتفاع في درجة حرارة الجو، يقلّ أيضًا لدى الأطفال وكبار السن، مما يستدعي وضع خطة منظمة لشرب الماء لديهم.

شرب الماء بانتظام، أم عند الشعور بالعطش!

تم عمل دراسات وأبحاث كثيرة على الطريقة الأمثل لشرب الماء، في دراسة حديثة عام 2018 تحت اسم: 

(Drinking Strategies: Planned Drinking Versus Drinking to Thirst) 

في النوع الأول Planned Drinking تكون كمية الماء مناسبة للسوائل المفقودة من الجسم، بالتالي لا يحدث جفاف ولا زيادة في كمية السوائل التي يشربها الإنسان خلال اليوم، خاصة أن الشعور بالارتواء بعد العطش يحدث والجسم لا يزال في حاجة إلى المزيد من الماء، بالتالي هذا النوع المنظم يحمي الجسم من الدخول في جفاف، والحماية من الإصابة من ضربة الحرارة أو الإنهاك الحراري. 

أما النوع الثاني Drinking to Thirst وهو شرب الماء في أي وقت وبأي كمية، يحدث هذا فقط عند الشعور بالعطش، وقد يكون هذا مقبولًا في أوقات النشاط القليل، أو الجو البارد والمعتدل، ولكن عند المجهود الكبير أو عند ممارسة نشاط أكثر من الاعتيادي يقل الشعور بالعطش بسبب محاولة الجسم التعامل مع حالة الجفاف الحالية كما ذكرنا في الفقرة السابقة. 

بالتالي نصح العلماء في نهاية الدراسة باستخدام النوع الأول وهو الشرب المنظم للماء عند بذل مجهود بدني أكثر من ساعة ونصف، خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة، أما في الجو المعتدل والمجهود البسيط قد نحتاج إلى النوع الثاني. 

كوب واحد من الماء في الصباح أشبه بتشغيل محرك السيارة والاستعداد للعمل!

شرب 8 أكواب من الماء يوميًا أمر مهم، لكن لو صاحب هذا اختيار الوقت المثالي لحدثت الفائدة الكاملة، وأثبت العلماء أن شرب الماء في الوقت الصحيح يحمي الجسم من الإصابة بآلام المعدة، وآلام القولون العصبي، والإرهاق، ويعمل ذلك على التقليل من تناول الطعام. وها هي أهم الأوقات التي يحتاج فيها الجسم لشرب الماء: 

1- عند الاستيقاظ من النوم: يحتاج الجسم في الصباح لكوب أو كوبين من الماء للتخلص من السموم وتنشيط الجهاز الدوري والمخ. 

2- قبل تناول الطعام: بشكل عام شرب الماء عند الشعور بالجوع يقلل من هذا الإحساس، ويقلل من كمية الطعام الذي ستتناوله بعدها، ويحمي المعدة من تأثير الأحماض عليها، ويفضل أن يكون ذلك قبل تناول الطعام ب 30 دقيقة. 

⚠ أحيانًا يكون شعورك بالجوع ما هو إلا شعور بالعطش.. لذلك فلتجرب شرب كوب من الماء! 

3- قبل وبعد التمارين الرياضية: ذلك للحماية من الجفاف ولتعويض السوائل المفقودة أثناء ممارسة الرياضة. 

⚠  تجنب شرب الكثير من الماء أثناء التمارين الرياضية، هذا قد يسبب خلل في المعادن داخل الجسم، ويسبب الشعور بالإرهاق، فقط كميات بسيطة جدًا على مراحل.

4-عند الشعور بالتعب أو الإرهاق: أحد أعراض الجفاف هي الشعور بالإرهاق، لذلك عند الشعور بهذا تأكد من شرب كميات مناسبة من الماء.

يدّعي البعض: شرب الماء أثناء الطعام يضر عملية الهضم!

يتداول أغلبنا نصيحة تجنب شرب الماء أثناء الطعام لأنه يضر عملية الهضم ويؤدي إلى تسريعها، وأثبتت دراسات كثيرة أن السوائل عمومًا لا تؤثر على عملية الهضم.

انتشار هذا الاعتقاد الخاطئ بأن الماء يسبب تخفيف لإنزيمات الهضم المهمة نتج عن عدم فهم واضح لعملية الهضم، هذه العملية التي تبدأ في الفمّ، وتستغرق ما بين 24 ل72 ساعة، بينما يتم هضم الماء في المعدة خلال نصف ساعة، وبالتالي أي تأثير على عملية هضم الطعام -لو حدث- سيكون مؤقتًا. 

مقالات شبيهة

الشمس .. هل ستشكل الحل الأنسب لإنتاج ماء الشرب

هذا ما تفعله المغرب خصوص توفير ماء الشرب و تطوير قدرات الفلاحين لديها

الأمر الثاني الذي يدحض هذا الاعتقاد الخاطئ هو أن الإنزيمات تلتصق بجزيئات الطعام ولا تؤثر عليها الماء، وتشير الدراسات أن على العكس قد يساعد شرب الماء أثناء الطعام على الشعور بالشبع وبالتالي يساعد في قلة تناول الطعام والشعور  بالشبع في وقت مبكر.

كوب الماء قبل النوم، النوم غير الكافي!

كوب الماء قبل الذهاب إلى النوم قد يضر عملية النوم الطبيعية، يقلّ تدفق الدم إلى الكلى أثناء النوم حتى يُمكن الإنسان من النوم لمدة 6 -8 ساعات بدون استيقاظ. 

شرب الماء قبل النوم مباشرة يُحدث خلل في هذه العملية مما يسبب نومًا غير كافيًا، لذلك علينا التوقف عن شرب أي سوائل ساعتين قبل الذهاب إلى النوم.

 

المصادر

1-  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5790864/#CR33

2-  https://www.medicalnewstoday.com/articles/317511#What-is-a-dehydration-headache

3-  https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/11528342

4-  https://www.everydayhealth.com/healthy-living/8-best-times-drink-water/

5-  https://www.washingtonpost.com/lifestyle/wellness/disregard-that-persistent-myth-you-can-drink-water-while-eating/2019/04/19/7f8f9b44-5ca6-11e9-a00e-050dc7b82693_story.html

6-  https://www.mayoclinic.org/healthy-lifestyle/nutrition-and-healthy-eating/expert-answers/digestion/faq-20058348

7-  https://nutritiouslife.com/drink-up/drink-water-during-meals/

8-  https://www.healthline.com/nutrition/drinking-with-meals#belief-about-liquids

9-  https://www.healthline.com/health/drinking-water-before-bed

 

شارك
نشر المقال:
Yomna Ayman