التصنيفات: الصحة الجيدة

هل زي السباحة المضاد لأسماك القرش حقيقي؟

هجمات أسماك القرش مسئولة عن أربع أو خمس وفيات في العالم كل سنة تقريباً، في كل مرة ندخل فيها إلى المحيط فإن فرصة مواجهة خطر الفك المفترس فجأة، حتى لو كانت نادرة، فإنها محتملة، وثمنها باهظ، الحياة، السؤال هو: ألا يمكن أن تسعفنا التكنولوجيا لمواجهة هذا الأمر؟ أو على الأقل تقليلها، الجواب ربما يكمن في هذا الابتكار.

هذا الابتكار عملت عليه شركة أسترالية تسمى SAMS، وهو اختصار لجملة “أنظمة تخفيف هجمات أسماك القرش”، والذي قام بتأسيسه كلاً من هاميش جولي وكريج أندرسون في 2011، وقد كانت الفكرة خلفه بسيطة جداً، إيجاد وسيلة علمية لتصميم زي سباحة أكثر أماناً، وقد تطلب هذا بالتأكيد مساعدة بعض العلماء، لذلك فقد طلبت الشركة بعد تلقي التمويل من الحكومة الأسترالية الغربية من البروفيسور شون كولين والدكتور ناثان هارت من معهد المحيطات في جامعة أستراليا المساعدة، وبعد بعض البحث تمكنوا من إصدار الصورة الأولية لمنتجهم.

أسماك القرش تعتمد على العيد من الحواس عندما تتبع ضحيتها، لكن حاسة البصر هي التي تكون حاسمة في قرار توجيه ضربتها، وهذا ما استغله كولين وهارت، فقد قالا في الدراسة التي نشراها أن عيون أسماك القرش تحوي خلايا مخروطية من نوع واحد، مثل الحيتان والدلافين، لذلك فمن المرجح أنها مصابة بعمى الألوان ترى المشاهد بالأبيض والأسود، ومن هذه النتائج قاموا بتطوير الأساسات التي بنوا عليها تصميمين، الأول لتمويه الغواصين من أسماك القرش والثاني لطردها.

فكون أسماك القرش عمياء للألوان، فإن تحديدها للأهداف يعتمد على تباين السطوع، ولذلك فقد قرروا مجموعة من أطياف الإنعكاس المثلى التي يصعب تحديدها في الظروف المعتادة في المياه الأسترالية الغربية، لكي يستخدموها في هذا الرداء، نفس فكرة تمويه الجنود في المعارك، لكن هذه المرة مضبوطة على عيون أسماك القرش.

أما بالنسبة للتصميم الطارد لأسماك القرش فقد كان أقل تعقيداً، فقد اعتمد تصميمه على فكرة أن معظم أسماك القرش لا تحب أكل ثعابين البحر، وقام العلماء من وحي ثعبان البحر بإبلاغ الشركة المصنعة بمقاييس معينة لعرض خطوط الزي معتمدين على قوة التبين المكانية لدى أسماك القرش، والتي تحدد المسافة التي يمكن للقرش أن يشاهد فيها الخطوط بوضوح.

وقد أشار هارت إلى كلام أحد علماء الأحياء البارزين والتر ستراك والذي أشار إلى فعالية ذلك، لكن، على الصعيد الآخر، فقد قال جوجرج بورجيس مدير برنامج فلوريدا لأبحاث أسماك القرش للناشيونال جيوجرافيك أن هذا خاطئ، وأن هذا التصميم المخطط لن يكون طارداً، وإنما جاذباً لأسماك القرش، بسبب تباين السطوع فيه، بين المظلم والمضئ!

الخلاصة أنه لا يوجد إجماع علمي على رأي ما حتى الآن، على شئ يطرد أسماك القرش، والشركة كانت واضحة عندما قالت إنها لم تحدد مدى فعالية مخططاتها بعد، لكن الاختبارات الأولية التي أجرتها أثبتت أنها على بعض الصحة، فقد أظهرت الاختبارات التي نفذها معهد المحيطات أن منتجات الشركة كانت فعالة في ذلك، عندما قامت القروش بترك المواد التي غلفت بمنتجاتها وأكلت المواد التقليدية الأخرى السوداء المكونة من النيوبرين، وطرحت الشركة الرداء للبيع بأسعار تبدأ من 440 دولار.

فيما يلي فيديو لموقع تيد يتحدث عن هذه الفكرة 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير