التصنيفات: متفرقات

هل سنرى طفرة السيارات الكهربائية في العام القادم؟

 

إذا كنت من المستهلكين العاديين، فقد لا تعنيك فكرة شراء سيارة كهربائية، فهي مكلفة جداً، ولا يستطيع شحنها، حتى ولو كان كاملاً، أن يسمح لك بقطع مسافات كبيرة بما فيه الكفاية، ولكن ابتداءاً من العام القادم وفي مثل هذه الوقت، ستتحول الفكرة لتصبح جدية للجميع.

سيكون من الصعب تتبع جميع السيارات الكهربائية المتنافسة التي ستظهر قريباً في صالات العرض، وخاصة مع تسارع إعلان شركات صناعة السيارات الكبرى عن عرض سياراتها الفاخرة في السوق الشامل، ولكن يبدو بأن العدد الأولي قد وصل إلى نصف الدزينة وهو ما زال يزداد، وهذا يدل على أن أصحاب الشركات لا يهدفون فقط للظهور بمظهر المحافظين على صحة الكرة الأرضية، بل إنهم أيضاً يسعون لبيع الكثير من السيارات.

يعتقد بأن تكلفة هذه السيارات ستصل لما بين الـ30,000 و الـ45,000 دولار، أما المسافة التي يمكن أن تقطعها، فيعتقد بأنها ستسير لمسافة 200 ميل أو نحو ذلك لكل مرة يتم فيها شحن السيارة، وهذا ربما يكفي لتخفيف الخوف من التعرض للإنقطاع في الليل إذا ما حلت عاصفة ثلجية، ولكن السعر والمسافة التي قد تتمكن السيارة الكهربائية منقطعها ليسا السببين الوحيدين اللذان قد يدفعا السائق العادي لإعادة النظر بامتلاك هذه المركبة، فشركات صناعة السيارات تقوم أيضاً بإضافة بعض التكنولوجيات المتقدمة للسيارات التي تعرضها، وبشكل أكثر تحديداً، مهام التحكم الذاتي.

سيارة (Bolt) التابعة لـ(جنرال موتورز)، وسيارة (Leaf) التابعة لـ(نيسان)

أول هذه السيارات الكهربائية المليئة بالتقنيات ستكون (Bolt) التابعة لـ(جنرال موتورز)، هذه السيارة التي سيصل سعرها إلى حوالي الـ30,000 دولار بعد الحسومات الحكومية، كان من المفترض أن تصل إلى صالات العرض في عام 2017، ولكن جنرال موتورز، بعد أن استشعرت تدافع المنافسين إلى الساحة، سرعت من عملية الإنتاج.

ولكن طرح (جنرال موتورز) لسياراتها قبل جميع الشركات إلى الأسواق، لا يعني بأن (Bolt) هي السيارة التي يجب عليك التدافع لشرائها، وهذا الأمر أصبح أكثر واضحاً بعد أن قامت شركة نيسان في 27 من تشرين الأول، بكشف النقاب عن سيارتها المفاهيمية في طوكيو، والتي تبدو وكأنها نموذج للإصدار الجديد لسيارتها الرائعة (Leaf).

من الناحية التقنية، فإن السائق العادي كان قادراً على شراء هذه السيارة الكهربائية النقية منذ عام 2010 مع صدور النسخة الأولى من الـ(Leaf) ، والتي كان سعرها أقل من 30,000 دولار، ولكن حتى الآن، لم تستطع (Leaf) السير لأكثر من 70 أو 80 ميلاً في كل مرة كان يتم شحنها فيها، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يقف خلف عدم بيع أكثر من 200,000 سيارة منها فقط فقط حول العالم في السنوات الخمس الماضية.

