هل تتجسس علينا الأقمار الاصطناعية
يشكك الكثير من الناس في مهمة بعض الأقمار الصناعية، وتتسائل الكثير من التحليلات “هل تتجسس علينا الأقمار الاصطناعية” وهو ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال.
أطلقت وكالة الإستخبارات الأمريكية قمراً صناعياً للتجسس بنجاح؛ عبر صاروخ سبيس إكس فالكون 9 القابل للاستخدام في فبراير من العام الماضي. وقد دخل القمر الصناعي الملقب NROL-87 في مداره بينما عاد الصاروخ فالكون مرة أخرى إلى الأرض.
ويعد قمر التجسس المطلق ضمن فئة أقمار التجسس الأمريكية Orion التي بدأت العمل عام 1995م. وهي تابعة لأقمار التجسس الأمريكية كورونا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
في الولايات المتحدة، يتراوح عدد الأقمار الصناعية المدونة أنها عسكرية ما بين 400-500 قمراً صناعياً لكن ليست بالضرورة كلها أقمار تجسس، فيعرف بعضها بأنه قمر عسكري-مدني أو عسكري-حكومي، وتمتلك الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 154 قمراً صناعياً عسكرياً منها ما يقارب 49 قمراً من نوع NRO والمعروفة بأنها أقمار تجسس.
ومن المعروف أن روسيا تمتلك 71 قمراً صناعياً عسكرياً بينما تملك الصين 63 قمراً صناعياً عسكرياً. أما فرنسا وألمانيا وإيطاليا والهند والمملكة المتحدة والمكسيك واليابان وتركيا وإسبانيا فلديها أقل من 10 أقمار صناعية عسكرية.
تمثل الأقمار الصناعية التجسسية حوالي خمس الأقمار الصناعية حول العالم، إذ يتراوح عدد الأقمار الصناعية ما بين 2500-2800 قمراً صناعياً نشطاً حول العالم منها ما هو لغرض عسكري أو غير عسكري مثل: مراقبة الأرض أو الأقمار الخاصة بعمل الإنترنت.
يمكن للأقمار الصناعية التجسس علينا بكل سهولة داخل بيوتنا وعبر هواتفنا من خلال خاصية تحديد الموقع أو GPS، ومعرفة ما يمكن أن تفعله الآن وإعطائك الخيارات المتاحة لاهتماماتك.
يقول المهندس السابق بات نوريس، العامل في وكالة ناسا في مهمة أبولو إلى القمر: “في بداية استخدام الأقمار الصناعية للمراقبة، استخدمت الأفلام الرطبة والتي كان لا بد من إرسالها للأرض عبر كبسولة فضائية ثم تلتقط من خلال مظلة طائرة لتنقل في النهاية إلى المختبر. قد تستغرق هذه العملية أياماً أو أسابيع وأحياناً عدة أشهر لإمكانية رؤية تلك الصور”.
أما الآن، يستغرق نقل بيانات القمر الصناعي إلى محطة الاستقبال الأرضية 5-10 فقط، ثم ترسل المحطة الأرضية تلك البيانات إلى المحطات الأخرى المراد الإرسال إليها. وإذا لم توجد محطة أرضية متاحة لاستقبال البيانات من القمر الصناعي، يمكن للقمر الصناعي إرسال البيانات إلى محطة فضائية أخرى تابعة أو صديقة لإرسال البيانات من خلالها إلى الأرض.
من المعروف أن حجم الصور كبير قد يصل إلى ميجابايت للمشهد الواحد، لذا يستمر إرسال البيانات 24 ساعة على مدار العام، ولسهولة إرسال البيانات بسرعة وفي نفس اللحظة أطلقت الولايات المتحدة العديد من أقمارها الفضائية بغرض التجسس.
الجدير بالذكر أن أقمار التجسس ليست جميعها عسكرية، فمنذ 20 عاماً فقط كانت الصور الواردة من الأقمار الصناعية متاحة للعسكريين فقط، أما الآن فهي تابعة لهيئات عسكرية أو غير حكومية أو حتى تجارية لأغراض متعددة، منها: مراقبة التنمية الحضرية والريفية والزراعة وتغير المناخ وحركة المرور على الطرق أو تهريب البشر عبر الحدود.
ويعمل مكتب الاستخبارات الأمريكي التابع لهيئة الفضاء NRO مع بعض الشركات التجارية التي تمتلك أقماراً صناعية مثل: شركة Rocket lab للحصول على صور عالية الدقة، على مسافة تقدر بحوالي 25 متراً تقريباً طبقاً للوائح الفيدرالية الأمريكية، وهو ما لا ينطبق بالطبع على صور الأقمار الصناعية العسكرية التي توضح تفاصيل الصور بأقل من تلك المسافة وبدقة عالية جداً للمواقع أو الأهداف العسكرية.
وبالرغم من تهافت الدول على التسلح بأقمار التجسس، فهناك العديد من المطالبات بفرض قواعد صارمة على البيانات الموجودة لدى شركات التجسس أو مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بات الاختباء من كاميرات التجسس وكأنه أمراً مستحيلاً اليوم.
المصدر:
https://www.dw.com/en/modern-spy-satellites-in-an-age-of-space-wars/a-54691887