يتسائل الجميع.. متى ينتهي وباء فيروس كورونا العالمي، هل يستمر الوباء في إصابة ووفاة الملايين من البشر؟
أم ربما يأتي اليوم الذي تعلن فيه منظمة الصحة العالمية أنه تم القضاء على هذا الوباء مثل غيره من الأوبئة، ولا تسجيل لإصابات جديدة؟
تنقسم نهايات الأوبئة إلى نوعين: نهاية طبية، ونهاية اجتماعية.
عندما يسأل الناس السؤال المشهور: متى ينتهى وباء كورونا العالمي؟ فهم يقصدون به النهاية الاجتماعية!
وتعد النهاية الاجتماعية نهاية خوف وهلع أغلب الناس من الإصابة، تنتهي نوبات الهلع لا بسبب أن فيروس كورونا قد انتهى.
ولكن بسبب أنهم سئموا من الشعور الدائم بالخوف والقلق!
عانت البشرية من الخوف الشديد منذ بداية انتشار فيروس كورونا، فرضت دول عدة حظرًا كاملًا للتجول، أغلقت المطارات والأسواق التجارية، والمطاعم، والحدائق العامة، التزم أغلب الناس بالتباعد الاجتماعي وكل الإجراءات الوقائية.
مكث الجميع في بيته خوفًا من الإصابة، ومع انخفاض ملحوظ في عدد الإصابات -الأكثر احتمالًا بسبب الإجراءات الوقائية- بدأت هذه الدول في تقليل ساعات حظر التجول.
ثم إلغاؤه بعد ذلك. فهل انتهى وباء كورونا؟ أم وباء الخوف؟
لا أحد يعلم بالضبط كيف توقف الطاعون عن حصد ملايين الأرواح، يعتقد بعض العلماء أن الطقس شديد البرودة ربما سبب موت البراغيث التي تنقل المرض.
أم هل بسبب إصابته للفئران بنية اللون بدلًا من سوداء اللون؟ التي تعد أكثر قوة ولا تعيش بكثرة بجوار الناس.
وهناك افتراضات أخرى بحدوث ضعف في البكتيريا المسببة للمرض.
ولكن كل هذه الافتراضات تشير لسبب انتهاء الوباء، وليس المرض! فلا زال الطاعون يصيب البعض في أماكن مختلفة من العالم.
مع وجود مصل كفء ضد الجدري حدث قضاء تام على مرض الجدري بعد سنوات من حصده لأرواح كثيرة، وفي عام 1977 في الصومال كان آخر مصاب بالجدري المميت.
بعد اجتياحها للملايين من البشر يتراوح ما بين 50 مليون إلى 100 مليون، بسبب عدم توفر الإمكانيات الطبية مثل المضادات الحيوية، والرعايات المركزة، ومصل الإنفلونزا.
مع مرور السنوات وتطور الإمكانيات تحولت الإنفلونزا لأنواع أقل خطورة.
ومع اتباع إرشادات الوقاية والتباعد الاجتماعي والحجر الصحي وتوفر المصل الخاص بها، انتهى وباء الإنفلونزا مع موجات تحدث كل عدة سنوات.
يستفيد العلماء من الأوبئة السابقة في إيجاد نهاية مناسبة للوباء الحالي، حتى الآن لا يزال العالم يواجه فيروس كورونا. ومن المهم الإشارة لذلك، فعلى الرغم من تقليل الدول للإجراءات الوقائية إلا أن كل يوم يُصاب آلاف من البشر.
النهاية الاجتماعية تفيد اقتصاد الدول، وتساعد على تقليل الهلع، ولكنها قد تأتي بنتائج عكسية بزيادة عدد الإصابات.
لذلك لا تنتهي الأوبئة فقط بنهايات اجتماعية، حتى تنتهي مثل الأوبئة السابقة تحتاج إلى:
هذه الإجراءات تساعد في التحكم في عدد الإصابات، وتكسب العلماء المزيد من الوقت حتى الوصول إلى حل جذري.
حتى الآن يحاول العلماء معرفة هل سيحقق المصل مناعة بعيدة المدى، أم مناعة قصيرة المدى، ولكن في كل الأحوال يساعد وجود المصل على تقليل عدد الإصابات.
1- https://www.scientificamerican.com/article/how-the-covid-19-pandemic-could-end1/
2- https://www.cdc.gov/flu/pandemic-resources/reconstruction-1918-virus.html
3-https://www.nytimes.com/2020/05/10/health/coronavirus-plague-pandemic-history.html