ولكن السيارة المفاهيمية التي تم عرضها من قبل شركة (نيسان) في طوكيو، ستحول (Leaf) بحلول عام 2020 إلى سارة أنيقة وعصرية، تمتلك وظائف مستقلة كاملة، فإذا كانت السيارة الجديدة التي طرحتها (نيسان) هي فعلاً الإصدار الجديد من سيارة (Leaf)، وإذا ما بيعت بالسعر ذاته الذي ستباع به سيارة (Bolt)، فسيتوجب على (جنرال موتورز) إما تخفيض سعر سيارتها أو العودة لتصميم نموذج أفضل، حيث يبدو بأن (Leaf) سترفع من سقف المنافسة.

نموذج تسلا الثالث، ومشروع آبل السري

من جهة ثانية، فإن سيارة (نيسان) الرائعة قد لا تشكل أي تحدٍ للمتنافسين اللذين يبدو بأنهما يتصدران ساحة السيارات الكهربائية، (تسلا) و(أبل)، ففي شهر آذار، ستقوم (تسلا) بكشف النقاب عن نموذجها الثالث، وهي سيارة لم يتم وضعها بعد على خط الإنتاج، ساعدت بشكل فريد على تحفيز ازدهار السيارات الكهربائية ضمن الأسواق المتوسطة السعر.

الجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة تسلا (إيلون موسك) هو من وضع معايير سوق السيارات الكهربائية، معيار السعر 35000 دولار والمسافة 200 ميل، مما جعل جميع شركات تصنيع السيارات تصاب بالإحباط بعد أن أصدر سياراته المذهلة من نموذج (S) و(X)، ومنذ ذلك الحين، وصانعو السيارات ينتظرون صدور النموذج الثالث من تسلا مع خوف مطلق.

تبعاً لـ(موسك) فإنه سيتم طرح النموذج الثالث للبيع بنهاية عام 2017، ولكن نظراً للنفس الطويل الذي عادة ما تتميز به (تسلا) عند إصدار منتجاتها الجديدة، فعلى الأرجح لن تطرح السيارة في الأسواق إلا في عام 2019 أو 2020، ولكن في الوقت نفسه، تعمل شركة (آبل) بمكر وخلسة تامة على مشروعها السري (Titan)، وعلى الرغم من أنه لا يوجد أحد خارج المنظمة يعلم الجزء الذي تسعى أبل إليه من السوق بمساهمتها في صناعة السيارات الكهربائية، أو متى سنرى تلك المساهمة على وجه التحديد، ولكن، إلى جانب النموذج الثالث من تسلا، فإن هذا النموذج سيكون بالتأكيد محط أنظار السائقين المتحمسين للسيارات الكهربائية.

تذكر بأن بطارية السيارات الكهربائية ليست كهربائية فقط

إن العدد القليل من شركات تصنيع السيارات، التي تحاول الإنضمام إلى سباق السيارات الكهربائية، تتنافس جميعها على إصدار البطاريات الأفضل، فكل من (تويوتا) و(هوندا) قامتا بإطلاق سيارات كهربائية تعمل على خلايا وقود الهيدروجين – تويوتا ((Mirai، التي تم طرحها للبيع في ولاية كاليفورنيا، وهوندا (Clarity)، التي من المقرر أن يتم طرحها في الأسواق اليابانية العام المقبل-، وبالإضافة إلى ذلك، فإن مرسيدس ستطلق سيارتها (F Cell) في عام 2017.

ولكن من جهة أخرى، فإن السيارات التي تعمل بخلايا الوقود لا تزال خارج نطاق القدرة المادية للسائق العادي، حيث أن سعر سيارة (Mirai) قد وصل إلى 58,000 دولار، في حين أن سعر (Clarity) سيصل إلى حوالي الـ63,400 دولار، ولكن هذه الخلايا تنافس البطاريات الكهربائية سواء أكان ذلك من ناحية المسافة التي تقطعها، فسيارة (Clarity) على سبيل المثال يمكن أن تقطع مسافة 400 ميلاً في كل مرة يتم فيها شحن السيارة، أو من ناحية الوقت الذي يستغرقه شحن السيارة،  فباستخدام مضخة هيدروجينية، يمكن للسائق أن يشحن السيارة بالكامل في غضون ثلاث إلى خمس دقائق.

 

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير