TED بالعربي

علي الراشد على منصة تيد بالعربية.. قصة نجاح عالمية لمهندس قطري

قصة نجاح أخرى رويت في قمة تيد بالعربي، هذه المرة لمهندس قطري متخصص في الذكاء الاصطناعي والامن السيبراني هو علي الراشد.

تحدث الراشد في خطابه عن قصة ملهمة بدأت بسعيه لحل مشكلة نعاني منها في حياتنا اليومية ثم تطورت احداثها ليواجه القسوة غير المبررة في الحكم على مبادرته لحل هذه المشكلة لتحسين حياة من حوله في المجتمع.

التجربة بدأت عندما لاحظ الراشد والذي كان بدوره موظفًا في احد المطارات الانزعاج الذي يسببه طول انتظار المسافر أثناء إجراءات التفتيش التقليدية، مما دفعه للتفكير بحل يقلص وقت التفتيش ويوفر تجربة سفر أكثر راحة وسلاسة للمسافرين.

آمن علي بنقطة محورية بدأ حله من خلالها واستند إلى أن “عيون الناس تحكي كوامنهم“، فلاحظ من خلال تجربته في العمل أن عين الإنسان تظهر ما يخفي في غالب الأحيان، فالمخطئ والمتوتر يظهر ذلك من نظراته، وهنا بدأ رحلته في البحث عن آلية لاكتشاف التوتر من خلال جهاز يراقب العين و مؤشراتها الحيوية.

بعد فترة من التجارب والبحوث نجح علي في اختراع جهاز يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل صورة العين، ونجح في اكتشاف ثلاثة أعراض رئيسية من خلال صورة العين فقط، هي “التوتر وتعاطي المخدرات والأمراض الوبائية“.

فتح الاختراع آفاقا واسعة في مجال البحث ومراقبة المسافرين وسهل حياة الكثيرين، إذ وفر الكثير من الوقت والإجراءات المعقدة في عمليات التفتيش الأمنية في المطارات والمؤسسات.

لكن هذا النجاح لم يكن نهاية قصة علي، واجه جهازه الكثير من الانتقادات، على الرغم من كونه لا يستغرق أكثر من ثانيتين لتحليل الشخص العابر من أمامه، بمقابل عدة دقائق تستغرقها الطريقة التقليدية.

لم يستسلم صاحب الحكاية لهذه النكسة التي تعرض لها، فأخذ يعمل على تطوير اختراعه مكنته أخيرا من تطوير جهازه ليستطيع تتبع وتحليل اكثر من 1800 شخص في الساعة، ليصبح جهازه الأسرع من نوعه في العالم، ويحصد على إثره عدة جوائز عالمية من أهمها جائزة نخبة المخترعين العالمين.

حصل علي أيضا على المركز الأول في عدة معارض علمية عالمية منها معرض جنيف، لكي نستكمل هذه الحكاية المبهرة، ونتعمق في تفاصيلها القيمة؛ قابلنا المهندس علي الراشد الذي يمثل قصة نجاح في حل المشاكل وتحدي الصعوبات، وسألناه الاسئلة التالية:

سيد علي هي الآلية التي يقوم بها البرنامج في كشف هذه الأعراض الثلاثة “التوتر والأمراض الوبائية وتعاطي المخدرات”؟

بداية الجهاز مبني من جانبين متكاملين، من جانب الهارد وير هناك حساسات وعدسات خاصة وبنفس الوقت مبني بالذكاء الاصطناعي، الذي يعمل مسحة على الشخص بالإشارات الصادرة من المخ بتجاه العين، هذه الحساسات تلقطها بشكل سريع والذكاء الاصطناعي يعالجها ويحددها لثلاثة تصنيفات، التوتر وتعاطي المخدرات والأمراض الوبائية.

أين يستخدم هذا الاختراع اليوم؟

الحمد لله تم تطبيقه في أكثر من جهة في الدولة ونجح بفضل الله، وأضاف قيمة علمية جديدة حيث نشرت عليه بحوث علمية حتى أصبح هذا الجهاز يدرس اليوم.

كيف تعاملت مع القسوة المفرطة في الحكم على جهازك؟

لجأت في البداية لله سبحانه وتعالى، وعدت للتفكير كيف أطور من هذا الجهاز، في البداية كان يحتاج إلى ثانيتين قبل أن يعطيك مؤشر بعد ذلك سعيت للوصول إلى سرعة أكبر، فوصلت بفضل الله إلى سرعة تمكن الجهاز من التقاط الإشارات حتى أثناء مشي الشخص، وكان في ذلك صعوبة كبيرة، حيث أن محاولة كشف حدقة العين والقزحية وتحليلها في أجزاء من الثانية قريب من المستحيل، إلا أنه وبحمد لله وصلنا إلى هذه النتيجة ممتازة، ومن هنا عادت الثقة إلينا مرة أخرى، فمثلت قطر في معرض مخترعين النخبة العالميين، وأخذت المركز الأول على العالم، فكان الإحباط الذي جاء من البعض سبباً ودافعاً لنجاح أكبر أوصلنا للعالمية.

سؤالنا الأخير، أنهيتم الخطاب بحماسة كبيرة جداً وقلتم إن هذا النجاح لا يعني النهاية، ما رؤيتك المستقبلية ورسالتك للشباب القطري والشباب العربي عموما؟

يجب على الشباب أن يطمح ويتطور، أن يبحث عن مشكلة ويسعى لحلها، فهذا هو أقوى ابتكار وانجاز، الحاجة دائماً أم الاختراع، أبحث عن مشكلة موجودة وتؤثر على حياة البشر، وأسعى خطوة خطوة لإيجاد حل لهذه المشكلة، البداية تكون الخطوة الأولى هي الأصعب، ولكن بعد ذلك تسهل الامور بالإرادة والتصميم، ويستطيع الشباب حينئذ أن يحدث الأثر.

المهندس والمبتكر علي الراشد شكراً جزيلا لك.

شارك
نشر المقال:
عبد العزيز خرابشة