متفرقات

نجوم العلوم اكس بينَ اللاكتات والجلطات والورنيش

تشهدُ حلقة هذا الأسبوع من نجوم العلوم اكس مرحلةً جديدة من عمر البرنامج، وهي مرحلة تقييم الأسواق، التي استطاع الوصول إليها ستة متسابقون قد اجتازوا المرحلة السابقة من مرحلة نمذجة المنتج. ثلاثة منهم يخوضون اليوم منافسة شرسة للوصول إلى المربع الذهبي، وهم عبدالله الصريفي، ووليد البنّا، وسالم الكعبي، كلُ واحدٍ منهم يحملُ طموحًا للاجتياز والعبور، ولكن الطموح وحده لا ينفع هُنا، فإنّ القدرة على الإقناع مهمة صعبة ومطلوبة، ولا سيّما إقناع العملاء. على الرغم من أن الكثير من الاختراعات نالت استحسان لجنة التحيكم، إلا أنّ مرحلة تقييم الأسواق ينكشف بها الكثير من الغطاء عن المنتج.

يقف الدكتور عبد الله الصريفي صاحب جهاز يقوم بحساب معدل اللاكتات التي يفرزها الجسم أثناء المجهود البدني، وهو أول المشاركين هذا الأسبوع أمام لجنتين تحددان مصيره، لجنة التحكيم ولجنة العملاء. يتحدث عبد الله عن نفسه “مهمتي اليوم هو إقناع الأشخاص في منتج MY PEAK، وأن أثبت أحقيته بالتواجد في الأسواق وأن يكون جهازًا قابل للاستعمال في الميدان الرياضي وأن يتوفر لأولئك الذين يمارسون الرياضة.”

واجه عبد الله تحديًا حقيقيًا أمام لجنة خبراء الاسواق، التي اعتقدت بأنّ المنتج ليس جاهزًا بعد لكي يتم تداوله، مع تعالي أصواتٌ أخرى تُشيّد به وتؤازره، يقول البروفيسور منعم جمني وهو أحد الخبراء “إذا أخذت نظرة إلى الوراء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي ونظرت إلى الحاضر، ستجد أنّ الأرقام القياسية قد حُطِمت بفرق أجزاء من الثانية. الرياضيون يتمرنون ثلاث وأربع سنوات فقط لكي يحصلوا على نصف ثانية إضافية، ولا يوجد طريقة لحدوث ذلك دون مساندة من علماء مختصين بالمجال. كلما راقبت أداءك كلما استطعت من تحقيق هدفك المنشود.”

يساعد جهاز عبد الله على منح الرياضي فرصة في مراقبة الأداء بشكلٍ آني، فبالنظر إلى ثلاثين سنة في الماضي، إذ كان فحص معدل اللاكتات في الدم يعتمد على أخذ عينة من الدم بطريقة يدوية بعد التمارين، ثم انتظار نتائج التحاليل لليوم الآخر، أما اليوم فالعلم أتاح للجميع تحليل الدم أثناء التمارين، وذلك للمحافظة نسق الأداء.

أما المتسابق الثاني، وهو الدكتور وليد البنّا من فلسطين والذي يعمل في ألمانيا كجراح، يتحدث عن خبرته في مجاله ومدى تأثيرها على اختراعه “معاناتنا اليومية بجراحة المخ والأعصاب دفعتني للبحث عن حل للمرضى المصابين بانفجار بشرين في المخ، بلغ عدد المصابين 750 ألف حالة سنويًا على مستوى العالم. حتى لو كانت العملية الجراحية ناجحة مئة بالمئة، نسبة الوفاة بهذا المرض تعد الـ40% وسبب الوفاة هو تشنج الأوعية الدماغية التي تؤدي من جلطة إلى جلطة حتى الوفاة، لذا معرفة الوقت الحقيقي لتلك التشنجات هي أهم خطوة لانقاذ المريض وخاصةً في حالة الغيبوبة.” اعتمد وليد على خبرته في شبكية العين بتحليلها لدراسة حالة المخ عن طريق العين، ثم قام باختراع جهاز يقوم وفقِ خوارزمية معينة لربط جميع الخطوط ببعضها وللحصول على نتائجٍ مُرضية.

قام وليد بتسمية اختراعه بـ Neurocam، الذي يشبه النظارة من الخارج، لكن مهمته أعقد من ذلك، إذ أنّ بمقدوره على مراقبة المخ واكتشاف الخطأ قبل حدوثه، علاوة على ذلك بأنه يوفر الكثير من المال والوقت، وأنه مدخل لباب جديد في عالم الطب على حدِ تعبيره.

وآخر متسابقين هذهِ الأمسية، هو المهندس والرسام سالم الكعبي، القادم من سلطنة عُمان وبيده محلول Lubanium، وهو ورنيش طبيعي غير بترولي عضويٍ صديقٍ للبيئة ينتج من اللبان المشهور في سلطنة عمان.  يقول سالم “من قماش أبيض إلى لوحة تُثار بالجمال، هذه قصة كل فنان يقضي من عمره سنوات، لكن خلف هذه السنوات يدفع الثمن غالي، ابتكاري اليوم هو حل متعدد الاستخدامات وصديق للبيئة وللفنان وأيضًا غير قابل للاشتعال.” على مر عصور كان الفنان يعرض نفسه للخطر بسبب شغفه وحبه لفنه، ليس من ذات الفن، وإنما من المواد التي يستخدمها أثناء عمله.

فان جوخ ولوحته ليلة النجوم، ليناردو دافنتشي ولوحته الموناليزا، الإسباني بيكاسو، السريالي دالي والكثير من الفنانين الذين لمع نجمهم في سماء الفن بسبب أعمالهم التي لولا اختراعٍ بسيط مثل الورنيش، لاندثرت مع مرور الوقت وتآكلت بين الأتربة والغبار.

منافسة متنوعة بين ثلاث ابتكارات ذي أهمية في حياة البشر بمختلف اختصاصاتهم وميولهم وهوياتهم، واثنان فقط من هؤلاء المتبكرين الثلاثة سيتمكنان من الحصول على بطاقة عبور للمرحلة التالية، وواحد سيحط رحاله ويعود برأسٍ مرفوع بعد اجتيازه كل تلك الأشواط.

قبل الختام لابد من التنويه، ولأول مرة في تاريخ برنامج نجوم العلوم برعاية مؤسسة قطر، يشهد هذا الموسم في هذه المرحلة تواجد ثلاث سيدات يقابلهن ثلاث سادة.

يمكن للمشاهدين التصويت لمشروعهم المفضل خلال الأسبوع الأخير من النهائيات قبل الحلقة الأخيرة وذلك عبر الموقع الإلكتروني، بالتساوي وبالتزامن مع تصويت لجنة التحكيم في الحلقة النهائية التي ستبث في 24 نوفمبر 2018.