أخبار العلوم

هذا ما يتنافس عليه المخترعون العرب، وهذه أهم الابتكارات الموجودة

شهدت الحلقة السادسة من برنامج نجوم العلوم في إصداره (نجوم العلوم-11)، تحديات جديدة ومنافسة عالية بين المشتركين وأحداثًا استثنائية تحدث لأول مرة في برنامج نجوم العلوم. على مدى قرابة شهر واحد كان على المتسابقين اعداد نموذجٍ عملي أولي (Prototype) لعرضه على لجنة التحكيم بعد مرحلة اثبات الفكرة وفعاليتها (Idea Proof) عبر تقديم نموذج أولي قادرٍ على تقديم نبذة مصغرة لتقييم مدى نجاح وقابلية تطبيق الفكرة.

خضع المتسابقون خلال هذه الفترة لتحدياتٍ وضغوطات وعملٍ مستمر لتحقيق أهم الخصائص والسمات وأبرزها التي تحقق الهدف الرئيسي لأفكارهم. حيث مع مرور الأسابيع يزداد التنافس بين المشتركين في سبيل الحصول على لقب نجم العلوم ومع نهاية كل حلقة يخرج إحدى المشتركين. في مرحلة الهندسة يقع على عتاق المشتركين تقديم نموذج أولي يتم من خلاله تقييم الأداء العملي للجهاز ومدى إمكانية تطبيق الفكرة عمليًا أم لا؟

ارتكزت معايير اللجنة في تقييم أداء المتسابقين بناءً على ثلاثة معايير وهي درجة نجاح المنتج ومواصفات أداء النموذج الأولي والاستعداد الشخصي.

بدأت مرحلة الهندسة مع كلاٍ من المشتركة نهى أبو يوسف من الأردن والمشترك محمد الخراط من تونس. وللتذكير تقوم فكرة د. نهى على توفير لاصق مفعل لجفن العين المغموشة، أما د. محمد ترتكز فكرته على ابتكار لباس سباحة ذكي لإنقاذ الآلي.

في المرحلة السابقة “اثبات الفكرة” استطاعت د. نهى اثبات فكرتها عبر استخدام جهاز استشعار يعتمد على أشعة تحت الحمراء واختبار مدى إمكانية تحريك عضلة صغيرة في الجسم (عضلة الابهام) لقياس مدى استجابة الجهاز مع كل رمش للعين. في مرحلة الهندسة استطاعت د.نهى تجربة الجهاز على العضو الأساسي (العين) بدلًا من عضلة الابهام. في بداية اختبار النموذج الأولي كان الحهاز قادرًا على اغلاق العين جزئيًا. لكن مع زيادة الإشارات الكهربائية واجراء تعديلات تقنية على الجهاز، توصلت إلى اغلاق العين بشكل كامل. كما أنها أجرت اختبارات على عدة أشخاص عبر استخدامها نظارة قادرة على تنسيق وتحديد العين الصحيحة من العين الكسولة!

بعد تساؤلات ونقاشات وحواراتٍ دارت بينها وبين لجنة التحكيم حول إذا ما كان الجهاز يحدث تأخيرًا خلال عمله وبالتالي لا يستطيع الجهاز اجراء تقدير صحيح لمعدل الرمش (400 ملي ثانية وفقًا لقياساتها التجريبية) وبالتالي اغلاق عينٍ قبل الأخرى، إلا أنها أوضحت أنها قد أجرت الاختبارات على مجموعة من الأشخاص، ولم يكن هناك أية تأخيرٍ من الجهاز عند الأشخاص في حالتهم الطبيعية (وهم أصحاء)، فكيف عند الأشخاص الذين تتضمن حالتهم خللًا وظيفيًا في الجهاز العصبي. مؤكدة على أن التأخير غير وراد اطلاقًا.

مقالات ذات صلة

تسعة أعوام على برنامج نجوم العلوم فأين وصل وماذا قدم

من جهته، ثلاثة تحدياتٍ واجهت المشترك محمد الخراط متعلقة بشكل التصميم النهائي وجهاز نفخ الوسادة الهوائية وقدرة الجهاز على اكشاف حالات الغرق. بدأ خلال عمله في مرحلة الهندسة على برمجة خوارزميات قادرة على الكشف والتعرف على الشخص إذا ما كان يتعرض للغرق أم لا. خلال تجربة النموذج الأولى، كانت الأسابيع الأولى مليئة بالتنافس والتحديات، لاسيما مع مرور أكثر من نصف المرحلة دون كتابته أية خوارزميات. مشيرًا خلال التقرير أن كتابة الخوارزميات يأتي بعد التأكد من أن الجهاز مقاوم للماء!

أما عن النتائج التي توصل لها فقد تمكن من بناء خوارزمية قادرة على التعرف على حالات الشخص المختلفة، وقد أثبتت الاختبارات الأولية قدرة الجهاز على الكشف عن حالة الشخص في الوضع الطبيعي وعلى اكتشاف الشخص عندما يكون مغمورًا تحت الماء، لكن واجه مشكلة وعطًلا فنيًا في الجهاز وخصوصًا في آلية الانتفاخ (inflation mechanism)

لكن التحدي الأكبر والأهم بالنسبة للجنة التحكيم كان، التأكد من قدرة الجهاز على انقاذ الشخص من الغرق قبل تعرضه له. علاوة على أنه أشار خلال المثول أمام اللجنة أنه لم يقم باختبار الغطس تحت الماء. وأن اللباس الأولي أثناء الاختبار ينتفخ من الأمام والخلف دون قدرة الشخص على الحركة.

تقييم الجمهور لـ المخترعين العرب

حصلت المشتركة نهى أبو يوسف على نسبة 90%، أما المشترك محمد الخراط فقد حصل على 10% من تصويت الجمهور.

واستكمالا في مرحلة الهندسة، تمثل أمام لجنة التحكيم كلًا من المشتركة أنفال الحمدانية وحسام سمير و م. عبد الرحمن خميس.

بدءًا مع المشترك عبد الرحمن خميس صاحب فكرة سجادة الصلاة التفاعلية، استطاع خلال هذه المرحلة من اثبات قدرة الجهاز على كشف جميع أوضاع الصلاة (الوقوف والركوع والسجود) وحتى حالات الوقوف بزاوية 45 و90 درجة عبر استخدام مستشعرات لقياس الضغط وتعلم الآلة وتحديد صحيح لاتجاه القبلة وامكانية التصفح (Scrolling) وقدرة الشخص تعلم قراءة القرآن والتسبيح وتقديم دليل ارشادي لعملية الصلاة.

من بين المخترعين العرب المميزين لهذه السنة المشترك حسام وفكرته ” خرسانة مكيفة للحرارة” عمل على اختبار واثبات عمل النظام على نطاق أوسع. ولإعداد النموذج الأولي جهز جدارًا واحدًا على نحو أكبر من النموذج المستخدم في مرحلة اثبات الفكرة، حيث يوجد داخل هذا النظام مستشعرات في جميع أرجاء غرفة الاختبار لقياس التغيرات في درجة الحرارة. النتائج التي حصل عليها بدت إيجابية حيث لوحظ انخفاض في درجة الحرارة بعد حوالي 45-50 دقيقة واختلفت درجة الحرارة عند الحائط مقارنة بالمركز بحوالي من 5-4درجات.

من الجدير بذكره أن الخرسانة المستخدمة في فكرته هي خرسانة عالية الأداء “غير مسبوقة” التحضير في العالم العربي وتختلف في مكوناتها ونسب تحضيرها عن مكونات الخرسانة العادية.

أما أنفال وفكرتها في قص وتحضير الليمون العماني المجفف، كانت التحدي بالنسبة لها يقوم على توفير آلة قادرة على ذلك. خصوصًا أنه في مرحلة اثبات الفكرة كانت العملية تتم بشكل يدوي.  بدأت مرحلة الهندسة بإجراء تعديلات على آلة لعصر البرتقال جاهزة من خلال إزالة بعض القطع وتركيب أخرى بما يتوافق مع حجم حبات الليمون وشكلها. استطاعت خلالها من قص حبات الليمون وفصل البذر عن اللب والتخلص من القشرة الخارجية. إلا أنها أشارت أنها لا تزال تواجه مشكلة في عملية الفرز.

تقييم الجمهور: حصل عبد الرحمن على أعلى نسبة تصويت بنسبة 91% وتبعته أنفال بنسبة 11% وحسام بنسبة 0%!

وأخيرًا في مرحلة الهندسة، تمثل كلًا من د. يوسف العزوزي ود. عماد الدين عزوز أمام لجنة التحكيم.

تقوم فكرة عماد الدين عزوز على جهاز مسح طبي للزفير عبر استخدام جهاز التقاط النفس وتحليل الغازات الموجودة بداخله؛ لتشخيص مرضى سرطان الرئة. كجهاز يعطي مؤشرًا وتشخيصًا أوليًا حول احتمالية الإصابة بالسرطان بناءً على زفير الشخص فقط.

خلال العمل على النموذج الأولي، وفقًا للتقرير تعرض عماد الدين لتأخير في تجهيز الخوارزميات وتأخيراتٍ فنية حالت دون تطوره أو تقديم أية نتائج خلال الأسابيع الأولى. لذلك اقترح عليه المرشدين المسؤولين عن توجيهه بكل ما يتعلق بفكرته، محاولة اثبات مدى فعالية الجهاز عبر مقارنة اختبارات ستة عينات تعود لـ 3 أشخاص مدخنين و3 أشخاص غير مدخنين وعينة واحدة من البيئة ومقارنة نتائج تحليل العينات للوصول إلى استنتاج علمي دقيق.

وصفت لجنة التحكيم بعد اطلاعها على تقريره المقدم أن النتائج التي تقدم بها لا تستند على أساس علمي. حيث شك د. فؤاد مراد من صحتها موجهًا عدة أسئلة واستفسارات حول النتائج ودقتها وعن ماهيّة المحددات التي حكم على أساسها بقدرة الخوارزمية على تحديد الشخص المدخن من الغير مدخن وما هي المؤشرات العلمية التي استند عليها. وأجمعت لجنة التحكيم أن النتيجة برمتها غير دقيقة ولا تقوم على أي أساس علمي.

أما يوسف العزوزي وفكرته التي تقوم على توفير دعامة طبية لتعديل تدفق الدم. أشارت النتائج التي توصل لها إلى ارتفاع في معدل التدفق وعملية توزيع الدم. مضيفا أن ضخ الدم (Reperfusion) خلال النموذج الأولي قد وصل بين 1200-1000 مل/ثانية. مشيرًا إلى أن معدل التدفق الواصل هو ضمن الحد المسموح به والمحدد عالميًا مع الحفاظ على معدل تدفق ثابت وبدون احداث اضطرابات وتدفق قوي قد يؤثر على الأوعية الدموية على المدى البعيد.

تقييم الجمهور لـ المخترعين العرب

حصل د. يوسف على نسبة 84%، أما د. عماد الدين فقد حصل على 16%

تقييم أعضاء لجنة تحكيم- نجوم العلوم 11

في نهاية الحلقة تمثل أمام لجنة التحكيم أقل النماذج الأولية تقيميًا والتي كانت من نصيب المشترك محمد الخراط وحسام سمير وعماد الدين. انتهت الحلقة بحدثًا استثنائيًا بعد موجة من نقاشات دارت بين لجنة التحكيم، أجمعت لجنة التحكيم على خروج كلًا من عماد الدين من الجزائر ومحمد الخراط من تونس من البرنامج.

حصلت د. نهى على أعلى نسبة تصويت  86.7%، يليها د. يوسف بنسبة 84.3% ويليه  م.عبد الرحمن بنسبة 80% وحسام بنسبة 73.3% وأخيرًا أنفال بنسبة 70%

 

 

شارك
نشر المقال:
علاء علي حسين