فيزياء

هل ترى أو تشعر بوجود الأشباح؟ العلم يفسر لك ذلك

كان البشر يروون قصص الأشباح قبل فترة طويلة من البدء بتسجيل التاريخ ذاته.

وتعد إحدى أقدم قصص الأشباح المعروفة الأوديسة لهوميروس، والتي تم تدوينها في القرن الثامن قبل الميلاد.

في القصة يسافر أوديسيوس إلى العالم السفلي ويواجه الأرواح.

ولكن بفضل العلم أصبحنا الآن قادرين على تفسير بعض الظواهر الغريبة مثل الأشباح والأرواح والشياطين ومختلف أنواع السلوكيات الخارقة.

تجربة مثيرة

عندما يتعلق الأمر بالتجربة الإنسانية، يمكن لحواسنا أن تضعنا ضمن فوضى كاملة من الاضطرابات،

لأنها يمكن أن تنخدع بسهولة أو يساء تفسيرها، وخصوصاً عندما يضاف الخوف إلى هذا المزيج،

ولكن الخوف هو المحرك الذي جعل (فيك تاندي)، وهو مهندس بريطاني ومحاضر في مجال تكنولوجيا المعلومات،

يفكر بما يجري ضمن المختبر الذي كان يعمل فيه، حيث كان يعمل في إحدى الليالي في مختبر أبحاث شركة للتصنيعات الطبية في الثمانينيات من القرن الماضي،

وكان زملاؤه في العمل قد زرعوا بالفعل في رأسه فكرة أن المختبر مسكون بالأشباح،

غير أنه كان دائماً ما يربط ما بين ذاك الشعور الذي كان الموظفون الآخرون يخبرونه عنه والأجهزة التي تعمل باستمرار في المختبر،

وحينها بدأ يراود (تاندي) شعور لا يتزعزع بأن شخصاً ما أو شيء آخر كان موجوداً معه في الغرفة،

على الرغم من أنه كان وحيداً تماماً، وبدأ يشعر بأنه يرى شيئاً بطرف عينه، غير أن ذلك الشيء كان يختفي بمجرد أن يلتفت ليواجهه.

عندما عاد (تاندي) إلى المختبر في اليوم التالي، حدث أنه كان يحمل معه سيفاً للمبارزة،

وفي الوقت الذي كان فيه السيف موضوعاً بشكل ثابت تماماً أمام (تاندي)،

لاحظ بأن النصل بدأ يهتز، فتوقع أن شيئاً ما داخل المختبر هو ما يسبب هذا الاهتزاز،

وانتهى بحثه باكتشاف أن المروحة التي كان قد تم تثبيتها مؤخراً في المختبر، كانت تهتز وتولد أصواتاً ذات تردد منخفض تعرف باسم الموجات تحت الصوتية.

النتيجة المريحة

تبين بأن هذه الأصوات، والتي عادة ما تكون تحت عتبة السمع البشري، كانت هي شبح (تاندي)،

حيث أنه عندما يكون تردد الموجات تحت الصوتية مساوياً لحوالي 19هرتز،

يتردد صداها على مقلة العين البشرية ويجعل الأشياء التي تقع في حقل الرؤية الطرفية، مثل ذرات الغبار،

تبدو أكبر وأكثر رعباً مما هي عليه بالفعل، وقد قام (تاندي) بنشر النتائج التي توصل إليها في مجلة (Society for Psychical Research)،

وقد قام بإلحاق ذلك البحث بآخر مماثل له بعد التحقيق بقضية قبو مسكون يعود للقرن الـ14، وإيجاد حالة أخرى من الاهتزازات تحت الصوتية.

إذاً ما الذي يحدث هنا؟ تبين بأن الموجات تحت الصوتية يمكن أن تؤثر على البشر والحيوانات بالعديد من الطرق،

مما يتسبب في شعورهم بعدم الراحة، والدوخة، وعدم وضوح الرؤية (عن طريق تطبيق اهتزازات على مقل عيونهم)، وفرط التنفس والخوف،

مما قد يؤدي إلى إصابتهم بنوبات من الذعر، وإذا كنت تريد أن تجرب ذلك بنفسك،

يمكنك الاستماع إلى تسجيل 18.98 هرتز على موقع يوتيوب، ولكن قد تختلف مساحة شعورك، فقد تختبر الرؤى الشبحية، أو ربما حتى الشعور بالشلل الذي تشعر به فريسة النمر التي تستمع للهدير ذو التردد المنخفض الذي يصدره المفترس فقط قبل أن يداهمها، وقد لا تشعر بأي شيء على الإطلاق.

 

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير