التصنيفات: الصحة الجيدة

ممارسة الرياضة لا تساعدك على بناء عظام قوية

كثيرون هم الأشخاص الذين يعتقدون بأن كل ما عليك القيام به هو المشي أو القيام ببعض تمارين القوة البسيطة لبناء عظام قوية، ولكن في الواقع، فإن التمرين ليس له أثر يذكر على قوة العظام.

تروج العديد من المجموعات الصحية العامة والجمعيات المهنية والمواقع الصحية على الإنترنت بأن هذا النوع من التمارين الرياضية يمكن أن يكون وصفة طبية واعدة لدرء ضعف العظام، لكن باحثي هشاشة العظام يعلمون بأن هذه النصيحة غير مدعّمة بالدراسات الدقيقة.

قد تكون الفكرة قد بدأت باعتبارها استخلاصاً لحقائق معروفة جيداً، وهي أن الأشخاص الذين يكونون طريحي الفراش يفقدون كتلتهم العظامية، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على رواد الفضاء الذين يقضون وقتاً طويلاً في البيئة منعدمة الجاذبية، حيث أنه يبدو بأن قوة الجاذبية ضرورية لتقوية العظام، ولكن هناك عتبة يتوقف فيها العظام عن الازدياد بالقوة، فهل السير كل يوم يمكن أن يكون جيداً كخوض ماراثون؟ هذا ما لم تقله الدراسات.

جاءت الإجابة قبل أكثر من عشر سنوات بقليل، عندما قام العلماء بإجراء دراسات دقيقة، ناقشوا فيها ما إذا كانت رياضات حمل الأثقال تزيد من كثافة العظام لدى البالغين، وللحصول على النتائج، استخدم العلماء مقياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (DEXA)، الذي يقيس كثافة العظام من خلال تسليط الأشعة السينية عليها، وتبين بأن تلك الدراسات فشلت في العثور على أي شيء أكثر من مجرد تأثير بسيط جداً، فهي تساهم في إضافة 1% أو أقل فقط من كثافة العظام، وهي نسية صغيرة جداً لتشكل أي أهمية سريرية، وكما هو متوقع، وجدت قياسات الـ(DEXA) فقدان في كثافة العظام لدى الأشخاص الذين كانوا ممددين في الفراش لوقت طويل ولدى رواد الفضاء، ولكن لم يكن هناك أي دليل على أن العظام وقد اكتسبت أي كثافة عند المشي أو الركض.

واصل العلماء التحقيق مع تطور اختبارات قياس كثافة العظام لتصبح أكثر دقة من أي وقت مضى، وفي الآونة الأخيرة، وباستخدام آلات جديدة مكلفة جداً تقوم بمسح العظام وتستطيع أن تظهر بنيته الهيكلية على نطاق مجهري، ذكر الباحثون بأن هناك تأثيراً بسيطاً لممارسة الرياضة على جزء واحد من بنية العظام يعرف باسم التربيق، وهو عبارة عن تفرعات صغيرة داخل العظام تربطها ببعضها البعض، في حين أن قشرة العظم – الطبقة الخارجية من العظام – بدت وكأنها أصبحت أكثر سماكة بقليل مع تمارين حمل الأثقال، ولكن هذه التغييرات ضئيلة جداً، ولا يوجد دليل على أنها قد تجعل العظام أقوى أو بأنها يمكن أن تحمي من مرض هشاشة العظام، وذلك تبعاً لما أشار إليه الدكتور (كليفورد روزين)، وهو باحث عظام في معهد مين للبحوث الطبية.

كل ما يمكن قوله هو أنه إذا كانت ممارسة التمارين الرياضية تبني العظام، فإنها لا تبني الكثير منها، ولكن هذا لا يعني بأن ممارسة الرياضة لا يمكن أن تحمي العظام بطرق أخرى، فقد وجدت الدراسات بأن كبار السن الذين كانوا يمارسون رياضة حمل الأثقال انخفضت لديهم مخاطر الإصابة بالكسور، ولكن يبدو بأن هذا على الأرجح يفسر حقيقة أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى بناء عضلات أقوى وهذا بدوره جعل الوقوع على الأرض أقل احتمالاً.

حتى الآن، لا يوجد طريقة سوى حقن هرمون الغدة الدرقية، وربما حقن دواء يسمى (abaloparatide) يجري اختباره الآن  في التجارب السريرية لجعل العظام أقوى وأكثر كثافة، في حين أن أدوية هشاشة العظام الشائعة مثل الفوساماكس تبطئ من معدل فقدان العظام لكثافتها، لكنها لا تبنيها.

شارك
نشر المقال:
فريق التحرير