التصنيفات: فضاء

مياه الأرض أقدم من الشمس

كان معظم الماء في نظامنا الشمسي موجوداً  قبل ولادة الشمس ذاتها، ما يتراوح بين 30 إلى 50 بالمائة من المياه التي تشمل المياه على الأرض والجليد على المذنبات والأقراص حول زحل والنيازك والكواكب الأخرى، ويوضح الفريق الذي أعد البحث أن المياه قد بدأت في السحابة الجزيئية أو السديم الذي وُلدت منه الشمس، والذي سبق النظام الشمسي بحوالي مليون سنة، وهو سحابة من الغاز والغبار العائم في الفضاء، وكلما زادت كثافته فإن جاذبيته تتسبب في انطباقه على نفسه ليكون كرة دائرة من الغاز في مركزها نجم وقرصاً مسطحاً يدور في نطاق جاذبية النجم، يسمى هذا القرص بالقرص المتراكم وهو يمثل البذرة التي تنبثق منها الكواكب والكويكبات، وهناك توازن دقيق لقوى الجاذبية، بين جاذبية الشمس للأجسام نحوها وبين الحركة المغزلية للكوكب حول الشمس بعيداً عنها.

ما كان الباحثون يسعون خلفه هو اكتشاف مصدر المياه، هل كانت موجودة في السديم منذ البداية؟ أم أن ولادة المياه كانت مع ولادة النظام الشمسي؟

لكن لماذا يهمنا هذا السؤال؟

هذا سؤال مهم لأنه إذا كان الماء الموجود في النظام الشمسي موروثاً من الثلج الموجود بين النجوم، إذن فهناك ثلج مشابه موجود في الأقراص التي تمثل بذرة تكوين الأنظمة الكواكبية الأخرى، أما إذا كان الماء مولوداً مع النظام الشمسي فهذا يعني أن وفرة الماء يحتمل أن تكون مؤثرة على تشكلها، وهذا سيكون له أثر بالطبع على إمكانية نشوء الحياة على كوكب آخر.

ولكي يعرف العلماء من أين جاء هذا الماء بالضبط قاموا بعمل نظام محاكاة لكيمياء النظام الشمسي، بعمل موديل يحتوي على نوعين من المياه، المياه الطبيعية التي تحوي الهيدروجين والمياه “الثقيلة” التي تحوي نظير الديتريوم والتي نجدها في المذنبات والمحيطات والمياه الموجودة بين النجوم، ثم قاموا بعمل محاكاة للقرص الذي يمثل بذرة النظام الشمسي والكواكب والكويكبات لكن بدون المياه الثقيلة المجمدة ما يعني أنه سيحتاج لتكوين المياه الثقيلة من الصفر، واكتشفوا أن هذا النظام لم يستطع إنتاج ماء ثقيل لديه نفس نسبة عنصر الديتريوم الموجود في عينات المياه من المذنبات والنيازك ومحيطات الأرض.

الآثار المترتبة على هذه النتائج مثيرة جداً كما يقول الباحث المشارك في الدراسة إلسي كليفس، وإذا كان تكون الماء عملية تحدث في كل الأنظمة النجمية كلها فإن كمية الماء وغيرها من المكونات الكيميائية قد تختلف من نظام إلى نظام، وتحصل الأنظمة الكوكبية الوليدة على الكثير من المكونات التي تحتاجها عن طريق الثلوج الموجودة قبلها، ويقول أحد الباحثين أن نتائج البحث تبين لنا أن معظم الماء في نظامنا الشمسي هو أقدم من الشمس ذاتها، وهذا يعني أننا نستطيع أن نجد  مياهاً متجمدة غنية بالمواد الكيميائية  في الأنظمة الكواكبية التي توشك أن تولد.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير